قالوا عن خالد محي الدين بدفتر عزائه: كان قديسا في محراب الديمقراطية
الإثنين، 07 مايو 2018 09:17 ممجدى حسيب
لم يكن خالد محي الدين مجرد أسم عابر أو رقم فى تعداد سكان يقدر بالملايين، بل كان وسط رفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة، كفارس نبيل، ترك موقعه بسلاح الفرسان ليتقدم الصفوف للبحث عن الخلاص لوطن أرهقه الفساد، والحكم الطبقى، وهنا يقف التاريخ ليسجل مشهد، فى غاية الغرابة، لـ" محي الدين"، وهو ابن لأسرة من الإقطاعيين بمدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، يتمرد عليها ويرفع فى وجهها شعار المساواة والعدلة إلا جتماعية، ضاربا النموذج لإنتماء الإنسان لمبادئه، وإعلاء قيمة الانسانية، ليظل محي الدين حلم مر بخيال البسطاءيوما، ليسكن قلوبهم ابدا.
ونعى المفكر السياسي جمال أسعد، المناضل السياسي الراحل خالد محي الدين، مؤكدا أنه كان قائدا بمعنى الكلمة، استطاع أن يؤسس حزب التجمع كأول منبر رسمى يعبرعن الفكراليسارى.
وأكد أسعد، من خلال تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة"، أن محي الدين كان من أبرز قيادات مجلس قيادة الثورة، لكنه كان قديس فى محراب الديمقراطية، وهو ما دفعه أن يرفض منصب رئيس وزراء مصر فى عام 54، وطالب بقيلم حياة سياسية ممثلة فى دستور وأحزاب تمارس السياسية فى إطار سلمى يتم خلاله تداول السلطة.
وأشار أسعد إلى أنه كان أحد كوادر حزب التجمع وتتلمذ وتعلم السياسية على يد خالد محيي الدين، مؤكد ا أنه سأل محي الدين فى أحد الأيام كيف تكون من أسرة اقطاعية، وتنتاطى بالفكر اليسارى وتتبناه، على عكس الطبقة التى تنمتمى اليه، لكنه أجاب قائلا إن الانحياز للمبدأ وللقيم ابقى من الانحياز لطبقة.
وأكد أسعد، أن أحد المواقف التى لن ينساها كانت أثناء زيارة له مع خالد محي الدين اسكندرية لعقد مؤتمر سياسي ، التقوا زين السماك وهو أحد مشايخ الطرق الصوفية وعضو فى حزب التجمع، وكانت المفاجأة بالنسبة لى أن محيي والدين ينتمى للفكر الصوفي، وهو ما دفعه للقيام على خدمة السماك إجلالا لقدره فى الوقت الذى يعتبر فيه مجرد عضو فى الحزب وهو رئيسا له.
وشاطر عبدالغفار شكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، ونائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة، المصريين حزنهم ناعيا المناضل خالد محي الدين، مؤكدا أنه امتلك شخصية وتجربة نبيلة، تعبر عما تؤمن به.
وأكد شكر فى تصريحات خاصة لــ"صوت الأمة" أن خالد محي الدين له العديد من المواقف الوطنية التى أثبتتها التجارب، والتى كان أولها أزمة مارس 45، والتى كان يريد من خلال تأسيس حياة سياسية تقوم على التعددية، وتداول سلمى للسلطة، وهو مالم يتفق مع توجهات مجلس قيادة الثورة فى حينه، وتسبب فى سفره لسويسرا.
وتابع شكر أن تجربة محي الدين مع السادات لم تكن مختلفة، والتى أسس فيها حزب التجمع وكان معارض للسادات فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتوجه السياسي الذى تبناه السادات في العلاقات المصرية الأمريكية.
فيما قال نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، إن خالد محي الدين كان أكثر قيادات مجلس قيادة الثورة تميزا، وهو ما ظهر من خلال الرؤية الثاقبة التى كان يمتلكها، والأفكار التى نادى بها من حيث التعددية السياسية وترسيخ المبادئ الديمقراطية.
وأكد زكى من خلال تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن علاقة عبد الناصر وخالد محي الدين كانت فريدة من نوعها، خاصة مع الأزمة التى حدثت بينهم والمعروفة بأزمة مارس 54" ظل محي الدين يؤمن زعامة عبدالناصر ودوره الوطنى، وهو ما جاء من خلال مذكراته.
ووصف زكى، خالد محي الدين بالزعيم الوطنى، الذى استطاع امتلاك حلم حقيقي بوطن مستقل متحرر من أى تبعية، يقوم ببناء أقتصاده على أساس رؤية اجتماعية تغلب مصالح الطبقة الشعبية والكادحة، قراء كثيرا ودرس المذاهب الاجتماعية والفلسفية ليبحث عن الطريق، وكان هو سؤاله الدائم"أين الطريق"، وهو ما دفع الشاب الذى جاء من كفر شكر وينتمى لعائلة إقطاعية، أن يتبنى الفكر اليساري.