فاضى يا أسطى.. قصة سيدة التاكسي مع «نفسنة السواقين الرجالة» (صور)
الأربعاء، 16 مايو 2018 01:00 صالشربينى العطار
اعتاد المصريون رؤية التاكسى الزهرى والوردى والأحمر والأبيض فى شوارع وحوارى وأزقة القاهرة، يقوده الرجال، ولم تكن المرأة تخطف الأنظار فى تلك المهنة التى اعتاد عليها الرجل، رغم أن دفاتر نقابة العاملين بالنقل البري في مصر تحمل قائمة بعضوات يعملن سائقات للتاكسي منذ عام 1970.
«تواجه بشَرَاهَةٌ بالغة ضغوطات نفسية كبيرة من «نفسنة السواقين الرجالة»، وتحدى المجتمع الأسرى، ودهشة المجتمع من أفعالها، وهبوطها تحت السيارة لمعالجة الأعطال و«تفويل البنزين»، يراودها حلم إنشاء أكاديمية لتعليم النساء قيادة التاكسي».. إنها سيدة التاكسى والتى تمثل نموذج لم يعتد عليه المجتمع المصري المعروف بطابعه المتحفظ.
لم تستسلم «سيدة التاكسى» لنظرة المجتمع القاسية، وقررت أن تملك قوتها وتربي أولادها مهما تطلب الأمر من عناء ،ظلت تزاحم الرجال ، لتثبت جدارتها فى المهنة الشاقة ، ويوما بعد آخر تقبل الجميع الأمر لتصبح كلمة «فاضى يا أسطى» ليست مستغربة وتوجه إلى سيدة التاكسى يوميا من المارة.
فى السنوات الماضية، ظهرت المرأة المصرية التى تواجه شبح التحرش فى المواصلات العامة تقود التاكسى بصرامة وقوة دون أن تلتفت إلى تلك المهنة المحفوفة بالمخاطر والمضايقات والتعامل مع أسوء الزبائن..
لا تخجل سيدة التاكسى من التعامل مع التاكسى كوسيلة مواصلات تحت للصيانة والمتابعة، " من تغيير الكاوتش أو النزول تحت التاكسي لإصلاح الأعطال، أو تفويل السيارة بالبنزين".
وتعانى «سيدة التاكسى» فى مصر من التطرف الدينى الذّى يرى فى قيادة السيدة للتاكسى مخالفة للشرع طبقا للمعتقدات المغلوطة عن عمل المرأة.
تروى أحد سيدات التاكسى : " ضايقني موقف من أحد الشيوخ الذي تفاجأ بعد ركوبه بأني سيدة فأصر على النزول، وراح يستغفر الله على الذنب".
وتتواصل معاناة سيدات التاكسى من المجتمع الأسرى الذّى يرفض فكرة العمل بالتاكسى لساعات طويلة منهكة، بمسوغ أنها لن تتفرغ للواجب الأسرى تجاه الأطفال وفن تربيتهم الذّى يحتاج إلى تفرغ كبير ".
زوج "أحد سائقات التاكسى" الموظف رفض الفكرة في البداية بحجة "هتسيبي البيت يضرب يقلب"، لكنه عندما رآها ترعى أولادها جيدًا وتحرص على ذهابهم إلى المدرسة، بل وتنهي كل أعمالها المنزلية...اقتنع تماما بالفكرة بل وشجعها أيضا، ك.. "زوجي لا يعرف القيادة عندما يجلس بجانبي للذهاب إلى مناسبة عند أحد أقاربنا ويرى المعاكسات يشتعل من الغيرة"...
«نفسنة السواقين الرجالة»، بهذه الكلمات علقت أحد سائقات التاكسى على موقف حدث لها حينما كانت تقود التاكسي، قائلة: "في مرة كنت بالقرب من منطقة الحسين، واقترب مني سواق تاكسي، قائلا "انتوا كمان هتنافسونا في دي"، فرددت عليه: "أنا شغالة زيي زيك، ومحدش بينافس حد، الرزق مكتوب".
وتابعت:«الستات بيفضلوا يركبوا مع ست زيهم، لأن ده بالنسبة لهم أمان أكثر وبتكون الست قاعدة براحتها وبتلاقي واحدة ست زيها تعد تحكي وتفضفض معاها».
وأردفت:« الأمهات بتكون مطمنة على بناتها، السوق اللي إحنا فيه دلوقتي محتاج سواقة تاكسي تكون واحدة ست خاصة للعائلات».