مونديال روسيا في مرمى داعش.. التنظيم الإرهابي «سارق الفرح»
الجمعة، 04 مايو 2018 09:00 مكتب: حسن الخطيب
منذ أن تم الإعلان بشكل رسمي عن تنظيم مونديال كأس العالم في روسيا، والتي تقام العام الجاري، خلال شهري يونية ويولية، وتنظيم داعش الإرهابي، يتوعد باستهداف المونديال، والفرق المشاركة فيه، وذلك من خلال اعلاناته وتصريحاته عبر قنواته الإعلامية المتعددة.
ويمتلك التنظيم الإرهابي الأخطر عالميا، استراتيجيات متعددة وحديثه، في تنفيذ أعماله الإرهابية، لذلك يجب على القوات الأمنية في دولة روسيا التأهب والاستعاد لأي عمل إرهابي قد يحدث من عناصر التنظي، خاصة وأن داعش تمتلك عناصر وإرهابيين وفرتها لهم وسائط الاتصال في أي مكان.
لكن خبراء الأمن، يرون أن استراتيجيات التنظيم الإرهابي، غير قابلة للتطبيق في روسيا بسبب إحكام القبضة الامنية بها، لكنهم عادوا ليحذروا مما يسمى بهجمات "الذئاب المنفردة"، والتي يرون أنها تشكل الخطر الإرهابي الأكبر خلال تنظيم كأس العالم حيث أن عناصر داعش الإرهابية، لا سيما الروس العائدين من مناطق الصراع، هم مكمن الخطر بالنسبة لموسكو وذلك لما اوردته شركة "IHS Mark it" المتخصصة في خدمة المعلومات، حول توعد داعش للمونديال، وقد ساهم في نمو هذا الخطر التدخل العسكري لروسيا في سوريا والحركات المسلحة الانفصالية في منطقة شمال القوقاز المتنازع عليها.
وقد شجع تنظيم داعش الإرهابي أتباعه على شن هجمات تستهدف كأس العالم، ونشر التنظيم موادا دعائية على قنواته الإعلامية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق التليجرام، وتويتر، حيث نشر التنظيم عدة ملصقات مركبة على تليجرام وتويتر.
وظهر خلال إحداها، مقاتل يحمل سلاحا من طراز AK-47 وهو يقف أمام ويصوب سلاحه نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومكتوب عليها: "بوتين: أيها الكافر، سوف تدفع ثمن قتل المسلمين. الإرهاب العادل"، وهذه الدعاية والصور معروفة لدى تنظيم داعش الذي طالما استخدم وسائل الإعلام في حملاته الرقمية والإعلامية للوصول إلى الشباب وتجنيدهم حول العالم.
وعلى الرغم من إمكانية التعرف على العديد من المقاتلين العائدين وإمكانية اعتقالهم ووضعهم تحت المراقبة من قبل السلطات الروسية إلا أنهم لا يزالون يشكلون خطرا بسبب ما يتمتعون به من خبرة قتالية اكتسبوها في العراق وسوريا وخبرة في صنع العبوات الناسفة والانفجراية وفي استخدام الأسلحة القتالية.
وفيما يتعلق بالمقاتلين العائدين من داعش، فطبقا لما أوردته الاجهزة الأمنية الروسية، أنه في العام 2017 قام حوالي 3417 مواطن روسي بمغادرة البلاد متوجهين للقتال مع تنظيم داعش، منهم 400 عادوا إلى روسيا مرة أخرى وذلك طبقًا لمجموعة صوفان للاستشارات الأمنية بواشنطن.
وهذا جعل روسيا المصدر الأكبر للإرهابيين الأجانب، بالرغم من أن المحاربين العائدين لن يستطيعوا الوصول بسهولة للأسلحة اللازمة لتنفيذ عمليات تفجير كبيرة وإيقاع عدد كبير من الضحايا، إلا أن بإمكانهم تنفيذ المخططات الأقل مثل استخدام الشاحنات والسكاكين.
وقد شهدت روسيا في السنوات القليلة الماضية عددا من الهجمات الإرهابية كان أكبرها حادث متروأنفاق مدينة سان بطرسبورغ الروسية والذي أسفر عن 15 قتيلاً العام الماضي، بالغضافة لهجمات إرهابية أخرى متفرقة في انحاء الدولة الروسية.
وبحسب ما قام به تنظيم داعش الإرهابي، لم تكن تلك المرة الأولى التي أعلن فيها التنظيم استهدافه لروسيا بسبب تنظيمها كأس العالم، حث قام التنظيم بالتوعد باستهداف الفرق اكثر من مرة، الأولى كانت في بداية أكتوبر الماضي من العام 2017.
ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية بأن تنظيم "داعش" الإرهابي أصدر وعيدًا مخيفًا بمهاجمة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في روسيا عام 2018، موضحة أن التنظيم أغرق مواقع التواصل الاجتماعي بصورة عليها إرهابي يحمل بندقية وقنبلة عليها الشعار الأسود للتنظيم بينما يقف هذا الإرهابي في ساحة "فولجوجراد أرينا" في استاد كرة قدم بجنوب روسيا، وكانت الصورة التي روج لها التنظيم عبر الإنترنت تحمل الشعار الرسمي للمونديال.
أما المرة الثانية التي أعلن التنظيم فيها عن استهداف كاس العالم في روسيا، فقد كانت بالإعلان الذي تم نشره في نهاية اكتوبر ايضا من العام 2017، مهددين باستهداف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وأغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي بصورة معدلة لميسي وهو يبكي دما، متوعدة باستهداف البطولة في روسيا، بالإضافة لصورة أخرى ميسي أيضا، تحمل عبارات مروعة لبث الرعب في نفوس اللاعبين والمشجعين الذين ينوون السفر لحضور مباريات البطولة.
وقد حذرت وكالات عالمية عاملة في مكافحة التطرف، وعلى رأسها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خطورة استراتيجية داعش الإرهابية التي تقوم على "الذئاب المنفردة" مؤكدين بأن دعوة تنظيم "داعش" الإرهابي لمثل هذه الهجمات أمر متوقع، خاصة بعد الهزائم العسكرية التي لحقت به في العراق وسوريا، وبعد الضربات المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم من القوات المتحالفة في حربها ضد الإرهاب.
و لذلك أصبح هذا التنظيم الإرهابي بحاجة ماسة إلى شن العديد من الهجمات للثأر لهزيمته فى سوريا والعراق وذلك من خلال استراتيجيته المسماه "الذئاب المنفردة" لإثبات مدى استمراره وتواجده على الساحة الإعلامية، محذرين من محاولة تنظيم داعش الإرهابي من هذا النوع من العمليات التي قد تضرب بعض الدول وخاصة تلك التى شاركت فى عمليات عسكرية ضد التنظيم.