حسام غالى .. وداعا الكابتينو (فيديو)

الجمعة، 11 مايو 2018 11:00 ص
حسام غالى .. وداعا الكابتينو  (فيديو)
حسام غالى

 
"لكل شىء نهاية" جملة تطبق على الجميع ، بمن فيهم نجوم كرة القدم، فاللاعب يبدأ حياته مع اللعبة منذ الصغر ويبذل كل ما بوسعه من أجل إعلاء نجمه وظهوره بشكل متألق داخل الملاعب، لكن لابد وأن تأتى اللحظة الحاسمة التى يعلن فيها اللاعب اعتزاله سواء لكبر سنه أو لتعرضه لإصابة أجبرته على الاعتزال وتبعده عن المستطيل الأحضر، إلا أن اعتزال لاعب كرة القدم يأتى بداية من سن الـ30 وهو يعد من سن الشباب ويبدأ حينها فى البحث عن وسيلة دخل أخرى لتأمين حياته بعد انتهاء عمله كلاعب كرة قدم.
 
 
اليوم سوف يكون آخر يوم لـ"الكابتينو" فى المستطيل الأخضر خلال مباراة الأهلي وأياكس أمستردام الهولندى، ويستعرض "صوت الأمة" مشوار حسام غالي منذ بدايته فى قريته حتى أخر يوما مع الأهلى.
 
 
حسام السيد غالي، مواليد محافظة كفر الشيخ مركز بيلا في 15 ديسمبر عام 1981، بدأ حياته الكروية في نادى بيلا، ثم انضم لناشئي النادى الأهلى من خلال الكابتن ميمي الشربينى، مدير قطاع الناشئين بالنادى الأحمر، الذي أبدى إعجابه وقتها بقدرات الطفل الصغير، وجاء الألمانى راينر تسوبيل ليتولى قيادة القلعة الحمراء، وقرر تصعيد الشاب الصغير صاحب الـ16 عاماً للفريق الأول، ليصبح «غالى» أحد أصغر اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأحمر وذلك عام 2001.
 
القائد، حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، أقرها وأقسم عليها جميع المدربين الذين دربوه حتى الإداريين الذين تعاملوا معه، يستطيع بشخصيته  أن يعيد تشكيل الملعب كما يحب عندما يهبط إلي أرض الملعب.
 
 
انضم لأول مرة لمنتخب الشباب وشارك في إنجاز الحصول علي برونزية العالم، تحت قيادة المدير الفني للفراعنة حينها شوقي غريب، ليعود ويكون من ضمن العناصر الأساسية في الأهلي بعدها.
 
 
بعد انتهاء المونديال، اختفى نجوم هذا النجوم وبهت نجمهم،  لكن حسام غالي اللاعب الوحيد الذي استطاع أن يكتب تاريخا لنفسه بين أساطير الأهلي ونجوم القلعة الحمراء، انطلاقاً من الانجاز الذي حققه شوقي غريب ورفاقه.
 
 
عندما تولى مانويل جوزيه مسئولية تدريب النادي الأهلي، في عام 2001، آمن بأن بين يديه لاعباً عالمياً، ليشارك غالي فى أول مباراة للساحر البرتغالى أمام ريال مدريد الإسباني، ويصنع الهدف التاريخي والذي فاز به الأحمر على أكبر فريق بالعالم بمهارة وثقة كبيرة تميز بها صاحب الـ20 عاماً، ليضع الكرة عرضية متقنة للاعب "ساند داي"، الذي أحرز هدفا للتاريخ.
 
 
واصل غالي رحلته مع الأهلي حتي عام 2003، وفاز مع الأحمر بلقب كأس مصر 2003، ولقب دوري أبطال إفريقيا، لأول مرة في تاريخه وهو اللقب الأفضل له حيث لم يكن يتعدي الـ20 عاما حينها، ليخرج في رحلة احتراف لنادي فينورد روتردام الهولندي، لمدة 3 مواسم تألق خلالها وشارك في 56 مباراة، وأحرز 3 أهداف.
 
 
انهالت بعد ذلك العروض الأوروبية علي "الكابيتانو"، لينضم إلي نادي توتنهام الإنجليزي، لكنه تعرض لمؤامرة – حسب وجهة نظر غالي نفسه – رغم محاولته للعب بشكل أساسي معه لكن غالي خرج عن شعوره في إحدي المباريات بالبريميرليج، وألقي تي شيرت فريقه بسبب مشكلة مفتعلة بينه وبين جماهير توتنهام إثر إلقاء قميص الفريق في وجهه المدرب السابق مارتن يول، عندما أشركه في بدايه الشوط الثاني ثم سحبه مرة أخرى بعدها بسبع دقائق، ليقرر توتنهام إعارة غالي إلي فريق ديربي كاونتي لمدة عام.
 
 
في عام 2009 انتقل حسام غالي إلي فريق النصر السعودي لمدة موسم واحد تألق خلاله وشاك  في 24 مباراة وسجل 3 أهداف، ثم عاد من جديد لبيته الأهلي، بعدما تم طرده من النصر بداعي تعاطيه للمنشطات والمقويات.
 
 
عاد غالي بعد غياب 7 سنوات للمدينة الحمراء، وتولى شارة كبيرها وملكها رقم 41، وجد ترحيباً لم يلقه أحد من قبله ولا بعده، أحرز حسام غالي للأهلي منذ عام 2010 حتى عام 2013، العديد من البطولات رغم مرور الكرة المصرية بالعديد من الأزمات بسبب قيام ثورة يناير، فاز مع الأهلي بلقب الدوري والسوبر المصري، ودوري أبطال إفريقيا عام 2013، وكأس السوبر الإفريقي، فيما كان الحدث الأهم عندما شارك حسام غالي مع الأهلي في كأس العالم للأندية لأول مرة مع الأحمر عام 2012، والرابعة في تاريخ الأحمر، وحصل غالي مع الفريق المركز الرابع بعد الهزيمة أمام فريق مونتيري المكسيكي.
 
 
هل يبقى غالي؟، بحت أصوات الجماهير والإدارة واللاعبين والمقربين، وإدارة المنتخب تطلب من القائد أن يبقى ويواصل المسير، وتحقيق الإنجازات وتطوير مستواه، إلا أن المصلحة حكمت، وقرر غالي أن يخوض تجربة الاحتراف مرة أخرى، في نادي ليرس البلجيكي في صيف 2013 ولمدة موسم واحد، والذي كان يعرف وقتها بين اللاعبين المصريين بأنه «بيدفع كويس»، كانت هذه هي المرة الثانية التي يفضل الكابيتانو مصلحته ويجري خلف وهم «تأمين المستقبل» تاركاً النادي وجماهيره ومصلحته خلفه، قدم «غالي» موسماً متوسطاً، ولكنه عاد سريعاً وقرر أن يرجع لبيته، الذي لم يغلق الباب يوماً في وجهه.
 
 
عاد حسام غالي قائدا للأهلي، ومع أول أزمة لم يتوان في أن يلقي شارة يحلم بها الكبير والصغير في الأهلي، بسبب قرار طرد مستحق من قبل محمد فاروق حكم المباراة حيث منح فاروق غالي بطاقة صفراء بسبب تدخله العنيف على لاعب الخصم ليعترض قائد الأهلي بشكل غاضب ليقرر منحه البطاقة الحمراء، ليقرر بعدها مجلس النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر سحب شارة القائد منه وإعطائها للاعب عماد متعب
 
 
ولأن حسام «غالي» على الجان «متعب»،  قرر ألا يحمل بطولة في وجوده، وقرر أن يهديه ويمنحه بغير حق شرف أن يحمل بطولة كأس السوبر المصري عقب الفوز علي الزمالك في الإمارات عام 2015، وطلب من غالي المجرد من الشارة حمل الكأس في مشهد للتاريخ.
 
 
وبعد هذا المشهد المتحضر من اللاعبين الكبيرين قرر مجلس إدارة النادي الأهلي في نهاية العام 2015، إعادة شارة القيادة للكابيتانو ليعود كل شيء لنصابه.
 
 
عودة غالي للفريق شهدت فوز الأهلي بالعديد من البطولات التي استحوذ عليها مع الأحمر، وعلى رأسها الدوري المصري مرتين وكأس مصر مرتين، وكأس السوبر المصري ووصل مع الفريق من جديد إلي نهائي دوري أبطال إفريقيا، كما فاز بلقب الكونفدرالية الإفريقية مع الأهلي لأول مرة في التاريخ.
 
 
كان الكل يظن – وهنا كل الظن إثم-  أن الكابيتانو تعلم الدرس، وحفظه عن ظهر قلب ولن يعود لأفعاله الصبيانية ثانية، إلا أنه لم تمر سوى أيام قليلة  وافتعل اللاعب عدد من الأزمات مع المدير الفني حسام البدري، بعد أن قرر «البدري» إراحته واستخدامه لبعض الوقت، ثم دخل غالي في مشادة مع زميله أكرم توفيق لاعب الفريق الشاب في إحدي مباريات الدور، ليقرر البدري خروج غالي وجلوسه على دكة البدلاء ونزول أحمد رمضان بيكهام بديلا له لكن قائد الأهلي اعتبر الأمر إهانة في حقه ليترك المباراة بأكملها ويغادر الملعب لتنفجر بعدها الأزمات بين البدري وغالي، ليهدد الأخير ووكيل أعمال نادر شوقي في أكثر من موقف بالرحيل عن الأهلي لأي عرض يأتي إليه بسبب طريقة تعامل البدري معه في والتي لا تتناسب مع تاريخه.
 
 
القرار الذي رفضه غالي وهو على بعد عام من الاعتزال، تعرض له زملاؤه "تريكة وبركات ومتعب"، من قبل نفس المدرب، ولكن الفارق أنهم كانوا في عز تألقهم وكان يشارك بدلاً منهم لاعبون لم يصلوا إلأى ربع ليقاتهم ولا مستواهم، ولكنهم لم يخرج منهم كلمة واحدة ولا أزمة مفتعلة، ولكنه هو «الكابيتانو».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة