ليلة الرؤية.. كيف يتم حساب واستطلاع هلال شهر رمضان؟
السبت، 12 مايو 2018 12:00 صكتب:حسن الخطب
ونحن على موعد مع ليلة الرؤية الثلاثاء القادم، فلا يمكن إنكار أن شهر رمضان المبارك، يتمتع بخصوصية شديدة عن باقي شهور العام، فلا زلنا نذكر ونحن صغارا، عندما كنا نجلس وسط أسرنا وعائلاتنا، ونحن نستمع لمفتي الديار المصرية في ليلة الرؤية، وهو يعلن أن بداية شهر رمضان المبارك سوف تكون غدا، لتعم الفرحة قلوبنا ونتبادل التهنئة.
ومع مرور الأيام لازالت تلك الصورة التي نرسمها في أذهاننا عن تحري هلال شهر رمضان المبارك، من خلال رجل يرتدي زيا ازهريا، ويمسك في يده "نلسكوبا" ينظر من خلاله إلى هلال شهر رمضان المبارك، وعلى مسافة بعيدة قد ولد الهلال.
وظلت تلك الصورة عالقة في أذهاننا، حتى رسمتها وتبادلتها وسائل الإعلام، للدلالة على قدوم الشهر الفضيل، ولكن يظل السؤال الذي يدور خواطرنا، هل تلك الصورة صحيحة، أم لا و كيف يتم استطلاع شهر رمضان المبارك؟
ظلت على مدار سنوات طويلة دار الإفتاء المصرية هي الجهة المخول لها تحري الشهور العربية، وإعلان بدايتها ونهايتها، ولذلك اصبحت دار الإفتاء هي الجهة التي تعلن عن قدوم شهر رمضان المبارك، فتقوم بالتعان مع الفلك والأرصاد بتحري هلال شهر رمضان المبارك من خلال لجان شرعية مع مراصد تابعة للدار ولهيئة الأرصاد والفلك.
وتبلغ عدد المراصد 7 مراصد منترة بمختلف أنحاء الجمهورية، وتقوم تلك المراصد باستخدام الآلات الحديثة، وتجمع بينه وبين الحساب الفلكي في تحري الهلال، فإذا أتى شخص وقال بأنه قد رأى الهلال في حين أن الحساب يقر بأنه لم يره يتم حينئذ تصديق الحساب الفلكي، إذ يلزم رؤية الهلال في عدد مختلف من المراصد السبعة.
والعمل وفق الحساب الفلك في تحري هلال رمضان عند وجود التباس، هو ما اتفقت عليه المؤتمرات الفقهية الإسلامية، كمؤتمر جده، وغيره ، وذلك بالاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهو ما رآه بعض الفقهاء جوازا الاعتماد على الحسابات الفلكية.
ولكن مهمة تحري الهلال أمر صعب للغاية، حيث أن رؤية الهلال في يومه الأول قد يكون مستحيلا، وتستحيل بوصول القمر مرحلة المحاق قبل غروب الشمس، وغروبه مع غروبها أو قبله ، فإذا كان القمر سيغيب أصلا قبل غروب الشمس أو معها، فهذا يعني أنه لا يوجد هلال فى السماء يمكن رصده.
أما إمكانية الرية للهلال، فتكون ممكنة فى حالة واحدة ، إذا حدث الاقتران أي ميلاد الهلال ، قبل غروب الشمس وغروبه بعد غروبها بوقت كاف، مما يجعل رؤيته ممكنة ، وهناك ثلاث حالات لا يمكن رؤية الهلال فيها رغم ولادته وهى، إذا غرب بعد دقائق معدودة من غروب الشمس لان ذلك يعنى أنه ما زال قريبا من قرص الشمس، ولم يبتعد ظاهريا فى السماء مسافة كافية عنها حتى تمكن حافته من عكس ضوئها فيرى القمر على شكل هلال .
الثانية تكون عند النظر إلى جهة الغرب لحظة الغروب فإن الوهج الشديد للغسق قرب المنطقة التى غربت عندها الشمس، فإذا ما وقع القمر فيها، فإن إضاءة الغسق الشديدة ستحجب إضاءة الهلال النحيل ، أما الثالثة إن وقع قرص القمر قرب قرص الشمس وقت الغروب فإن هذا يعنى أن القمر قريب جدا من الأفق وقت رصده، مما يؤدى إلى خفوت إضاءته بشكل كبير تتعذر معها رؤيته٠
أما فلكيا فيتم احتساب شهر رمضان المبارك، بشكل مختلف عما نعهده، حيث يتم احتساب شهر رمضان بالأشهر القمرية، ويتكون الشهر القمري عادة من 30 يوما أو 29، وهو على عكس الشهر الميلادي الذي يتراوح بين 30 يوما و31، عدا فبراير 28 أو 29، وهذا سبب تغير موعد شهر رمضان من سنة لأخرى.
وتبلغ دورة القمر حول الأرض 27.321 يوما، ثم يدخل القمر في طور المحاق ثم يحدث الاقتران، ثم يكون الهلال ويبدأ الشهر الجديد، ولذا فإن رؤية هلال رمضان تختلف من بلد إلى آخر، حيث تعتمد دول عربية وإسلامية على الرؤية بالمنظار، بينما تلجأ دول أخرى إلى الحسابات الفلكية، وهناك من يعتمد على الرؤية بالعين المجردة.
وتكون طريقة تحري الهلال فلكيا على 3 مراحل:
الأولي ولادة الهلال: وتكون قبل غروب الشمس، والمقصود بها انتهاء دورته الشهرية حول الأرض وبدء دورة جديدة، والثانية أن تغرب الشمس ويبقى الهلال موجود بعدها فوق الأفق الغربي، الثالثة أن يمكث الهلال في السماء بعد غروب الشمس وقتا لا يقل عن نصف ساعة، وتتم مراقبة الهلال في أول الشهر وليس في آخره، ولا يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة، إن لم يكن قد مضى على ولادته 15 ساعة و12 ساعة لمشاهدته بالتلسكوب.