العيش البلدي.. «لسه بخيره» (صور)

رغم أن الأجيال الجديدة لم تعد تعرف الفرن الفلاحي، أو أن علاقتها به تنحصر في حكايات الأجداد، فإنه ما زال يتمتع بمكانة ووجود طاغيين ببعض قرى الريف العريقة.

 

ويحقق الفرن الفلاحي في هذه القرى تفوقا ساحقا على الماكينات الحديثة، التي يطلق عليها البعض، "الفرن الأفرنجي"، وما زالت أنواع الخبز القديمة مسيطرة على هذه القرى وهي التي لا تصنع إلا في الفرن الفلاحي، مثل: المرحرح والبتاو.

 

 

وتقول السيدة "صابرين"، من إحدى قرى الريف بمحافظة الشرقية، إن عادة "الخبيز"، ما زالت تجمع سيدات القرية، "كل كام يوم"، من أجل صناعة مختلف أنواع الخبز الفلاحي، مضيفة: "عيشنا مش موجود دلوقتي غير عندنا، وبنصحى من الفجرية نسخن الفرن بالحطب، ونعجن العيش، ونخبز على المطرحة".

 

 

أما أم محمد، وهي جدة سبعينية فتقول: "حتى الآن نحافظ على عادتنا في خبيزالعيش الفلاحي، لأننا وأبنائنا، وأحفادنا ما نعرفش ناكل غيره، ورغم أن الفرن الفلاحي اقترب من الانقراض، لكنني مصرة على استمراره في بيتي".

 

وعن أنواع الخبز التي يتم إنتاجها من الفرن الفلاحي، قالت أم محمد: "لدينا العيش الفلاحي المرحرح، والبتاو، والبطاطي، ونعجنه من الذرة بإضافة القمح، وده موجود في الصعيد بالذات، وكمان عندنا في الشرقية، وفي الدقهلية والغربية والمنوفية والإسماعيلية، وكفر الشيخ لكن الأخيرة يصنعون فيها هذا الخبز مخلوطا بالشعير، لأنه كتير عندهم". 

 

وأوضحت أن هناك أنواع أخرى من الخبز الفلاحي مثل: البكوم ويصنع من دقيق القمح، ونفس عجينة الخبز البلدي الطري، وكذلك العيش الشمسي، ويصنعه على وجه الخصوص أهالي الصعيد، وفي السويس، وهناك أيضا الرغفان، وهو خبز يؤكل طريا طازجا أو يقطع شرائح ثم يدخل الفرن مرة أخرى للتحميص.

 

وأشارت إلى وجود أنواع أقل شهرة من البتاو، والعيش الشمسي والمرحرح، مثل: الكسرة وهو خبز من الذرة والردة، والهبورية الذي يعرفه أهالي البحر الأحمر، والدامبرت الذي يخبز على الأحجار، الشدي، وهو خبز رقيق مصنع من الذرة والقمح، والخنريت وهو خبز أهالي كلابشة  بأسوان، والكاب وموجود في توشكى.

 

وأوضحت أن هناك أنواع أكثر غرابة مثل: الصاج، وهو طعام أهل سيناء، والخامر، والمجردق ويصنع دون خميرة ويسوى على الصاج وهو يشبه الرقاق.