جملات شيحة.. ورسيت ساقية العذاب (فيديو)

الجمعة، 04 مايو 2018 12:54 م
جملات شيحة.. ورسيت ساقية العذاب (فيديو)
جملات شيحة
صافيناز جمال

«رسيني ياساقية عذاب فين اللي راح فين اللي غاب قوليلي راحو راحو فين واشكي الفراق لمين، علي لسان ام فقدت ابنها».. هذه جملة من ضمن موروث أطلت به علينا عروس الموال الشعبي جمالات شيحة.
 
لم تكن المسافة الشاسعة بين «نطلع سوا ع الهرم والتاكسي ملاكي ونشرب سجاير من أعلى صنف ملاكي» أول أغنية غنتها امبراطورة الفن الشعبي، ووجع فراق ابنها سوى رقصة خفية على السلم الموسيقي تعلمتها جملات شيحة من أصدقائها الفنانين وهي تراقب أحاديثهم الجانبية يتناولون المقامات الموسيقية التي صارت فيما بعد تستعرضها جمالات بخفة وفخر أنها تعلمتها منهم دون سؤال.
 
 

«أنا شرقاوية يا ولا... سمرا وعافية يا ولا»، تبدأ الحكاية في أحد بيوت الريف بقرية (كوم حلين) في محافظة الشرقية عام 1933، بميلاد طفلة صغيرة تلهو وسط عائلة تعشق الغناء، حققت نجاحاً ذائع الصيت، مكنها من الوصول لمعظم شعوب العالم.

حكت الست جمالات قبل وفاتها «كان أبي يدلل والدتي بالغناء وكانت هي أيضاً ترد عليه بالأغاني الشعبية المنتشرة بين الفلاحين أثناء وجودها في المطبخ أو في المساء، ومن هنا عشقت الغناء وأصبحت أردد ما يقولا نه ليكتشفت موهبتي وعمري 12 عاماً».

نظرت إلى البراح وقالت بعد أن أخذت نفسا طويلا كأنها تستجمع قواها: «حفظت المواويل التي كان يرددها أبي عن ظهر قلب، فكان صاحب صوت جميل، عندما كان يقول الموال كان يهز البيت علينا، لم أتعلم القراءة والكتابة، ولكن اعتمدت على ذاكرتي في الحفظ والارتجال».

صورة نادرة لجملات شيحة
صورة نادرة لجملات شيحة
 
المرأة التي حصدت بهجة الموالد والحفلات في أطرف ثوبها المزركش لم تنس حظها من نفحة الإبداع بركة وكرامة لمحبي الفن الشعبي، جملات واجهت الجبل في الحفلات المفتوحة دون مايك فترعده بحنجرة لا يستعصي لها مقام موسيقي. 
 
وبعد 85 عاما تجلس جمالات شيحة نفس الجلسة كعروس في نفس الأثواب الذاهية لم ينل الزمن من صوتها غير أنها نالت منه تاريخ فني عملاق كان يجلس فيه جمال عبد الناصر والسادات جمهور لها حتى سألتها المذيعة بلقاء تليفزيوني عن سر نجاحها، فتجيب كما تجيب الأساطير «يوضع سره في أضعف خلقة».
 
 
رحلت صاحبة ورق الفل.. وتركت كل الأمكان مفعمة برحيقها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة