المرأة الجميلة في العمل

الأربعاء، 09 مايو 2018 11:20 م
المرأة الجميلة في العمل
مجدى أبو زيد يكتب:

ليست كل الدراسات أو الإحصاءات محل ثقة ويقين بشكل مطلق، خاصة الصادرة من الجامعات والأكاديميات العالمية والتي تغري كثيرين بالانسياق وراءها، فالواقع يقف لها بالمرصاد أحياناً، وبالأدق الطبيعة البشرية ومنطق الأمور الإنساني.
 
خلال عملي في تسعينيات القرن الماضي، كانت إحدى الدوائر الحكومية خالية تماماً من أي عنصر نسائي، إلى أن تم تعيين أول مجموعة نسائية، بعدها لاحظت أن عدداً كبيراً من الموظفين الرجال بدأ في استخدام العطور المميزة، بل انقلب حال ارتداء الملابس إلى حال أكثر نظافة وأناقة، بل أيضاً شعرت بتحول لافت في أسلوب الكلام الذي بات يفيض بالرقة والذوق، بل تراجعت نسبة غياب الرجال، وزادت "همة العمل" وضربت الأناقة أركان المكان حتى أحسست في نهاية الأمر أنني أعمل في فندق خمس نجوم وليس في دائرة حكومية.
 
أقول هذا الكلام بعد أن وقعت على خبر عن دراسة أعدتها جامعة فالنسيا الإسبانية تفيد أن الأداء الوظيفي للرجل ينخفض في عمله عندما يوجد بالمكان امرأة جميلة مقارنة بوجود امرأة أقل جمالاً وجاذبية، وهذا لعمري شيء خال من المنطق وحقيقة دور جمال المرأة في حياة الرجل الوظيفية، لأن جمال المرأة من أكثر الأسباب تحفيزاً لطاقة الرجل العملية لإثبات مهاراته في الأداء المتميز مما يجعله – حسب اعتقاده – محل إعجاب وتقدير من صاحبة الجمال، سواء كانت زميلة أو مسؤولة، فإعجاب المرأة بالرجل على أي مستوى يحقق جزءاً من رجولته، وغروره كرجل يلهث وراء إعجاب النساء به.
 
بالله عليكم، أليست المرأة الجميلة هي موطن غيرة الرجل ومصدر سعيه الدؤوب لنيل إعجابها. بالله عليكم، هل تتساوى طلة وجه جميل كل صباح مع طلة وجه "!!!" يكدّر يومك.. هل تتساوى عبارة "ما شاء الله" مع عبارة "أعوذ بالله"..  صحيح أن جمال المرأة الحقيقي يكمن في الذكاء وخفة الدم والانوثة والرقة، لكن الدراسة الإسبانية تتكلم عن الجمال، وليس بيدنا حيلة للحيد عن هذا الموضوع.
 
كيف يكون شعور الرجل وهو يعلم أثناء طريقه إلى العمل بوجود امرأة جميلة بجوار مكتبه؟ ألا يشعر أن ساعات الدوام تستحق أن تـُعاش بأقصى درجة من الطاقة الإيجابية، تلك الطاقة التي أفرزت أجمل الشعر وأرق الشعراء وأعذب الكلمات، وجعلت للحياة معنى.
 
وإذا كان لا بد من مجاراة نتائج الدراسة المذكورة، فأنها تقصد بالتأكيد الرجل الذي يحلم بامتلاك هذا الجمال أو العبث به ومعه، وبالتالي انشغاله به على حساب العمل، مما يعني أن العيب في تفكير هذه النوعية من الرجال وليس في جمال المرأة. وصدق المتصوف الكبير ابن عربي حين قال: المكان الذي لا يؤنث لا يـُعوّل عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق