هل تناست إدارة ترامب إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب!؟.. داليا زيادة تتوقع تنفيذه قبل نهاية 2018.. وعضو خارجية «النواب»: إدارة متخبطة وتراجعت عن القرار
الخميس، 10 مايو 2018 02:04 ص
كان القلق يغلف جماعة الإخوان، إزاء إجراء انتخابات الرئاسية فى أمريكا الأخيرة، التى أجريت نوفمبر 2016، بسبب المرشح الجمهورى آنذاك والرئيس الحالى دونالد ترامب، فالحزب الجمهورى يحمل عداءً شديدا للتنظيم الدولى للإخوان وللإسلاميين عامة، ليس هذا فحسب بل هناك أعضاء فى الكونجرس الأمريكى جمهوريين تقدموا بمشروعات قوانين لإدراج الإخوان على قوائم الإهارب، بالإضافة لذلك فقد المح "ترامب" أنه سيعمل على قضاء تنظيم الإخوان حال وصوله للحكم، كل هذه الأمور هيأت المشهد السياسى العالمى بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، لحظة وصول "ترامب" لرئاسة الأمريكية، ولكن تبددت الآمال عقب مرور أيام وشهور وسنين، ولم يف "ترامب" وإدارته بوعودهم.
فما هى الأسباب التى أخرت القرار فى أمريكا؟ وهل جماعة الإخوان عطلته باللوبى الذى يؤيد التنظيم فى واشنطن؟.. وهل القرار تعطل أم أنه سيخرج آجلا للنور؟.
تباينت إجابات الحقوقيون ونواب البرلمان وقيادات سابقة بجماعة الإخوان، حول سؤال هل تناست الإدارة الأمريكية إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب؟.. ففى الوقت الذى توقع فيه حقوقيون أن تنفذ إدارة ترامب وعدها قبل نهاية 2018، استبعدت قيادات سابقة بجماعة الإخوان أن يخرج هذا القرار للنور، معللين ذلك بأن جماعة الإخوان مشروع أمريكى وأداة واشنطن.. فيما وصف نواب بخارجية النواب إدارة ترامب بالمتخبطة، التى لا يمكن استنتاج قراراتها بالمتابعة لما تتخذوه.
توقعات إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب فى أمريكا قريبا.. والتنظيم يعقد شراكة مع منظمات يهودية لمواجهة القرار
الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، توقعت أن تُدرج الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب قبل نهاية عام 2018.
وقالت "زيادة" إن هناك عوامل كثيرة تساعد على إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب من قبل إدارة "ترامب"، أبرزها ما قامت به دول الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" من اعتبار التنظيم إرهابيًا، مضيفة :" ترامب نفذ وعده الخاص بنقل السفارة الأمريكية فى اسرائيل للقدس المحتلة، مما يجعله يُقبل على اتخاذ قرار إدراج الإخوان تنظيما ارهابيا، لإرضاء الأصوات المطالبة بذلك داخل أمريكا، بالإضافة لترضية أيضا الأصوات العربية التى تنادى بذلك والتى أغضبها قرار نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل".
وأشارت إلى أن قرار إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب، تأخر فى أمريكا بسبب وجود مصالح مشتركة بين تركيا وأمريكا وعوامل أخرى، لكن الآن الأوضاع تغيرت بين واشنطن وأنقرة بسبب الخلاف بينهما فى الموقف من الأحداث داخل سوريا، مما يعزز ادراج الإخوان على قوائم الإرهاب وخصوصا أن "أنقرة" بقيادة رجب طيب اردوغان هى من أهم الدول الداعمة للإخوان.
وتابعت داليا زيادة- منسق الحملة الشعبية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيًا على المستوى الدولى-:" يوجد 49 عضوا فى الكونجرس الأمريكى، تقدموا بمشروعات قوانين لإدراج الإخوان تنظيمياً ارهابيًا، منذ فترة طويلة، والهيئة القضائية داخل الكونجرس ألزمت الإدارة الأمريكية بالرد على هذه الطلبات، وتقديم مبررات لماذا لم يتم إدراج الإخوان تنظيما ارهابيا حتى الآن، وقد آن الأوان أن ترد إدارة "ترامب" عن هذه الطلبات المشروعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي.
وعن كيفية محاولة الإخوان لمواجهة ادراجهم تنظيما ارهابيًا، قالت "زيادة":" جماعة الإخوان قامت بعمل شراكة مع منظمات يهودية للهروب من مقصلة ادراجهم تنظيما ارهابيا، ورغم أن بعض المنظمات اليهودية ذات النفوذ فى أمريكا تعاونت مع الإخوان، إلا أن الغالبية العظمى لهذه الجمعيات والمنظمات لم تلق قبول ورفضت بشكل صريح ما يفعله تنظيم الإخوان".
وأشارت "زيادة" إلى أن أبرز المنظمات اليهودية التى عملت معها الإخوان شراكة، الهيئة اليهودية الأمريكية حيث قامت مؤسسة كير الإخوانية بالشراكة معها، ونظموا ندوات حول حوار مع الأديان.
وقالت "زيادة" إن من أهم العوامل التى ستساعد على إدراج تنظيم الإخوان على قوائم الارهاب، وزير الخارجية الأمريكية الجديد مايك بومبيو والذى كان عضوا فى الكونجرس الأمريكى، وأحد الذين طالبوا مرارا وتكرارا بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب.
سياسية الإدارة الأمريكية تجاه الإخوان متخبطة
بدورها قالت النائبة سامية رفلة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن سياسية الإدارة الأمريكية خلال الآونة الأخيرة متخبطة للغاية، وستطال آثراها المنطقة العربية بالكامل، مشيرة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشير إلى احتمالية وقوع سيناريوهات حرب عالمية ثالثة.
وأوضح رفلة، أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، بعد قرار نقل السفارة الامريكية إلى القدس، وضرب إسرائيل لسوريا أمس يشير إلى احتمالية نشوب حرب عالمية فى المنطقة داخل الاراضى العربية سوريا ولبنان.
وأشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إلى تخبط الإدارة الأمريكية تجاه جماعة الإخوان أيضًا فبعد أن بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعلنت جماعة الاخوان جماعة محظورة تراجعت فى الآونة الأخير عن ذلك القرار.
الإخوان مشروع أمريكى
من جانبه اعتبر إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تنظيم الإخوان مشروعًا أمريكيًا ولذلك يستبعد تمامًا إدراج واشنطن جماعة الإخوان فى قوائم الإرهاب، مضيفًا :" دمج الاخوان سياسيًا واجتماعيًا في الدولة المصرية هو مشروع أمريكي غربي منذ تأسيس التنظيم عام ١٩٢٨ ميلادية، والإستراتيجية الامريكية والغربية عموما تجاه مصر لم تتغير برغم القبول المبدئي للحكومات المصرية المتعاقبة، من جهة وممارسة الضغوط عليها، خاصة في البعدين الاقتصادي والاجتماعي، من جهة أخرى وبعد أن انتقل الصراع بين الإخوان والشعب كنتيحة لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣".
وأضافت :" لذلك كان لابد على امريكا والغرب أن يبذلوا كل الحيل، لكي تبقى الجماعة، موضوعيا جزء من المعادلات السياسية والاقتصادية والفكرية العامة في مصر، ذلك أن بقاء الإخوان، أو عودة نفوذهم المعنوي، على الاقل هو الضمانة الوحيدة لكي يبقى المشروع المصري الوطني معطلا وتظل المعادلات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية المختلة، على وضعها الداعم لوجود حليفهم المطيع التنظيم الإخواني، وإذا تصوّر أحد أن الغرب وأمريكا، ممكن أن يمنحا ثقتهما لرئيس مصري يعمل على تفكيك هذه المعادلة فهو واهم، والحاقا بهذا فان الشعب المصري بمكوناته الحضارية والتاريخية، والجيش المصري بعقيدته الوطنية الراسخة ،لا يمكن أن يكونا في منطقة ثقة الغرب، ومن يتصور غير ذلك فهو ابو الوهم".
واختتم كلامه قائلا :" الخلاصة لا يمكن أن تضحي أمريكا بتنظيم الإخوان الحليف المطيع إلا تحت ضربات الفاشية الشعبية القاسية".