حسام غالي.. وداعا الكابيتانو (صور )
الثلاثاء، 15 مايو 2018 09:00 ص
«لكل شىء نهاية» جملة تعد بمثابة القانون الذى يسرى على الجميع بمن فيهم نجوم كرة القدم، اللاعب يبدأ حياته مع اللعبة منذ الصغر ويبذل كل ما بوسعه من أجل سطوع نجمه وظهوره بشكل متألق داخل الملاعب، لكن لا بد وأن تأتى اللحظة الحاسمة التى يعلن فيها اللاعب اعتزاله سواء لكبر سنه أم لتعرضه لإصابة أجبرته على الاعتزال وتبعده عن المستطيل الأخضر، إلا أن اعتزال لاعب كرة القدم يأتى بداية من سن الـ30 وهو يعد فى سن الشباب ويبدأ حينها البحث عن وسيلة دخل أخرى لتأمين حياته بعد انتهاء عمله كلاعب كرة قدم.
وبمناسبة اعتزال نجم الأهلى والمنتخب الوطنى حسام غالى، نستعرض مشواره منذ بدايته فى قريته حتى آخر يوم مع الأهلى. حسام السيد غالى، مواليد محافظة كفر الشيخ مركز بيلا فى 15 ديسمبر عام 1981".
بدأ حياته الكروية فى نادى بيلا، ثم انضم لناشئى النادى الأهلى من خلال الكابتن ميمى الشربينى، مدير قطاع الناشئين بالنادى الأحمر، الذى أبدى إعجابه وقتها بقدرات الطفل الصغير، وجاء الألمانى راينر تسوبيل ليتولى قيادة القلعة الحمراء، وقرر تصعيد الشاب الصغير صاحب الـ16 عاما للفريق الأول، ليصبح «غالى» أحد أصغر اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأحمر وذلك عام 2001.
القائد، حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، أقرها وأقسم عليها جميع المدربين الذين دربوه حتى الإداريين الذين تعاملوا معه، يستطيع بشخصيته أن يعيد تشكيل الملعب كما يحب عندما يهبط إلى أرض الملعب.
انضم لأول مرة لمنتخب الشباب وشارك فى إنجاز الحصول على برونزية العالم، تحت قيادة المدير الفنى للفراعنة حينها شوقى غريب، ليعود ويكون من ضمن العناصر الأساسية فى الأهلى بعدها.
بعد انتهاء المونديال، اختفى نجوم هذا النجوم وبهت نجمهم، لكن حسام غالى اللاعب الوحيد الذى استطاع أن يكتب تاريخا لنفسه بين أساطير الأهلى ونجوم القلعة الحمراء، انطلاقا من الإنجاز الذى حققه شوقى غريب ورفاقه.
عندما تولى مانويل جوزيه مسئولية تدريب النادى الأهلى، فى عام 2001، آمن بأن بين يديه لاعبًا عالميًا، ليشارك غالى فى أول مباراة للساحر البرتغالى أمام ريال مدريد الإسبانى، ويصنع الهدف التاريخى والذى فاز به الأحمر على أكبر فريق بالعالم بمهارة وثقة كبيرة تميز بها صاحب الـ20 عامًا، ليضع الكرة عرضية متقنة للاعب «صنداى»، الذى أحرز هدفا للتاريخ.
واصل غالى رحلته مع الأهلى حتى عام 2003، وفاز مع الأحمر بلقب كأس مصر 2003، ولقب دورى أبطال إفريقيا، لأول مرة فى تاريخه وهو اللقب الأفضل له، حيث لم يكن يتعدى الـ20 عاما حينها، ليخرج فى رحلة احتراف لنادى فينورد روتردام الهولندى، لمدة 3 مواسم تألق خلالها وشارك فى 56 مباراة، وأحرز 3 أهداف.
انهالت بعد ذلك العروض الأوروبية على «الكابيتانو»، لينضم إلى نادى توتنهام الإنجليزى، لكنه تعرض لمؤامرة – حسب وجهة نظر غالى نفسه – رغم محاولته للعب بشكل أساسى معه، لكن غالى خرج عن شعوره فى إحدى المباريات بالبريميرليج، وألقى تى شيرت فريقه بسبب مشكلة مفتعلة بينه وبين جماهير توتنهام إثر إلقاء قميص الفريق فى وجه المدرب السابق للأهلى مارتن يول، عندما أشركه فى بداية الشوط الثانى ثم سحبه مرة أخرى بعدها بسبع دقائق، ليقرر توتنهام إعارة غالى إلى فريق ديربى كاونتى لمدة عام.
فى عام 2009 انتقل حسام غالى إلى فريق النصر السعودى لمدة موسم واحد تألق خلاله وشارك فى 24 مباراة وسجل 3 أهداف، ثم عاد من جديد لبيته الأهلى، بعدما تم طرده من النصر بداعى تعاطيه للمنشطات والمقويات.
عاد غالى بعد غياب 7 سنوات للقلعة الحمراء، وتولى شارة كبيرها وملكها رقم 41، وجد ترحيبًا لم يلقه أحد من قبله ولا بعده، أحرز حسام غالى للأهلى منذ عام 2010 حتى عام 2013، العديد من البطولات رغم مرور الكرة المصرية بالعديد من الأزمات بسبب قيام ثورة يناير، فاز مع الأهلى بلقب الدورى والسوبر المصرى، ودورى أبطال إفريقيا عام 2013، وكأس السوبر الإفريقى، فيما كان الحدث الأهم عندما شارك حسام غالى مع الأهلى فى كأس العالم للأندية لأول مرة مع الأحمر عام 2012، والرابعة فى تاريخ الأحمر، وحصل غالى مع الفريق المركز الرابع بعد الهزيمة أمام فريق مونتيرى المكسيكى.
هل يبقى غالى؟، بُحت أصوات الجماهير والإدارة واللاعبين والمقربين، وإدارة المنتخب تطلب من القائد أن يبقى ويواصل المسير، وتحقيق الإنجازات وتطوير مستواه، إلا أن المصلحة حكمت، وقرر غالى أن يخوض تجربة الاحتراف مرة أخرى، فى نادى ليرس البلجيكى فى صيف 2013 ولمدة موسم واحد، والذى كان يعرف وقتها بين اللاعبين المصريين بأنه «بيدفع كويس»، كانت هذه هى المرة الثانية التى يفضل الكابيتانو مصلحته ويجرى خلف وهم «تأمين المستقبل» تاركا النادى وجماهيره ومصلحته خلفه، قدم «غالى» موسما متوسطا، ولكنه عاد سريعا وقرر أن يرجع لبيته، الذى لم يغلق الباب يوما فى وجهه.
عاد حسام غالى قائدا للأهلى، ومع أول أزمة لم يتوان فى أن يلقى شارة يحلم بها الكبير والصغير فى الأهلى، بسبب قرار طرد مستحق من قبل محمد فاروق حكم المباراة، حيث منح فاروق «غالى» بطاقة صفراء بسبب تدخله العنيف على لاعب الخصم ليعترض قائد الأهلى بشكل غاضب ليقرر منحه البطاقة الحمراء، ليقرر بعدها مجلس النادى الأهلى برئاسة محمود طاهر سحب شارة القائد منه وإعطاءها للاعب عماد متعب.
ولأن حسام «غالى» على الجان «متعب»، قرر ألا يحمل بطولة فى وجوده، وقرر أن يهديه ويمنحه بغير حق شرف أن يحمل بطولة كأس السوبر المصرى عقب الفوز على الزمالك فى الإمارات عام 2015، وطلب من غالى المجرد من الشارة حمل الكأس فى مشهد للتاريخ.
وبعد هذا المشهد المتحضر من اللاعبين الكبيرين قرر مجلس إدارة النادى الأهلى فى نهاية العام 2015، إعادة شارة القيادة للكابيتانو ليعود كل شىء لنصابه.
عودة غالى للفريق شهدت فوز الأهلى بالعديد من البطولات التى استحوذ عليها مع الأحمر، وعلى رأسها الدورى المصرى مرتين وكأس مصر مرتين، وكأس السوبر المصرى ووصل مع الفريق من جديد إلى نهائى دورى أبطال إفريقيا، كما فاز بلقب الكونفيدرالية الإفريقية مع الأهلى لأول مرة فى التاريخ.
كان الكل يظن – وهنا كل الظن إثم - أن الكابيتانو تعلم الدرس، وحفظه عن ظهر قلب ولن يعود لأفعاله الصبيانية ثانية، إلا أنه لم تمر سوى أيام قليلة وافتعل اللاعب عددا من الأزمات مع المدير الفنى حسام البدرى، بعد أن قرر «البدرى» إراحته واستخدامه لبعض الوقت، ثم دخل غالى فى مشادة مع زميله أكرم توفيق لاعب الفريق الشاب فى إحدى مباريات الدورى، ليقرر البدرى خروج غالى وجلوسه على دكة البدلاء ونزول أحمد رمضان بيكهام بديلا له لكن قائد الأهلى اعتبر الأمر إهانة فى حقه ليترك المباراة بأكملها ويغادر الملعب لتنفجر بعدها الأزمات بين البدرى وغالى، ليهدد الأخير ووكيل أعماله نادر شوقى فى أكثر من موقف بالرحيل عن الأهلى لأى عرض يأتى إليه بسبب طريقة تعامل البدرى معه والتى لا تتناسب مع تاريخه.
القرار الذى رفضه غالى وهو على بُعد عام من الاعتزال، تعرض له زملاؤه تريكة وبركات ومتعب، من قبل نفس المدرب، ولكن الفارق أنهم كانوا فى عز تألقهم وكان يشارك بدلا منهم لاعبون لم يصلوا إلى ربع لياقتهم ولا مستواهم، ولكنهم لم تخرج منهم كلمة واحدة ولا أزمة مفتعلة، ولكنه هو «الكابيتانو».