جدل بسبب «التراويح».. الإفتاء الأردنية: «عددها يزيد عن 20 ركعة».. والأوقاف المصرية:«الفقهاء اختلفوا حولها»
الخميس، 10 مايو 2018 04:00 صكتب:حسن الخطيب
تعارف المسلمون حول العالم، بأن شهر مضان هو شهر صيام وقيام، ومن أبرز معالم الهر الفضيل، صلاة القيام أو التراويح، والتي يصليها المصلون عقب صلاة العشاء، وقد عرفها المسلمون بأنها تصلى في المسجد في جماعة، بعدد ركعات لاتقل عن ثماني ركعات، أما أكثرها فلا حد له.
وعلى ذلك سار المسلمون يؤدون الصلاة في عدد كبير من المساجد بثماني ركعات، بينما درج بعض المساجد على صلاتها إلى إثنتي عشرة ركعة، وبعضها إلى ستة عشر ركعة، والبعض الآخر أتمها عشرون ركعة.
ولكن بعد أن صدرت فتوى من دار الإفتاء الأردنية، تؤكد بأن صلاة التراويح لاتقل عن عشرين ركعة، وبهذا اتفقت مذاهب أهل السنة، وزادها المالكية إلى 36 ركعة، ثارت حالة من الجدل، وبخاصة في مصر، حيث تساءل المصلين، حول صحة تلك الفتوى.
ومازاد من حالة الجدل، قرار وزير الأوقاف الأردني، الذي قرر السير وفق الفتوى التي اصدرتها دار الإفتاء المصرية، بأن تصلى صلاة التراويح في كافة مساجد المملكة، عشرون ركعة، لاتقل عن ذلك، وقرر الوزير تعميم هذا القرار على كافة المساجد في الأردن.
وعلل وزير الاوقاف الأردني، اتخاذه هذا القرار بأنه "يأتي عملًا على إحياء سنة الخلفاء الراشدين في العبادة، وعملا بمذاهب أهل السنة في صلاة التراويح بالمساجد، داعيا الأئمة إلى آدائها بشكل مخفف بحيث لايتجاوزون في القراءة خلال آداء صلاة التراويح.
نص الفتوى الأردنية
وكانت دار الإفتاء الأردنية قد أفتت بأن صلاة التراويح سنة، وقد اتفقت مذاهب أهل السنة على أنها عشرون ركعة، بل ذهب المالكية إلى أنها ست وثلاثون ركعة، وبناء على ذلك فإنه من صلى ثمان ركعات فقد أدى بعض هذه السنة، وله الثواب على ما صلى.
وأوضحت الإفتاء الأردنية، بأنه معلوم أن صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان، والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقد نقل أئمة المذاهب السنية كيفيتها عن السلف الصالح إلى عهد الصحابة الكرام رضي الله عنهم، عفن السائب بن يزيد رضي الله عنه أنه قال (كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً، قَالَ: وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمَئِينِ).
وبينت الإفتاء الأردنية، بأن هذا ما عليه العمل في الحرمين الشريفين والمدن الإسلامية العريقة، فمن استطاع أن يأتي بها كاملة فقد أتى بالسنة كاملة، ومن لم يستطع فقد أتى ببعضها، وله أجر ما صلى، لكن ليس له أن يمنع ولا أن ينهى غيره عن إتمامها؛ لأن النهي إنما يكون عن فعل المنكر، والصلاة خير أعمال المؤمنين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ)، و قول الله تعالى "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذَا صَلَّى".
ماذا قالت الإفتاء المصرية
من ناحيتها، بينت دار الإفتاء المصرية، بأن عدد ركعات صلاة التراويح في اختلاف، فعلى اعتبار انها سنة مؤكدة وليست فرضا، فإن الفقهاء اختلفوا حول عدد ركعاتها، فمنهم من يرى أنه عدد ركعات صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة بالوتر في حين ذهب الجمهور إلى أنها عشرون ركعة من غير الوتر.
وأوضحت الإفتاء المصرية، بأن صلاة التراويح من استطاع صلاتها عشرين ركعة فقد فعل المطلوب، ومن لم يستطع صلاة العشرين، صلى ما في استطاعته ويكون بذلك مأجورا أيضا، غير أنه لم يرق إلى درجة الكمال ولا يكون بذلك تاركا فرضا من الفرائض ولا فرق بين صلاة التراويح والقيام.
وأشارت الإفتاء المصرية في فتواها، إلى أن من قالوا بأن عدد ركعات التراويح 11 ركعة بالشفع والوت، بحيث تكون صلاة التراويح ذاتها ثماني ركعات، فقد تمسكوا بفعل الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله تعالى عنها (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فى رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر).
ونبهت الإفتاء، إلى أن جمهور الشافعية والحنفية وأحمد بن حنبل ذهبوا إلى أنها عشرون ركعة غير الوتر واحتجوا بما جاء عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه قال " كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة " .
وآهابت الإفتاء المصرية في فتواها بأن الدين يسر ولا يكف الله نفسا إلا وسعها، وسماحة الشريعة تقتضي من المسلمين ألا يصل بهم الاختلاف في مثل هذه الأمور من الدين إلى التداعي والتنابذ والتشدد إلى درجة العقيدة والإيمان ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
ويوضح الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن صلاة التراويح سنة، لذلك لا وزر على من لا يؤديها، ولكن يثاب من أداها، مبينا أن عدد ركعات صلاة التراويح فيها خلاف، وهي مسألة خلافيه، فابعتبار أنها سنة، يمكن آدائها بعدد من الركعات التي وردت في المذاهب الإسلامية، فمن صلاها 8 ركعات، صحت، ومن صلاها 20 ركعة صحت.