الموت يلاحق موظفي الإغاثة في بؤر الصراع.. وهذه الأسباب
السبت، 05 مايو 2018 07:00 ص
شهدت الفترة الماضية ارتفاع وتيرة عمليات استهداف عمال الإغاثة الدولية في بؤر الصراع المسلح، خاصة في الشرق الأوسط ومناطق بآسيا والتحديد أفغانستان.
مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قدم عرضا بحثيا عن استهداف عمال الإغاثة، قال فيه إن مناطق بالشرق الأوسط، خاصة في السودان وجنوب السودان والصومال وليبيا واليمن وسوريا والعراق وأفغانستان، تشهد استهدافا كثيفا لعمال الإغاثة.
وفسر المركز الحالة وفقا لعدة عوامل، تتمثل في سيطرة الميلشيات على مساحات من الأراضي، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الخصوم، وإحكام السيطرة على المناطق الطرفية، واستمرار عمل جماعات المصالح الاقتصادية غير الشرعية.
وأشار إلى أن برامج وعمليات الإغاثة الإنسانية، في بؤر الصراع، تواجه عددا من التحديات، تتعلق بنقص المخصصات التمويلية من الوكالات والمنظمات، نتيجة اتساع رقعة الصراعات، وصعوبة إيصال المساعدات للمواقع والمناطق المنكوبة، حتى في ظل نظام «الهدن الإنسانية المؤقتة»، والتزايد المتصاعد لأعداد مستحقي المساعدة، والاستهداف الممنهج لعمال وموظفي الإغاثة.
واستندت المركز البحثي إلى عدة مؤشرات دالة على تصاعد التهديدات:
أولها «الاختطاف»، في 26 الماضي اختطف عشرة من عمال الإغاثة في جنوب السودان، وذلك حسب بيان صادر عن الأمم المتحدة في 26 أبريل الماضي، بينهم ثلاثة موظفين بالمنظمة، وجميعهم من مواطني جنوب السودان، على أيدي مسلحين داخل مدينة «ياري» بولاية الاستوائية.
ويعمل أحد المفقودين لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، وآخران لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وواحد لدى منظمة التنمية في جنوب السودان، واثنان من جماعة «أكروس» المسيحية للإغاثة، وثلاثة من منظمة «بلان انترناشيونال»، وواحد من منظمة «أكشن أفريكا هيلب»، وهو ما يشير إلى تعدد منظمات الإغاثة التي يعمل بها الموظفين، سواء التابعة للأمم المتحدة أو المنظمات غير حكومية.
ولقى أكثر من 98 موظفًا في الأمم المتحدة مصرعهم منذ اندلاع الحرب في ديسمبر 2013، وعلى الرغم من توقيع أطراف الصراع اتفاق وقف الأعمال العدائية في نهاية عام 2017، فإن استهداف العاملين في الإغاثة يتجدد بشكل مستمر.
ثانيا «تعليق النشاط»، وعلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنشطتها في منطقة لير بولاية الوحدة في جنوب السودان، في 25 إبريل الماضي، بعد تعرض مبانيها لهجوم مسلح في 10 الشهر ذاته، أصيب خلاله عامل من المنظمة، تم نقله إلى جوبا لتلقي العلاج، بالتوازي مع إجلاء موظفيها للعاصمة.
ثالثا «الاغتيال»، واغتيل مسئول الصليب الأحمر لشئون المحتجزين في تعز باليمن حنا لحود، لبناني الجنسية، في 21 أبريل الماضي، وهو في طريقه لزيارة أحد السجون، وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط روبير مارديني في بيان: «ندين هذا الهجوم الوحشي، والمتعمد كما يبدو، الذي راح ضحيته أحد الموظفين المخلصين في مجال العمل الإنساني».
رابعا «الإغلاق»، وأوقفت بعض المنظمات الإغاثية عملها في البحر المتوسط، على غرار «أطباء بلا حدود» ومنظمة «عين البحر» الألمانية، في أغسطس 2017، بسبب مخاوف أمنية من قرار الحكومة الليبية، حظر دخول أى سفن أجنبية إلى مياهها الإقليمية دون تنسيق معها، الأمر الذي دفع تلك المنظمات إلى التوقف عن استخدام أكبر زوارق النجاة لديها، بسبب البيئة المعادية للعاملين في الإغاثة، وهو ما سينتج فجوة قاتلة في البحر المتوسط حسب بعض الاتجاهات.
وأرجع المركز البحثي، عوامل الاستهداف، إلى توحش الميلشيات، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الخصوم، وإحكام السيطرة على المناطق الطرفية، واستمرار عمل جماعات المصالح الاقتصادية غير الشرعية.