غدا.. أحمد فؤاد ومحمد أبو الفضل يناقشان «البراجماتية التركية»

الأربعاء، 09 مايو 2018 11:14 ص
غدا.. أحمد فؤاد ومحمد أبو الفضل يناقشان «البراجماتية التركية»
كتاب "البرجماتية التركية والثورات العربية"

يعقد غدا الخميس في تمام السادسة مساءاً حفل توقيع ومناقشة كتاب "البرجماتية التركية والثورات العربية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للكاتبة منال البطران، وسوف يدير الندوة الاستاذ الدكتور أحمد فؤاد أنور استاذ اللغة العبرية بجامعة الأسكندرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، والأستاذ محمد أبو الفضل الكاتب الصحفي ومدير تحرير جريدة الأهرام.
 
يهدف الكتاب إلى تحليل السياسة الخارجية التركية تجاه الثورات العربية بالتركيز على مصر لما لتركيا ومصر من ثقل في المحيط الإقليمي الشرق أوسطي، وتتبع مراحل ونمو هذه السياسة ، وأهم محدداتها في الفترة من 2002 إلى 2016 أي منذ تولي حزب الحرية والعدالة سُدة الحكم.
 
كما يعرض الكتاب لأهم الأحداث التي أدت إلى تغير السياسة الخارجية التركية تجاه العالم العربي وكيف أثر القائد السياسي في تحويل مجرى هذه السياسة، ويتألف الكتاب من أربعة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة، وينقسم كل فصل إلى ثلاث مباحث، وقد ناقش الفصل الأول التطور الحزبي منذ نشأة الجمهورية التركية وتأثير هذا التطور على السياسة الخارجية التركية، وتناول الفصل الثاني السياسة الخارجية التركية تجاه الوطن العربي من عام 2002 حتى 2010، ثم تطرق الفصل الثالث إلى السياسة الخارجية التركية تجاه دول الربيع العربي في الفترة من 2010 حتى 2016، ثم يختتم الفصل الرابع بالسياسة الخارجية التركية تجاه مصر ومراحل تطورها وما آلت إليه العلاقات بعد رفض تركيا ومحاربتها لــــ30 يونيو. 
 
 ويناقش الكتاب المواقف المختلفة لتركيا، حيث لم تكن مواقف تركيا من الثورات العربية متناغمة كلية مع بعضها والبعض الآخر، وإنما تنوعت وفقاً لخصوصية كل ثورة عربية، وهنا يمكن إدراك التشابه مع الموقف الإيراني، فإذا كانت تركيا قد تفاءلت كثيراً مثل إيران بالثورة في كل من تونس ومصر، فإن التحسب والتريث كانا عاملين حاكمين للمواقف التركية من الثورتين الليبية واليمنية والأحداث البحرينية.
 
كما يتعرض لأسباب التغيير في مجرى السياسة الخارجية التركية تجاه العالم العربي وسبب التحول والأهتمام بالعالم العربي والذي كان نتيجة لثلاثة أحداث مهمة شهدها العالم، هي : أحداث 11 سبتمبر، ووصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002، واحتلال العراق عام 2003، إلا ان النقطة الأكثر أهمية هي وصول حكومة حزب العدالة والتنمية إلى سُدة الحكم، فقد بدت تركيا في ظل سلطة حزب العدلة والتنمية وكأنها غير تركيا المعروفة لدى الأوساط السياسية الخارجية، إنها بلد حليف للولايات المتحدة، غير ان هذه الصورة الشائعة لتركيا أصابها الكثير من التغيير منذ وصول حزب العدالة والتنمية وهذه التغييرات بدأت خفيفة وتسارعت بعد ذلك ولا سيما على المحيط العربي – الإسلامي لجهة تطوير علاقات تعاون سياسي واقتصادي، تستجيب لمصالح تركيا وجوارها.
 
كما ناقش الكتاب مدى تأثير القائد السياسي وشخصيته وميوله في توجيه السياسة الخارجية، وهو ما حدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، حيث تمكنت تركيا من تعزيز تفاعلاتها مع الدول العربية في حُكمه ، وأقامت حواراً عميقاً، وتلمست تركيا فرصة التدخل النشط في التحولات العربية بعد فترة وجيزة من "الثورة التونسية"، فسارعت بتعويضه في "الحالة المصرية" التي مثلت مدخلاً مهماً للتعبير عن مكانتها ووزنها الإقليمي ودورها في تسيير الأحداث، أو دعم مسارات التغيير "الثورية"، وزادت تركيا في تعاطيها مع الحدث العربي، الذي طالما تراجع مؤخراً مع تطور الأحداث، فقد شكلت ثورات الربيع العربي وتسارعها امتحاناً صعباً لتركيا حيث برز أمامها تحديان رئيسيان، الأول يكمن في كيفية التوفيق بين مصالح تركيا الاقتصادية الضخمة وعلاقتها السياسية الجيدة مع الأنظمة في المنطقة وواجب دعم (الثورات العربية) خاصة وأن تركيا تسوق لنفسها كأحدى الديمقراطيات الرائدة الذي يمكن تعميمه في الدول العربية، أما التحدي الثاني فيتعلق بموازين القوى الإقليمية حيث يمكن ( للثورات العربية) أن تفرز قوى إقليمية جديدة منافسة لها كمصر التي تعد أكبر دوله عربية. لذلك فان السلوك السياسي التركي بدأ تدريجياً وبشكل سريع في التحول من طبيعته التعاونية والحميمية، إلى سلوك فيه الكثير من التوتر والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.
 
وترى الكاتبة أن الدور التركي في الشرق الأوسط عموماً قد تأثر سلباً نتيجة للثورات العربية، فبعد صعود كبير في الدور التركي في الدول العربية تمثل في زيادة هائلة في التجارة والاستثمار، وفي قيام تركيا بأدوار سياسية لصالح العرب وإيران، فإن كل ما أنجزته تركيا تهدم بفعل موجة الثورات العربية، لا لأن تلك الثورات هي ضد تركيا، بل لأنها غيرت المعادلات الإقليمية التي اعتادت عليها تركيا في العقد الأخير، علاوة على أن الثورات العربية من وجهة نظر بعض الباحثين  جاءت مبكرة عشر سنوات عن موعدها المفضل بالنسبة إلى تركيا حيث إن تركيا لم تستطع بعد أن تترجم مكاسبها الإقليمية إلى "قوة صلبة" تستطيع من خلالها أن تُحفز الآخرين على تبني خطها السياسي، أو قبول أولوية دورها الإقليمي.
 
وجاء موقف تركيا من الثورة المصرية في ظل مناخ قلق من العلاقات بين مصر وتركيا، خاصة بعدما أثار تنامي الدور التركي في المنطقة بالتزامن مع تراجع الدور المصري بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، فقد أظهر الأتراك حكومة وشعباً اهتماما ملحوظاً بتطورات ثورة 25 يناير 2011م، حيث حرص المسئولون الأتراك منذ بداية الاحتجاجات على التأكيد أن مواقف تركيا معتمدة على تحقيق التعاون والتضامن وتوطيد علاقات الإخاء والصداقة مع مصر والدول العربية.
 
والحقيقة أن الثورات العربية قد سحبت جزءاً من جاذبية الدور التركي في الوطن العربي، فقد أصبحت الجماهير العربية أكثر انشغالاً ببناء نماذجها من انشغالها بمزايا تركيا، خاصة أنه بدا تردد تركيا في دعم الثورات العربية حفاظاً على مصالحها الاقتصادية، ولم تتحول إلى دعم تلك الثورات إلا بعد أن تبين أن الأنظمة على وشك السقوط، وكان ذلك واضحاً تماماً في الحالتين الليبية والسورية.
 
أما في الوقت الراهن؛ فتعمل تركيا على إعادة تحديد سياستها الخارجية تجاه المنطقة، وبالتأكيد لا يزال لتركيا أصول هامة، واقتصاد مزدهر، وأعمال في كافة أنحاء إفريقيا، كما ان للحكومة التركية علاقات وثيقة مع  جماعة الإخوان الذين صعدوا إلى سدة الحكم في تونس ومصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق