اليوم.. مظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الأمن بعد «حمام دم غزة»
الثلاثاء، 15 مايو 2018 01:54 م
تنظم تظاهرات جديدة الثلاثاء المصادف ذكرى "النكبة" وغداة حمام دم على حدود قطاع غزة راح ضحيته 59 فلسطينيا بينما يعقد مجلس الامن الدولى جلسة وسط قلق دولي.
ومن المقرر ان تتم تعبئة جديدة بالقرب من الحدود بين قطاع غزة واسرائيل الثلاثاء غداة تظاهرات حاشدة فى القطاع احتجاجا على تدشين السفارة الاميركية فى القدس.
وتُعقد الجلسة التى دعت اليها الكويت بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وكان يوم الاثنين الاكثر دموية فى النزاع الاسرائيلى الفلسطينى منذ الحرب التى شنتها اسرائيل على قطاع غزة فى صيف 2014 مع اصابة أكثر من 2200 فلسطينى بجروح.
ونددت السلطة الفلسطينية ب"مجزرة" بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو اللجوء الى العنف بحق اسرائيل فى الدفاع عن حدودها ازاء الاعمال "الارهابية" لحركة المقاومة الاسلامية حماس.
وأثارت هذه الاحداث قلقا دوليا عارما فقد استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما فى اسرائيل، بينما نددت دول ومنظمات غير حكومية بالاستخدام المفرط للعنف.
وصباح الثلاثاء توفيت رضيعة فلسطينية اثر تنشقها غازا مسيلا للدموع قرب الحدود فى شرق غزة الاثنين.
وارتفع بذلك الى أكثر من مئة عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء "مسيرات العودة" فى 30 اذار/مارس فى غزة حيث يتجمع الاف السكان من القطاع المحاصر على طول السياج الامنى مع اسرائيل للتظاهر.
كل السبل
وفى الوقت الذى احتفل فيه مسؤولون أميركيون واسرائيليون بلحظة "تاريخية" داخل المقر الجديد للسفارة الاميركية، تظاهر الاف الفلسطينيين طيلة النهار فى قطاع غزة الذى أعلنت اسرائيل محطيه منطقة عسكرية مغلقة.
وتحدى قسم منهم نيران الجنود الاسرائيليين برشقهم بالحجارة او من خلال محاولتهم اقتحام السياج الامني.
وكانت اسرائيل حذرت من انها ستستخدم "كل السبل" لمنع أى تسلل الى اسرائيل.
وطالبت الكويت بعقد جلسة لمجلس الامن الدولى بينما منعت واشنطن تبنى بيان للمجلس الاثنين يدعو الى اجراء تحقيق مستقل فى أعمال العنف الدموية على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة.
وجاء فى مسودة البيان الذى حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "ان مجلس الامن يعرب عن غضبه واسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم فى الاحتجاج السلمي".
ومضت منظمة العفو الدولية الى حد اتهام اسرائيل بارتكاب "جرائم حرب"، بينما دعا الاتحاد الاوروبى ولندن الى ضبط النفس ونددت باريس "باعمال العنف".
أما ايران فطالبت الثلاثاء بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين على انهم "مجرمو حرب" لارتكابهم "مجازر وحشية لا مثيل لها" بحق الفلسطينيين.
كما دعت الصين إلى ضبط النفس "خصوصا" من جانب إسرائيل.
وأعربت الجزائر عن "ادانتها الشديدة لحمام الدم الذى ارتكبه الاحتلال الاسرائيلى فى غزة ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل " كما افاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية الثلاثاء.
وفى القاهرة، دانت مشيخة الأزهر الإثنين "بأقسى العبارات، الجرائم الوحشية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني" ضد المتظاهرين فى غزة.
بينما اكد العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى الثلاثاء ان بلاده ترفض وتدين "الاعتداءات السافرة والعنف الذى تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي.
وكانت تركيا اتهمت اسرائيل الاثنين بممارسة "ارهاب الدولة" وبارتكاب "ابادة" واعتبرت ان الولايات المتحدة شريكة لاسرائيل فى المسؤولية عن "المجزرة" فى غزة، بينما تظاهر الالاف فى اسطنبول تنديدا باعمال العنف وبنقل السفارة الى القدس.
وتتهم اسرائيل حركة حماس التى تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلى انه لا يستخدم الرصاص الحى الا كحل اخير.
يوم عظيم
داخل السفارة الاميركية التى فرض حولها طوق امنى مشدد لم يكن شيء يوحى بالاحداث العنيفة التى يشهدها قطاع غزة.
وحده صهر الرئيس الاميركى ومستشاره جاريد كوشنر الذى حضر المراسم مع زوجته ايفانكا المح على ما يبدو الى الاحداث عندما قال "الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل".
من جهته، اشاد الرئيس الاميركى دونالد ترامب بنقل السفارة على انه "يوم عظيم لاسرائيل".
وتثير المبادرة الاميركية الاحادية الجانب غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلى والذى يتبناه ترامب منذ توليه منصبه فى 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.
واحتلت اسرائيل الشطر الشرقى من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويرغب الفلسطينيون فى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وكان اعلان ترامب فى 6 كانون الاول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.
ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض اقامة سفارات فى المدينة طالما لم يتم البت فى وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.
ويحاذى مبنى السفارة حى جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذى يسكنه عدد من منفذى الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلى يحمل الجنسية الاميركية.
ولم يحدث القرار الاميركى بنقل السفارة حتى الان الاثر الذى كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتان هما غواتيمالا وباراغواى انهما ستقومان بالامر نفسه.