صراع عربي فارسي.. المرجعيات الدينية و الانتخابات العراقية
الإثنين، 07 مايو 2018 03:00 ص
يتنافس في الانتخابات العراقية المقبلة 7 آلاف و367 مرشحاً يشكلون 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفاً انتخابيا، وهى الانتخابات التى تعد هى الأولى التي تجري في البلاد، عقب هزيمة تنظيم داعش الإرهابى ، والثانية منذ الانسحاب الأمريكى من العراق عام 2011.
قال المرجعية الدينية الشيعية «عبد المهدي الكربلائي» في خطبة الجمعة ممثلا عن «السيستانى» إن :"المرجعية الدينية العليا تؤكد وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين».
ويرى مراقبون أن رسالة «السيستانى» منحت المواطن العراقي الذي كان رافضا للمالكي لكنه كان مترددا بسبب اعتقاده بأنه يلقى دعما دينيا حرية أكثر بعد قول السيستانى:«الآن تمت إزالة الغطاء الذي كان يستغله المالكي في الدورات الماضية، وأصبح بلا سلاح ديني».
وقالت «سكاى نيوز» أن المرجعية دعت إلى تفادي الوقوع في شباك «المخادعين من الفاشلين والفاسدين من المجربين وغيرهم"، وذلك عبر "الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم، ولا سيما من كان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة».
وتحدثت رسالة «السيستاني» عن "التجارب الانتخابية الماضية من سوء استغلال السلطة من قبل كثير ممن انتخبوا أو تسلموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام بصورة غير مسبوقة، وتمييز أنفسهم برواتب ومخصصات كبيرة، وفشلهم في أداء واجباتهم في خدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه".
ووفق تصريحات المحلل السياسي العراقي، فهران الصديد، فإن رسالة السيستاني "فهمت على الفور بأنها تستهدف المالكي"، الذي يعد رجل إيران الأول في العراق.
يذكر أن« المالكي» كان قد واجه اتهامات بأنه السبب وراء تفشي الفساد واتباع سياسات مسببة للشقاق كان لها دور في انهيار الجيش العراقي وصعود نجم تنظيم داعش، وهو ما أدى إلى فقدانه منصب رئاسة الوزراء وحل محله حيدر العبادي زميله في عضوية حزب الدعوة بعد انتخابات 2014.
وبعدما مكث المالكي 4 سنوات بعيدا عن صناعة القرار، بمنصب شرفي كأحد نواب رئيس الجمهورية، ينزل حاليا المعترك الانتخابي على رأس قائمة ائتلاف دولة القانون، في مواجهة العبادي في الانتخابات التي تجري في 12 مايو.
واستغل المالكي في حملاته الانتخابية الرموز الدينية في اللافتات، وهو ما يراه مراقبون محاولة للإيحاء بأنه "الممثل السياسي للشيعة"، وهو ما يعزز المخاوف مجددا من تكرار سنوات الحكم الثماني التي زرعت الشقاق الطائفي في البلاد.
وكان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، قد حث الأكراد والأقليات الأخرى في العراق على المشاركة بقوة وثبات وعزم في الانتخابات العامة البرلمانية التي تشهدها البلاد السبت المقبل.
وقال الصدر في بيان إن "الانتخابات والعملية الديمقراطية سنت لكل الطوائف لا للأغلبية فقط، وعليهم أن يشاركوا بقوة وعزم".
وأضاف: "لا بد لصوت الكرد أن يعلو على الظلم والفساد كما علا صوت شيعة العراق وسنته وعلى الأقليات الأخرى أن تشارك بكل ثبات وعزم".