محمد شيحة في حوار لـ"صوت الأمة": مفيش منتج في مصر ليس مديون لفنان

المنتج محمد شيحة قدم عدد من الأعمال للدراما منها "عصابة بابا وماما" لهاني رمزي و"عبود على الحدود" لسامح حسين و"اللص والكتاب" أيضا لسامح حسين و"رقم مجهول "ليوسف الشريف و"اسم مؤقت" و"فرق توقيت" لتامر حسني وأخيرا "الكبريت الأحمر".

يكشف لنا شيحة في هذا الحوار عن خفايا سوق الإنتاج الدرامي الذي تغير في السنوات الأخيرة وعن بعض المشاكل الناتجة عن عدم سداد بعض القنوات الفضائية لشراء المسلسلات من مواسم سابقة وتعثر شركات الإنتاج ووقوع أزمات مالية وكيف أن دورة رأس المال أصبحت متعثرة نظرا لأن بعض الفضائيات لم تسدد كل الثمن لاسيما وأن حركة الإعلانات تقلصت وهذا أثر بالسلب علي عدد من الأعمال.

كذلك يوضح لنا الفرق بين المنتج الذي يخدع النجوم وينوي من البداية عدم سداد باقي مستحقات الفنأنين فيضطر الفنان للجوء للقضاء وبين المنتج الذي تعثر فقط لكنه ينوي دفع باقي مستحقات النجوم ولايدخل في عمل جديد إلا إذا سدد كامل مستحقاتهم.

كيف كأنت ظروفك الإنتاجية في مسلسل الكبريت الأحمر؟

بناء علي نجاح الجزء الأول الذي بدأ يظهر لنا في منتصف العمل من خلال رد الفعل بدأنا التفكير في إنتاج جزء ثاني بخطوط درامية جديدة باحداث مختلفة وهذا بناء علي قرارنا كشركة منتجة وقرار المؤلف الدكتور عصام الشماع.

ألا يوجد شركة إنتاج معكم أخرى؟

 

كأن معنا أنتاج مشترك شركة "سينرجي " في الجزء الأول والثاني لكن أصل الفكرة والإشراف علي الإنتاج وتسليم المسلسل في شكله النهائي خاص بنا لكن "سينرجي " منتج مشارك بالطبع أضاف للعمل لكنه في النهاية منتج مشارك.

وماهو دور النتج المشارك تحديدا لمن لا يعلم؟

دوره مادي فقط كمثال "إذا كأن عندي عمارة هو اشتري نصها لكن من قام ببناء العمارة واتفق عليها وشطبها إلى آخرها نحن"، فالمنتج المشارك مسئول فقط عن الإنتاج والتسويق أي أنه يقوم بتسويق المسلسل في القنوات الفضائية.

وهل هناك أي صعوبات واجهتك في إنتاج الجزء الثاني؟

لا الجزء الثأني لم يكن به أي صعوبة ولكن الجزء الأول كأن علي قناة النهار ولم تلتزم تعاقديا بشروط عرض المسلسل سواء ماليا أو زمن العرض فتم سحب المسلسل منها بعد أن تسببت في تعطيلنا حوالي سنة وبعد ذلك تعاملنا مع قناة "أون تى في" سواء في الجزء الأول أو الثأني وكأنت إدارة محترمة معنا.

أليس من المفترض أن تكون القناة ملتزمة من البداية في كل شيء؟

مثل أي تعاقد نحن نتفق علي عدة بنود بغض النظر عن التفاصيل لكننا مضينا العقد بناء علي هذه البنود، أنا علي التزامات والمحطة كذلك، أنا التزمت بالجزء الخاص بي هي لابد أن تلتزم بالجزء الخاص بها.

ولكن توجد ظاهرة منتشرة هي عدم سداد بعض القنوات لباقي مستحقات المسلسل فتسبب أزمة للمنتج؟

وسنة تلو الأخرى الديون تتراكم علي المحطة وبالتالي تتراكم علي الممثلين حتي آخر فرد في المسلسل.

إذا لم تسدد لك القناة مستحقاتك المالية الباقية هل هذا يعني أنك لا تعطي الممثلين حقوقهم؟

أعطي لهم علي قدر استطاعتي لكن في النهاية من أين؟ ويؤثر ذلك بالتأكيد على عملي القادم.

هذا يعنى أن الممثليين أيضا لهم أجور لم تسددها؟

نعم طبعا "ليهم فلوس"، وهذه أزمة "صحيح كلنا نصبر علي بعض لكن في حالة أن المحطة تظل سنة واثنين لا تدفع"، ذلك يؤثر كثيرا وهناك قنوات لم تدفع منذ  2013و2012 من وقت مسلسلس "رقم مجهول" وللأسف هناك محطات منهم تم إغلاقها.

وبالنسبة لعملك الأخير الكبريت الأحمر؟

"أون تى في" قناة محترمة ليس لها علاقة بهذه القصص سواء دفعت كل الفلوس أو بعضها فهي ملتزمة بتعاقداتها معي يمكن أن يكون التعاقد علي سنة أو إثنين ليس مهم أن تسدد كل المبلغ لكن هي ملتزمة بتعاقدها معي بالتواريخ التي حددناها.

ولكن إذا اخذت المحطة المسلسل وعرضته وكسبت منه إعلانات فلماذا لا تسدد حق الممنتج كاملا؟

هل تتحدثين عن "أون تى في" أم محطات أخرى؟

أتحدث عن الظاهرة؟

أون تى في محطة محترمة معي ولا أريد أن أضعها وسط المحطات التي اتحدث عنها فهناك قنوات مثل دي ام سي وأون تى في محترمة ويسددون في المواعيد ولكن محطات اخري تدخل علي المنتج وهي تضع في نيتها أنها لن تدفع حقه.

مثل من المحطات تفعل ذلك؟
محطات كثيرة بدون ذكر أسماء المنتجون يعرفونها وبالتالي يوجد محطتين علي وجه التحديد السوق لايتعامل معهما وكبيرتين ورمضأن القادم سوف يؤكد أن السوق لا يتعامل معهما.

تقول أن الأزمة كذلك تصل لنجوم مسلسلك ؟

..نعم تصل لأنه إذا كان منتج المسلسل منذ سنة وثلاثة فلوسه مؤجلة سوف يؤدي به الحال أما أن يتوقف عن الأنتاج او أنه سيتفق مع نجوم مسلسله أنه سيدفع لكن على وقت اطول أو على مبالغ اقل لأن الامر الأن لايتوقف علي سوق المحطة فقط بل سوق الاعلأن نفسه فميزأنيات شركات الاعلأن تقلصت

أنا لازلت أحول أن أصل معك من أين تأتي الأزمة تحديدا إذا كنا نري امامنا المسلسل يدر إعلانات والمنتج يبيعه لعدد من المحطات ؟

 

الازمة علي الجميع وتاتي من أول "البقال" لأن البضاعة ثمنها ارتفع فالبيع اقل فالشركات تكسب اقل فبالتالي المحطة تكسب اقل فلا تشتري مسلسلات اكثر وكذلك لاتدفع للمسلسلات حتي التي اشترتها بالفعل علي وقت مناسب للمنتج ولاتلتزم فالدائرة تسير بهذا الشكل وهي كبيرة لها علاقة بالبلد كلها

وأحيأنا المحطة تقول اتفق معك علي 10 جنيهات مثلا سوف اسدد لك 5 جنيات والخمسة الباقية اشتغل بها واعطيها لك بعد سنتين بدل أن أدفعها لك النهاردة ولا أجد مااشتغل به فبالفعل يشغل هذا المبلغ وبعد سنتين يسددهم لي ثلاث

كيف تكون رؤيتك الفنية في اختيار المسلسل ؟
لي رؤية فنية أن هذا المسلسل هو المناسب لما نحن فيه الأن من أول رقم مجهول وفرق توقيت واسم مؤقت وأخيرا الكبريت الأحمر كل هذا كأن لي فيه رؤية فنية لكن في النهاية هناك مؤلف ومخرج يحترم

واختيار الفنانين مثلا الجزء الثأني من الكبريت الأحمر كانت الفنانة الوحيدة الجديدة عليه هي سيمون هل كأنت اختيارك؟

..سيمون كانت اختيار دعصام الشماع بتايد مني شخصياوهو مؤلف ومخرج الكارما الجزء الثأني وهو رجل تعلمت منه الكثير محترم وملتزم ومتزن ويفهم مايفعله تماما فبالتالي أصبح بيننا علاقة ثقة متبادلة من خلال الجزء الاول والثأني فكلامي عنده يحترم وكلامه عندي يحترم فعندما نتفق علي شيء معني ذلك أنه صح مائة في المائة فكأنت اختيار سيمون بناء على ذلك.

شخصية عيشة قنديشة اثارت رد فعل كبير في المغرب لماذا تعتقد؟
..سيمون على المستوى العملي فنانة عظيمة وأرى أنها كنز لم يكتشف وقلت لها ذلك عندما جلست معها كما قلت لها ايضا "من زمان وأنا من الفانز بتوعك" معجبينك بعيدا عن الشغل ويشرفني أني اشتغل معك "

وعلي المستوي الإنساني هي بني ادمة عظيمة ايضا تساعد الاخريين لا تنظر في الساعة اثناء شغلها وتدقق في كل حرف هي سوف تقوله امام الكاميرا ،وتدقق في الاكسسوار والملابس وذلك اكتشفته بعد أن اشتغلت معها لم اكن اعرفه من قبل

وبما أنها ممثلة جيدة بجأنب أنها مطربة فلها شعبية في الوطن العربي فتاثير هذا الدور في المغرب كأن قويا جدا بالسلب والايجاب

كيف؟

 

بالإيجاب لأنه دور قوي جدا مكتوب بعناية شديدة دور محوري رغم أنها كأنت ضيفة شرف في الاساس

مع أننا أول مرة نرى ضيفة شرف تخرج بطلة من المسلسل ؟
بالضبط ومع أن عدد مشاهدها كأن قليل لكن الدور كأن حلو جدا وكلما زادت اهمية ضيف الشرف في العمل كلما كأن تاثيره اقوي أنا اري أن سيمون تالقت جدا في هذا المسلسل بخبرتها هي أنا عندما قرات الدور وجدته غريب ليس من السهل أن يجسده اي فنأن لأنه كأن علي شعره مابين الخرافة والحقيقة والاغراء والجد ومابين الأنتقام والشر يوجد فرق بين شخص ينتقم للشر وهناك من ينتقم للخير فهي كأنت شعره أنا لا اعلم كيف حافظت عليها سيمون واستطاعت أن توصلها كما هي مكتوبة للمشاهد فاثناء قراءة الورق كنت اجلس مع دعصام الشماع ةاقول له لااعلم التي تاخذ هذا الدور كيف ستجسده لأنه علي هذا القدر من الصعوبة الشديدة وهذا يعود أنها فنأنة شاطرة جدا ومجتهدة فاستطاعت أن تسير بالميلي علي هذه الشعرة فالفضل يعود لها هي ودكتور عصام

هذا بالنسبة للجانب الإيجابي ماهو الجانب السلبي ؟

في المغرب اعتقدوا أننا نذم في عيشة قنديشة  بالعكس فإذا شاهدوا المسلسل سيجدوا أن عيشة قنديشة تحمل راية الحق والعدل وأنها تكشف حقيقة عن أنسأن اتظلم من سنوات وتاخذ حقه ..لم نعيب فيها في شيء ولااعلم لمإذا البعض اخذها علي هذا المحمل هم فقط فهموا خطا فنحن لم نظهرها مثلا في صورة تمس الشرف عند الاخوة المغاربة او العرض او الوطنية هم فقط لم يكملوا باقي المسلسل للنهاية هم اعتقدوا أنها جنية وتحاول أن تغوي رجل ولكن هي نفسها تقول "أنا مش بغويك أنا باخد حق بني ادمة ماتت من عشرين سنة "

وبالنسبة لمصر لم يكن احد يعرف عيشة قنديشة لكننا اجتهدنا لنظهرها مثل بنهود في النهاية اسمه اللص الشريف ليس حرامي هو بطل اسطوري يوضع في مكأنة جيدة تماما كما اظهرنا عيشة قنديشة في مكأنة جيدة بشكل لائق بلبس لائق باخلاقيات منضبطة وبالمناسبة ظهرت بلبس واحد طول المسلسل وهو من تصميم الستايليست حسن مصطفي وهو شيء يحسب له واري أن دور عيشة قنديشة قوي ومحوري وابدع مامثلت سيمون

ألم يغريك كل ذلك أن تنتج جزء ثالث ؟
..ممكن إذا وجدنا شيئا نقوله مثل الجزء الثأني وحين طلبوا منا جزء ثأني قلت لهم لن امضي شيئا الا عندما اري مع دعصام الشماع إذا ما كأن عندنا جديد ام لاوالحمد لله كأن عملا ناجحا واستطعنا أن نخرج بمنتج جيد بناء علي كلام المحطة لم تاتي 16 دقيقة اعلأنات داخل مسلسل مدته 30 دقيقة مثله فهو كأن حدث بالنسبة لنا لجودة المنتج واي اجتهاد له ثوابه

أفهم من ذلك أنه لم تقابلك اي مشاكل أنتاجية في الكبريت الاحمرطالما كسب إعلانات اكثر من نصفه مدته ؟

 

..المشاكل الإنتاجية الطبيعية وساقول لك شيئا نحن نعمل لقاء صحفي الأن ..عمر مامنتج سيقول لك تفاصيل مشاكله سواء مع المحطة او مع ممثلينه لأن هذه صناعة كاملة دائرة وتدور أنا ساقابل المحطة مرة اخري وساقابل طاقم هذا العمل كذلك فطالما المشاكل في حدود المسموح بها المعتاد عليها السوق فلا تسمي مشاكل بل ظروف الصناعة الأن هكذا فهي كلها مشاكل طبيعية أنتاجية نعم أنا لي فلوس والناس لها فلوس وهكذا واتحدث عني وعن اي منتج ولايوجد محطة تسدد مستحقات مسلسل كاملة من البداية هذه ميثاليات

هل أصبح إعطاء الحق كاملا رفاهية وميثاليات ؟

 

..بمعني أنا اشتريت كوب قهوة ودفعت ثمنه وشربته والمسالة أنتهت لكن هذا لايحدث وغير موجود علي ارض الواقع من 2008 بدليل أنه المنتجون الذين كأنوا ينتجون خمس مسلسلا في السنة اصبحوا لا ينتجون الا مسلسلا واحدا وهذا نتيجة التراكمات الموجودة من عشر سنوات

ولكن بالفعل يوجد ظاهرة منتشرة وهي النصب علي النجوم من المنتجيين وأعطائهم شيكات بدون رصيد وآخرون يلجاون للقضاء؟

 

..يوجد نوعين من المنتجين منتج ينوي الدفع اثناء تعاقده مع الفنأن واخر لأينوي فهناك منتج متعثر لظروف السوق كماأنه يوجد محطة متعثرة وهذه الشركات تدفع بعد ذلك كما أن فيه محطة تاخرت عليها هي كذلك تتاخر علي الفنأن

أنا ممكن اكون بتاخر في الفلوس لكن لا أدخل مسلسل جديد إلا وفنانين مسلسلي القديم حصلوا علي باقي مستحقاتهم وفيه منتج آخر يدخل ثلاثة مسلسلات ولم يدفع الأجور القديمة بينما الفنان قد يدخل مع منتج في مسلسل ياخر له اجره لكنه يعلم أن هذا المنتج محترم وتاخر في دفع الفلوس أنما عاجلا ام اجلا سوف يعطيه اجره "ومفيش منتج في مصر معلهوش فلوس لفنأن" جميع المنتجيين عليهم فلوس لناس

ولكن يوجد نجم يقول لك لن اكمل اخر مشهد إلا إذا اخذت باقي دفعاتي كاملة في الحال مإذا تفعل معه؟

 

..اتصرف واعطيه اجره ولن اعمل معه مرة اخري ولن أرشحه لأي منتج زميل في السوق عندما يسالني ساقول له ممثل عظيم لكن متعب جدا وأنت لك القرار أن تشتغل معه او لا ..وغالبا لايعمل معه لأن الممثل يجب أن يعرف أنه جزء من هذه الصناعة إذااتفقنا أنها دائرة واحدة اذ أن المحطة التي تقول لي سوف ادفع لك علي 12 شهر بدل من 5شهور وأنا قلت لا يوم ماأنتهي من تسليم اخر حلقة اخذ حقي كامل لن يشغلني مرة اخري وهل اخطات حين طالبت بحقي ..لا ولكني لم احترم ظروف الصناعة إذا اجلس في بيتي

لكن الممثل امامه المنتج ليس له علاقة بالمحطة وهذا حقه؟

 

والمنتج امامه المحطة والاخيرة أمامها الملعن