السيول ثروة مائية مهدرة تدمر الأخضر واليابس.. متى تستغلها الحكومة؟

الإثنين، 07 مايو 2018 07:00 م
 السيول ثروة مائية مهدرة تدمر الأخضر واليابس.. متى تستغلها الحكومة؟
شبكات الصرف الصحى
كتب - محمود على - محمد الشرقاوى

- «الرى»: المسئولية الكاملة تقع على أجهزة الدولة.. ويجب عدم إنشاء مدن بالقرب من مخرات السيول

لا يزال الحديث عن كارثة السيول التى اجتاحت منطقة شرق القاهرة وجبال القطامية الأسبوع الماضى مستمرا داخل الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية، خوفًا من تكرارها، بعد أن أسفرت عن غرق مناطق سكنية كاملة فى القاهرة الجديدة والتجمع الخامس، وما نتج عن ذلك من سخط شعبى وسخرية وغضب بمواقع التواصل الاجتماعى علاوة على اتهامات الفساد، ما استدعى الكثير إلى طرح سؤال مهم حول جاهزية الحكومة، وبالأخص وزارة الرى فى مواجهة مثل هذه الأزمات.. وكيفية تحضير الآليات التى تحد من تلك الظاهرة، كمخرات السيول التى كان من المفترض أن تكون على أتم استعداد فى مثل هذه الكارثة.

وعلى الرغم من أن مصر حديثة العهد مع السيول ككارثة طبيعية، وأن السيول ظاهرة طبيعية لا يمكن منعها، إلا أن المأمول فى مثل هذه الأزمات من قبل الحكومة والأجهزة المعنية أن تكون هناك استعدادات وتحضيرات جيدة لمواجهة هذه الظاهرة، فبالإضافة إلى التنسيق بين جميع رؤساء المدن، والتأكيد على مدى جاهزية المعدات الخاصة بالتحرك فى حالة حدوث سيول أو أمطار قد تؤدى إلى قطع الطرق الدولية والحيوية، تطهير جميع مخرات السيول تعد من الأمور المهمة فى إطار الاستعداد لتقليل أخطار السيول.

ووضعت الحكومة منذ عام 2015 خطة متكاملة لمواجهة السيول المستمرة، فى محافظات مصر، بتكلفة مالية تبلغ مليارا و250 مليونا، لدعم تنفيذها حتى عام 2020، مستهدفة بذلك الاستفادة من مياه السيول فى مشروعات تنموية، وإجراء أعمال الصيانة والتطهير لمخرات السيول، وحفر البحيرات الصناعية وبناء بعض السدود.

وبالرغم أن السيول تتسبب فى خسائر فادحة للمشاريع السكانية والسياحية حال عدم الاستعداد لها، من الممكن أن تتحول هذه السيول إلى مورد طبيعى للمياه فى حالة استخدامها والاستفادة منها، حيث تقدر كميات المياه التى تسقط من الأمطار والسيول سنويا بـ4 مليارات متر مكعب يذهب معظمها للبحر الأحمر.
 
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الرى الدكتور حسام الإمام، فى تصريحات تليفزيونية له عقب هذه الكارثة أنه تم الإعلان عن الاستفادة من 25 مليون متر مكعب من المياه فى الأيام الماضية، وذلك من خلال خفض مناسيب المياه، والرى بشكل مباشر للأراضى الزراعية التى سقطت فيها الأمطار، وتم تجميع المياه من خلال المخرات وحوائط الصد بالبحيرات التى تم إنشاؤها.
 
كانت وزارة الرى قد أكدت أن هناك خطة قومية للتعامل مع السيول وتلافى أخطارها، يتحدد من خلالها دور جميع الجهات المعنية بشكل واضح ومحدد، سواء على مستوى إعداد الدراسات ذات الصلة أو الإجراءات العملية التى تقوم الجهات التى تشملها الخطة بتنفيذها، مشددة على أن هناك فرقًا كبيرًا بين السيول، التى هى أمطار تسقط على مرتفعات وتنحدر بمنتهى الشدة والعنف محملة بالصخور والرمال، ومن ثم يتم إقامة المخرات وسدود الإعاقة والبحيرات الصناعية لترويض تلك السيول وتقليل مخاطرها والاستفادة بأكبر قدر ممكن من مياهها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة