فى ذكرى وفاة محمود السعدني.. الولد الشقي يسرد «حكايات قهوة كتكوت»
الجمعة، 04 مايو 2018 10:00 ص
في مثل هذا اليوم 4 مايو 2010م، رحل الكاتب الساخر الكبير محمود السعدني الذى يعد عميد ظرفاء عصره، وقطب الكتابة الساخرة.
ولد الكاتب الساخر محمود السعدني، في ٢٨ فبراير ١٩٢٨بالجيزة، وبدأ السعدني مسيرته الصحفية بالكتابة في مجلة «الكشكول»، وفي «جريدة المصري»،
وشارك السعدنى في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصروخارجها، وترأس تحرير مجلة «صباح الخير»، وأصدر هو ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقتها الرقابة.
عمل السعدنى في جريد «الجمهورية»، وعقب وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، وعندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بما أسماها ثورة التصحيح ، تم اعتقال السعدنى مدة عامين لعامين ، ثم افرج عنه مع قرار بفصله من «صباح الخير»، وتم منعه من الكتابة.
عقب منع السعدنى من الكتابة غادر مصر متنقلًا بين أكثر من دولة عربية، بدءًا من بيروت ثم ليبيا، ثم أبوظبى، ثم استقر في لندن، وهناك أصدر ورأس تحرير مجلة «٢٣ يوليو».
يقول السعدنى فى كتابه حكايات قهوة كتكوت :«لأني حمقري - مزيج من الحمار والعبقري- فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلّاس.. ولأني حمقري كنت أرفع شعارًا حمقريًّا «أنا أضحك إذن أنا سعيد»، وبعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن العكس هو الصحيح، واكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس، وأنه مقابل كل ضحكة تقرقع على لسانه تقرقع مأساة داخل أحشائه، وأنه مقابل كل ضحكة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه.. ولكن هناك حزن هلفوت، وهناك أيضًا حزن مقدس.. وصاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه ويدور به على الناس.. التقطيبة على الجبين، والرعشة في أرنبة الأنف، والدمعة على الخدين.. يالاللي! وهو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه، وهو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان وتخفف، ويفارقه الحزن وتبقى آثاره على الوجه، اكسسوارًا يرتديه الحزين الهلفوت ويسترزق».
يتابع السعدنى :«لكن الحزن المقدس حزن عظيم، والحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة، والهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوسًا أعظم.. والنفوس الأعظم تغلق نفسها على همها وتمضي.. وهي تظل إلى آخر لحظة في الحياة تأكل الحزن والحزن يأكل منها، ويمضي الإنسان صاحب الحزن العظيم – ككل شيء في الحياة – يأكل ويؤكل، ولكن مثله لا يذاع له سر، وقد يمضي بسره إلى قبره! ولذلك يقال: ما أسهل أن تبكي وما أصعب أن تضحك. ولكن هناك أيضًا ضحك مقدس، وهناك ضحك هلفوت.. الضاحك إذا كان حزينًا في الأعماق صار عبقريًّا، وإذا كان مجدبًا من الداخل أصبح بلياتشو يستحق اللطم على قفاه! ونحن أكثر الشعوب حظًّا في إنتاج المضحكين.. مصر العظيمة كان لها في كل جيل عشرات من المضحكين، ولقد استطاع بعضهم أن يخلد ولمع بعضهم حينًا ثم فرقع كبالونة منتفخة بالهواء، بعضهم أصيل وبعضهم فالصو، بعضهم مثل الذهب البندقي وبعضهم مثل الذهب القشرة».
في ١٩٨٢عاد السعدنى إلى مصر بعد اغتيال السادات، وكان قد كتب للإذاعة في السبعينيات مسلسل «الولد الشقى» في ثلاثة أجزاء، وقام ببطولته الممثل الشهير محمد رضاو شقيقه صلاح السعدني وصفاء أبوالسعود، وفي ٢٠٠٦ ثقل عليه المرض فاعتزل العمل الصحفي وتوفى في الرابع من مايو ٢٠١٠
اصدر السعدنى سيرته الذاتية في 6 أجزاء، كان الأول والثاني تحت عنوان «الولد الشقي» والثالث بعنوان «الولد الشقي في السجن» أما الرابع فكان بعنوان «الولد الشقي في المنفي»، فيما كان الجزء الخامس بعنوان «الطريق إلى زمش»، وكان الجزء السادس بعنوان «ملاعيب الولد الشقي».