بعد زيادة ركعاتها في الأردن.. قصة صلاة التراويح

الجمعة، 04 مايو 2018 07:00 م
بعد زيادة ركعاتها في الأردن.. قصة صلاة التراويح
عنتر عبداللطيف

 
أثار قرار وزير الأوقاف الأردني، عبدالناصر أبو البصل، بـزيادة عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك موجة عاصفة من الجدل والاعتراض في الأوساط الأردنية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.فما قصة صلاة التراويح وعدد ركعاتها؟

سأل أحدهم هل تعتبر صلاة التراويح في جماعة بدعة لم تكن على عهد النبي وأن أول من أقامها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟.

وجاءت الإجابة وفق فتاوى إسلامية كالتالى : القول بأن صلاة التراويح بدعة ليس بوارد ، وإنما يُقال هل هي من سنن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم  وفعلت في عهده أو هي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.

كم_ركعات_صلاة_التراويح
 

فادعى بعض الناس أنها من سنن عمر ، واستدل لذلك بأن عمر بن الخطاب " أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة " وخرج ذات ليلة والناس يُصلُّون فقال : نعمت البدعة هذه  " وهذا يدل على أنه لم يسبق لها مشروعية .

 

ولكن هذا قول ضعيف غفل قائله عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم ) رواه البخاري (872) وفي لفظ مسلم ( ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) ( 1271) فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم  ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم  المانع من الاستمرار فيها ، لا من مشروعيتها ، وهو خوف أن تُفرض ، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لما مات صلى الله عليه وسلم  انقطع الوحي فأمن من فرضيتها ، فلما زالت العلة وهو خوف الفريضة بانقطاع الوحي ثبت زوال المعلول وحينئذ تعود السنية لها .أهـ انظر الشرح الممتع لابن عثيمين ج/4 ص/78

 

وثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ  رواه البخاري ( الجمعة/1060 ) ومسلم (صلاة المسافرين/1174)

124842_mn66com.gif
 

قال النووي : وَفِيهِ : بَيَان كَمَالِ شَفَقَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْفَته بِأُمَّتِهِ ،فلا وجه للقول بأن صلاة التراويح ليست من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم تركها خشية أن تُفرض على الأمة فلما مات زالت هذه الخشية ، وكان أبو بكر رضي الله عنه منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة «سنتان» ، فلما كان عهد عمر واستتب أمر المسلمين جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان كما اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقصارى ما فعله عمر رضي الله عنه العودة إلى تلك السنة وإحياؤها ، والله الموفق.

يذكر أن وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية في الأردن كانت قد طلبت، في تعميم، من أئمة المساجد أن تكون صلاة التراويح خلال شهر رمضان 20 ركعة، وذلك خلافا للعادة في العديد من مساجد الأردن، والتي يؤدى فيها المصلون 8 ركعات في صلاة التراويح.

 

وأثار هذا التعميم ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، فتفاعل معها العديد من النشطاء بين مؤيد ومعارض.

 

فبينما رأى البعض أن صلاة التراويح يجب أن تكون 20 ركعة كما كان عليه السلف الصالح، قال آخرون إنه لا بد من مراعاة الصائم والتخفيف عنه، لا سيما وأن ساعات الصيام طويلة.

 

و نشرت عشرات التغريدات، التي تنصح وزير الأوقاف بعد استخدام كلمة "رفع" بسبب حساسيتها المفرطة، التي تثيرها وسط الناس بعد رفع الحكومة للأسعار والضرائب.

 

وقال وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردني في قراره الصادر عن دائرة الإفتاء العام: "اتفقت مذاهب أهل السنة على أن صلاة التراويح 20 ركعة".

 

وقال كتاب دائرة الإفتاء العام إن هذا "ما عليه العمل في الحرمين الشريفين والمدن الإسلامية العريقة  فمن استطاع أن يأتي بها كاملة فقد أتى بالسنة كاملة، ومن لم يستطع فقد أتى ببعضها، وله أجر ما صلى، ولكن ليس له أن يمنع أو أن ينهي غيره عن إتمامها، لأن النهي يكون عن فعل المنكر".

 

وطالب وزير الأوقاف بالتبكير في الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، كما شدد على أن تكون المواعظ في صلوات الظهر والعصر والفجر وليس في التراويح، وطالب بضرورة التخفيف عن المصلين في قراءة القرآن أثناء صلاة التراويح.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق