مؤشرات ظهور التنظيم في قلب أفريقيا.. عناصر مجهولة بنكهة «داعشية»
الأحد، 13 مايو 2018 02:00 م
على مقربة من حدود الكونغو، قتل 26 بورنديا في هجوم إرهابي، نفذه مجهولون، قرية بشمال غربي بوروندي.
وقال وزير الأمن البوروندي آلان غيوم بونيوني، أمس السبت، إن الإرهابيين الذين قدموا من الكونغو، وعادوا إليها نفذوا عملية إطلاق نار وإحراق، أسفرت عن مقتل 26 شخصا وإصابة سبعة بجروح.
ونقلت وكالة «فرانس برس» أن أعمال العنف التي استمرت لساعات، مساء الجمعة في مقاطعة سيبيتوكي المتاخمة للكونغو ورواندا، وقالت عن مسؤول محلي طلب عدم كشف هويته إن المجرمين انتقلوا من منزل الى آخر حيث ارتكبوا مذبحة حقيقية، مضيفًا أن «بعض الضحايا تعرضوا للطعن، بينما قتل البعض بإطلاق النار. هناك حتى عائلة كاملة أُحرقت حية في منزلها».
لم يتم بعد التأكد من هوية المهاجمين أو معرفة دوافعهم، لكن السكان أفادوا أنهم عبروا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد تنفيذهم الهجوم.
هناك دلالات عدة تشير إلى تورط عناصر تنظيم داعش الإرهابي في الهجوم، أولها أن آلية تنفيذ الحادث قريبة الشبه باستراتيجيات التنظيم.
وتشهد تلك المنطقة على مدار الأشهر الماضية، تحركات لعناصر التنظيم الإرهابية، وداعش أعلن عن وجوده صراحة في «الكونغو»، بعد مبايعة جماعة إرهابية محلية له، تعرف باسم «مدينة التوحيد والمجاهدين» والمعروفة باختصار «إم تي إم»، كانت تتبع في السابق تنظيم القاعدة الإرهابي.
ودعا داعش في الكونغو الشباب هناك بالانضمام لها ومبايعة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ومن ثم البدء في حرب داخل الكونغو من أجل تأسيس ولاية داعشية جديدة بها تنضم إلى ما تعرف باسم «ولاية غرب أفريقيا» التي أسستها حركة بوكو حرام في غرب أفريقيا ومقرها الرئيسي نيجيريا.
ثاني المؤشرات «الحرق»، حرقت العناصر التي لم تعلن عن هويتها عائلة بأكملها أثناء الهجوم، وهو ما يفعله تنظيم داعش.
فالتنظيم الإرهابي أحل حرق أعدائه، باعتبارهم بغاة وفق أدبياته، ويستند في ذلك إلى مجموعة من السير، أولها أن «ابن كثير» قال في تاريخه: «استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزَّكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصَّلاة؟ فقال مالك: إنَّ صاحبكم كان يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار اضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا، فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم، ويقال: إنَّ شعر مالك جعلت النَّار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشَّعر لكثرته، وقد تكلَّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصِّديق، وتكلَّم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصِّديق: «اعزله فإنَّ في سيفه رهقاً».
وتابع أفراد التنظيم: «حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها «قاله النووي والأوزاعي». وفي «عون المعبود» وقال «القسطلاني»: «اختلف السلف في التحريق، فكرهه عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان بسبب كفر أو قصاص، وأجازه على وخالد بن الوليد».
وورد في أدبيات التنظيم في مقال نشره موقع «JUSTPASTE»، عقب حرك الطيار الأردني معاذ الكساسبة: «إن أحرقتم فلكم في خلفاء الأمة وصحابة نبيكم سلف، فافعلوا في هؤلاء الكفار ما يزرع في قلوبهم الرعب والهلع، ولا يرَون فيكم خوراً ولا خوفاً ولا تردداً، أرهبوهم وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم واخلعوا قلوبهم من صدورهم لتقر أعين المؤمنين».
في الوقت ذاته جاء الاعتداء في وقت تزداد حدة التوتر قبل أيام من استفتاء دستوري مرتقب في 17 مايو قد يتيح للرئيس بيار نكورونزيزا البقاء في السلطة حتى العام 2034.
ونشرت الحكومة خلال الأسابيع الأخيرة جنودا في المناطق الحدودية بعدما اتهمت مجموعات المعارضة في المنفى بالسعي إلى عرقلة الاستفتاء.