قصة منتصف الليل.. الجميلة والعاشق والقواد
الإثنين، 07 مايو 2018 08:00 مأحمد سامي
عندما يسدل الليل استاره، أسمع ذلك الصوت الندي، الذى يأتي من بعيد محلقًا يداعب خلجاتي بجمال صوته، يبتهل بصوته الحنون لله مسبحًا بحمده وشاكرًا على نعمته، فأتذكر جرحي القديم وأعلم أن الله وحده قادر على شفائي، فتخرج ظفرة من صدري ويهدأ فكري قليلا وأنسي مصيبتي.
مرت ثلاث سنوات ومازلت أتذكر هذا اليوم عندما خرجت من منزل أسرتي، في منتصف الليل أبحث عن مكان آمن يأويني حتي الصباح بعد أن فررت هربًا من جحيم زوج والدتي، والذي تحول إلي وحش ينهش في لحمي كل مساء مستغلًا وجودي بالمنزل بمفردي.
تقول سناء: «توفى والدي ولم يتجاوز عمري الخامسة لأجد نفسي ووالدتي بمفردنا في الدنيا بلا سند أو أمان، فالجميع تركنا نواجه مصيرنا، كان والدي عامل بسيط في بوفيه شركة خاصة، وبعد وفاته لم يكن له معاش واكتفت الشركة بصرف تعويض بضع جنيهات لم تسد جوعنا أكثر من شهر، لتقرر والدتي النزول لميدان العمل متخذة من خدمة المنازل مهنة تساعدها علي تربيتي».
تستطرد: «مرت السنوات ووالدتي تعمل بلا كلل وأعاونها في المنزل على قدر استطاعتي، حتى بلغت عامي الـ12 وتقدم صاحب محل أطعمة للزواج من والدتي فهي مازالت شابة صغيرة، لم تتردد والدتي في الموافقة حتي ترتاح من الشقاء وتجد من تلق عليه أحمالها، ووثقت في المعلم «حميد» وحملته أمانة مسئوليتنا، وبالفعل مرت عدة سنوات وأصبحت الأمور في بيتنا أكثر هدوءاً واستقراراً وكان الرجل يقوم بمهامه بمنتهي الصدق والخوف».
تستكمل: «ما أن بلغت عامي الخامس عشر حتي بدأت ملامحي تتشكل واتخذت من والدي جمال الوجه والبياض ومن والدتي الأنوثة التي كانت سبب في مأساتي فكل من حولي بدأ يلتفت لجمالي من أبناء الجيران وزملاء الدراسة حتي صديقاتي أصبحت الغيرة تدق في قلوبهم بعد تهافت الشباب للتقرب مني واهتمام المدرسين، ورغم ذلك فلم التفت لكافة هذه المحاولات ولم يشدني سوي شخص واحد كان رفيقي بدرس اللغة الانجليزية فهو الوحيد الذي لم يبهره جمالي وكان دائما ما يعاملني بشئ من الجفاء الأمر الذي شدني إليه بقوة لتبدأ قصة حب بيننا بعد محاولات كبيرة للتقرب منه حتي ربط الحب قلوبنا».
تضيف: «بدأ زوج والدي في الاهتمام المبالغ بي وتغيرت طريقته في التعامل معي فأجده يدخل غرفتي دون استئذان والتقرب مني بطريقة مخيفة وبدأ الشك يدب في قلبي فماذا أفعل أخشى مواجهته وأخشي علي والدتي من الصدمة، حاولت تجنبه قدر المستطاع حتي ثبتت شكوكي وتزايدت تحرشاته، وفي ذات مساء استغل غياب والدتي عن المنزل ليدخل عرفتي أثناء نومي ويتحسس جسدي بطريقة متوحشة ورغم محاولاتي لإبعاده لكن انقضاضه عليا كان أقوي حتى تمكن من جسدي واعتصره بيديه وانتهك عرضي دون أن ينطق بكلمة واحدة».
تتابع قائلة: «لملمت نفسي واشيائي وقررت ترك المنزل فلا يمكن البقاء بصحبة من انتهك عرضي لحظة واحدة وبقيت اتسكع في الشوارع اتخذ من المساجد مأوي بعض الأيام ومن الحدائق أيام أخري حتي وجدت عملا في محل صغير بأحد أزقة وسط البلد بتقديم المأكولات للزبائن، ومع أول مرتب قررت استئجار غرفة بمنطقة بولاق أبو العلا».
وتضيف: «مر عام وتسير أموري علي خير حتي طلب أحد الزبائن مقابلتي، الأمر الذي رفضته تماما، ليستمر في إصراره بأنه يهدف من طلبه الخير ولا يرغب في إيذائي، بل يريد التقدم للزواج ويريد معرفة قراري."
بنبرة حزن تقول: «صدمتني الكلمات فكيف الزواج بعد ما تعرضت له، فعزمت علي شرح كافة تفاصيل حياتي منذ الوهلة الأولي لتكن المفاجأة بموافقته علي كافة ظروفي والإستعداد للزواج عاجلا، شعرت بالأمان متخيلة أنه سيكون السند، وتم الزواج بعد شهر في شقة إيجار جديد، وقضيت شهري الأول في سعادة وهنا فالزوج لم يقصر نهائيا، أغرقني أموالًا وهدايا وملابس، وشعرت لأول مرة أن سفينة حياتي قد رست في ميناء السلام».
تستكمل: «في ذات مساء خرجت بصحبة زوجي للسهر وارتديت فستان يبرز أنوثتي بناءًا علي اختياره، واصطحبني لأحد الملاهي الليلية رغم اندهاشي للمكان ومعرفة العاملين لزوجي لكني تركت الأمر جانبًا حتي العودة للمنزل، لكني لم أعد فقد اصطحبني زوجي لشقة شخصًا أدعي أنه صديقه وبعد دقائق تعلل بنسيان أمر هامًا ليتركني بمفردي ليكمل صديقه مأسأتي ويغتصبني دون رحمة وبعد الإنتهاء ترك مبلغ من المال لإعطائه لزوجي لأكتشف عمل زوجي "قواد" ، وبعدما خرجت من منزل الصديق الوهمي وعزمت علي التخلص من هذه الزيجة قمت برفع دعوي خلع ضد زوجي لأعود بعدها لحياتي القديمة وعملي».