لغز الشخصيات المشبوهة التى تروج للمصالحة مع الجماعة الإرهابية.. سعد الدين إبراهيم أبرزهم
الإثنين، 14 مايو 2018 11:00 م
منذ اندلاع ثورة 30 يونيو التى اطاحت بحكم مرشد الجماعة الإرهابية وتابعه المعزول محمد مرسى تخرج علينا بين الحين والآخر، شخصيات ، تطلق على نفسها حقوقية من قبيل سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، ودعوات أخرى من شخصيات اخوانية مثل الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان فى أوروبا، ليطرحون ما يسموه "بالمصالحة الوطنية" أو بلفظ أوضح وأكثر صراحة "المصالحة مع الإخوان".
تكرار هذه الدعوات وإثارتها على فترات متقاربة، يطرح تساؤلات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، هل هذه الدعوات صادرة من أصحابها دون تنسيق مع تنظيم الإخوان؟ أم أن جماعة الإخوان تلعب من خلف الستار وتستعين بهذه الشخصيات لطرح المبادرة؟ وهل تدفع الإخوان أموالا لهذه الشخصيات مقابل إثارة زوبعة "المصالحة"؟.
قيادات سابقة بجماعة الإخوان، أووضحوا سيناريو كيف تدفع جماعة الإخوان بشخصيات لإجراء هوجة المصالحة، متوقعين أن يكثر الفترة المقبلة الحديث عن المصالحة.
إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أكد إن هناك تنسيقا بين الإخوان والشخصيات أصحاب مبادرات "المصالحة، ضاربا المثل بكمال الهلباوى، قائلا :" تنظيم الإخوان مأزوم ويحاول تفتيت جدار الممانعة الشعبية ويقوم بإرباك وعي الشعب المصري ليعود ويسمم حياة المصريين، كما أن التنظيم الإخوانى يدرك أن المزاج المصري العام يرفض وجودهم سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا ويدرك التنظيم أيضا أنه يتم الآن بناء الوعى الجمعى لإنهاء التنظيم فى كل ما سبق".
وأضاف "ربيع":" وكعادة التنظيم فى الإرباك والشوشرة ومحاولة الاختراق يقوم بين الحين والأخر بتكلف أحد المتعاونون معه بإثارة موضوع المصالحة مع التنظيم، وبالتوازى يقوم التنظيم بحملة مصاحبة لابتزاز المصريين وإرباك وعيهم الجمعى ليقبلوا بعودته مرة أخرى، والتنظيم يدرك عمق الأزمة التى هو فيها، وهى أنه فى السابق كانت معركته مع الأنظمة والشعب كان يمثل منصة الدعم المنعوى والحضانة الاجتماعية ليمارس التفريخ المريح لعناصره، أما منذ 3 يوليو 2013 أصبحت معركته مع الشعب ومؤسسات الدولة ".
وتابع :" التنظيم الاخوانى انتهازى، ويبحث عن من يستطيع استغلال ظروفهم لاستعمالهم في تحقيق أهدافه، وأتوقع أن هذا ما تم مع كمال الهلباوي عضو الاخوان السابق الباقي على الود مع التنظيم، وربما يكون تم استضافة "الهلباوى" فى لندن والحديث عن ظروفه من حيث التقدم فى السن وإعتلال الصحة واستنفاذ المدخر من المال وهذه الظروف تجعل الإنسان في احتياج والاحتياج أبو التنازلات، ومن هنا يقوم التنظيم بعرض طلباته مقابل حل كل هذه المشكلات، والإيعاز اليه بأنه وجه مقبول لدى النظام والشعب والمطلوب أن يتقدم بمبادرة للمصالحة بين التنظيم والدولة المصرية بزعم حقن الدماء، وكأن التنظيم يهمه أمر الدماء المصرية المقدسة التى أهدرها عن عمد وإصرار ويقين".
ودعا القيادى السابق بتنظيم الإخوان عدم الاهتمام بمبادرات المصالحة، قائلا :" فى هذا الصدد أتمنى أننا كمصريين لا نلقى بالا لهذه الصيحات المضللة والمربكة وأن يكون لدينا أجندة واضحة ومحددة وصارمة تجاه هذا التنظيم القاتل".
وطرح "ربيع" أجندة للتعامل مع الإخوان، ممثلة فى تفكيك التنظيم داخل البلاد وتسليم السلطات الأمنية خريطة التنظيم فى كل محافظات مصر، وتسليم السلطات المصرية خريطة الاستثمارات والكيانات الاقتصادية التابعة للتنظيم داخل البلاد، وأيضا تسليم السلطات المصرية خريطة التحالفات بين التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية، غير الارهابية المتواجدة داخل البلاد".
واختتم "ربيع" حديثه قائلا :" هذا التنظيم فى الأساس تم تكوينه بالمخالفة الصارخة لكل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية ليكون دولة موازية وآن الأوان لإنهاء كل كيان موازي لتحرير الانتماء الوطني وإزالة اثار العدوان الإخواني على الشخصية المصرية".
"الإخوان طرحت مبادرتها الأخيرة المشبوهة من خلال كمال الهلباوى، هكذا فسر المحامى مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إثارة مصالحة الإخوان مؤخرا من جانب "الهلباوى".
وقال "نوح" إن كمال الهلباوى لم يعد له أى وجود فى المجلس منذ أكثر من 6 أشهر، إذ لم يعد يحضر الاجتماعات أو يشارك فى أية أمور تخص المجلس، لافتا إلى أن "الهلباوى" ارتكب فى الآونة الأخيرة أخطاء عديدة، كان أكبرها خطأ المبادرة التى أعلنتها جماعة الإخوان الإرهابية من خلاله.
وأشارنوح أن جماعة الإخوان وقنواتها الإرهابية تروج للمصالحة المزعومة على أنها من الدولة، وتعمل دائما على تقديم كمال الهلباوى باعتباره عضوا بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، للإيهام بأن الأمر مرتبط بالدولة، على غير الحقيقة، مشيرا إلى أن كل ما بدر من "الهلباوى" وما تضمنته مبادرته لا يعبر عن وجهة نظره، وإنما هو توجه إخوانى جرى إعلانه من خلاله، وبالتأكيد لا علاقة للمجلس القومى لحقوق الإنسان به.
بينما أكد العقيد حاتم صابر ، الخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، إن الجماعة الإرهابية تعمل على الترويج بشكل كبير لكل المبادرات المشبوهة التى أطلقت حول ما تسمى بالمصالحة مع التنظيم الإرهابي ، وأصبحوا يصدرون أشخاص هم فى الأساس تابعين لهم ، فتستغل هذه الأمور مثل المبادرة الأخيرة التى صدرت من كمال الهلباوى ، الإخوانى السابق ، فقامت الجماعة بالترويج لها على أنها من الدولة ومخاطبة وسائل الإعلام الغربية على ذلك .
وأضاف صابر أن كل ما تقوم به الإخوان هى مجرد خطط خبيثة الغرض منها هى الضغط على الدولة والترويج للمبادرات المشؤومة التى من وراها التنظيم الدولى للإخوان وتركيا وقطر .
كان كمال الهباوى، قد طرح مبادرة قال البعض إنها مشبوهة للتصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية، وهى المبادرة التى قوبلت برفض واسع من أطياف المجتمع المدنى، وأعضاء مجلس النواب، الذين أكدوا ضرورة عزل "الهلباوى" من عضوية المجلس القومى القومى لحقوق الإنسان، الذى انقطع عن اجتماعاته قبل شهور، مع عودته للإقامة فى العاصمة البريطانية لندن، التى تولى منصبا بالتنظيم الدولى للإخوان فيها طيلة سنوات.