المصحف اللبناني «الملون» يثير الجدل.. و«البحوث الإسلامية»: لا نمتلك السيطرة على مواقع التواصل
الجمعة، 11 مايو 2018 06:00 ص
في الفترة الأخيرة ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم ظهرت كثير من الصفحات الإلكترونية التي تقدم عروض لبيع المصاحف الملونة بأسعار مخفضة بمناسبة قدوم الشهر المعظم، وتبين أن هذه المصاحف غير مراجعة من قبل الأزهر، واستخدمت ألوان صارخة لا تتفق مع قدسية كلام الله.
تلك التقاليع الجديدة في المصاحف هاجمها الأزهر الذي اعتبرها استهانة بكتاب الله، وقام مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة تلك المصاحف فور نزولها للأسواق فورا، مطالبًا بمنعها خاصة أنها انتشرت بشكل كبير. وفي أغلب الأحيان يتم نسخ المصحف الكريم بمنطقة الأزهر والأماكن المجاورة لها، لكن عصر التكنولوجيا والتوسع الشبكي تمكن من اختراق تلك القواعد حيث ظهرت صفحات تسويق على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك لبيع تلك المصاحف الملونة.
وقامت تلك الصفحات بالدعاية لبيع هذه المصاحف وعرض أشكالها وألوانها من الداخل والخارج بل أحجامها وأسعار تلك الأحجام المختلفة، لكن تلك الصفحات في الأساس ووفقا لما أوردته في صفحتها الرسمية من تصنيف تعتبر صفحات للإكسسوارات، واعتبرت أن المصاحف ضمن أدوات الزينة والإكسسوارات المباعة، ورصدت لها الدعاية بل عادت مرة أخرى، لتروجها لبيعها مع اقتراب شهر رمضان ببوستات جديدة، حيث أعلنت إنها أقامت عرض خاص لبيع تلك المصاحف لمدة أسبوع فقط وذلك بمناسبة شهر رمضان، والعرض يتم تطبيقه في حالة شراء 3 مصاحف لتكون الهدية توصيلهم للمنزل بدون رسوم انتقال أو مصاريف شحن.
أما خارج العرض فسعر المصحف 70 جنيهًا أيضا لكن سعر الشحن لأي مكان داخل القاهرة الكبرى 15 جنيها، وطالبت تلك الصفحات من الموجودين بها سرعة إبلاغ الأصدقاء عن العرض وإضافة أشخاص جديد للإعجاب بالصفحة ترويجًا لتلك المصاحف بأحجامها المختلفة وألوانها المثيرة للاستغراب، حيث تعرض مصاحف ألوانها «موف - بينك - روز - موف فاتح - عسلي - فسدقي- أزرق زهري – أحمر» على أن تتم عمليه البيع من خلال رسالة على فيسبوك، أو الاتصال بأحد الأرقام الموضوعة على صفحة أو التواصل من خلال الواتس أب، حيث يتم طلب المصحف باللون المحدد والحجم المحدد وإرسال العنوان الذي سيصل فيه المصحف كذلك ترك الاسم ورقم الهاتف المشرفين على تلك الصفحة.
وبسؤال أحد المترددين على الصفحة عن مصدر المصحف، رفض القائمين عليها الرد، وما إذا كانت طبعات كتاب الله تحت إشراف ومراجعة الأزهر الشريف أو غيره، يكون الرد في الأغلب على الألوان والأحجام والأسعار أي عملية البيع فقط.
ورغم أن نسخ المصحف وضع عليها موافقة من الأزهر، إلا أن هناك شبهات بوجود تلاعب في عملية الطبع، حيث أن طبع المصحف يكون له تصريح موحد وبمواصفات موحدة.
في غضون ذلك، أكد علاء عبد الظاهر مدير الإدارة العامة بمجمع البحوث الإسلامية في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، بأن لجنة مراجعة وتصحيح المصحف بالأزهر الشريف تلقت شكوى عديدة من المواطنين بتداول المصحف الملون والغير مختوم بختم الأزهر الشريف وبه أخطاء، مؤكدًا أنه تم عقد اجتماع لجميع أعضاء لجنة مراجعة المصحف الشريف برئاسة الدكتور عبد الكريم صالح عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع طنطا العام الماضي وتم تبليغ مباحث المصنفات عن طريق شيخ الأزهر ووزير الداخلية عن مثل تلك الظواهر، حيث قامت بعض الحملات بسحب جميع نسخ المصحف الملونة والمغلوطة لأن المصحف لابد أن ينسخ ويراجع عن طريق أساتذة وعلماء الأزهر الشريف ليس بمصر وحدها ولكن بجميع دور النشر في العالم الإسلامي.
وقال عبد الظاهر، إنه بالنسبة لتداول بيع المصحف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، فلا يوجد حل لأن الأزهر لا يملك السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبُا المواطنين بعدم شرائه والاتجاه للدور النشر التابع للأزهر لشراء المصحف.
وأضاف الدكتور على عبد الباقي، الأمين العام للمجمع البحوث الإسلامية سابقا، في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، أن مجمع البحوث تم تأسيسه منذ الستينيات، وتم تشكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف ولن يتم طبع مصحف في أي دولة في العالم إلا بالرجوع للجنة مجمع البحوث والحصول على تصريح منها ويختم بختم الأزهر الشريف
وأوضح عبد الباقي بأن القضاء الإداري منح الضبطية القضائية لقيادات هذه اللجنة لمنع تداول المصاحف وملاحقته قانونيا بأمر من النيابة لأن هناك من أساء للإسلام بمظاهر كاذبة، متأسفًا من عمليات البيع والشراء التي يقوم بها بعض المغرضين باسم كتاب الله كمصادر للربح، وهذا من الناحية الشرعية إثما كبير يعاقب الله عليه، ويعتبر من المحرمات، لذلك لا يجوز طباعة المصحف دون الرجوع للجنة المختصة بمراجعة المصحف الشريف.