قصة منتصف الليل.. الأسم حماتي والمهنة «قرني»
الخميس، 03 مايو 2018 08:00 مأحمد سامي
ما أبشع أن ينسلخ الإنسان من أصوله ويرتدى ثوبا الخسة، وينحى الدين جانبا، لتبرير أفكاره الشاذة، ويقدمها للآخرين باعتبارها أمورًا تواكب التطور وتصنع التحضر، وما أفظع أن تتحول الأم من مربية ومعلمة للأخلاق، لمشجعة نجلها على ارتكاب الفواحش وتتباهى بفحولته.
لم تتخيل «سمية» أن سفرها لقضاء عطلة الأجازة الصيفية بصحبة عائلتها بمدينة شرم الشيخ، ستجر عليها الخراب والمشاكل، بعدما خُيل لها أنها فتحت عليها أبواب السعادة، فقبل خمسة سنوات توجهت، للإستمتاع بإجازة الصيف، وأثناء قيامها برحلة غطس في البحر، تعرفت على «إسلام»، أو كما يلقبه أصدقاءه «سوسو»، الذي انقذها من الموت، بعد تعرضها لضيق تنفس تسبب في حدوث إغماءة مفاجئة لها، فقام على الفور بمساعدتها وإخراجها من المياه، وآجرى لها الاسعافات اللازمة.
بعد هذه الواقعة، بدأت الصداقة بين «سمية وإسلام»، وتعددت لقاءاتهما فى المدينة الساحرة، وتبادلا أرقام الهواتف، على وعد بالتواصل بعدعودتها للقاهرة، لتستمر بينهما المكالمات لمدة 5 أشهر، أقتصرت فى البداية على تعريف كلا منهما بتفاصيل حياته، فهو خريج كلية تربية رياضية، وبدأ حياته من خلال التدريب في المراكز الرياضية، وبعد فترة حصل على فرصة للعمل بمدينة شرم الشيخ، فقرر نقل حياته للعمل بعيدا عن صخب الحياة، واصطحب والدته معه، أما هى فتخرجت من كلية التجارة، وتعمل بإحدى شركات المحاسبة المالية، وتعيش مع والدها والدتها وشقيقاتها.
بعد التعارف، بدأ الحب يطرق أبواب قلوبهم، لكن الانتقال من العيش فى القاهرة للإقامة بصحبته بالمدينة الساحلية التي يقيم بها، وقفت عائقا أمامهما في إقناع والدها بهذه الفكرة.
عزم إسلام، آمره وقرر التقدم لخطبتها، وفى البداية قابل والدها طلبه بالرفض، معترضا على طريقة ملابسه وارتداءه للسلاسل والاكسسوارات، وهو ما يوحى بأنه لا يستطيع تحمل مسئولية بيت وزوجة وأطفال، لكن إزاء إصرار «سمية» ومحاولات «إسلام»، تم وافق على الخطوبة، على أن تتم خلال 5 أشهر، فمنزله في شرم الشيخ، يحتاج لتجهيزات بسيطة.
بعد المدة المحددة، تم زفاف «سمية وإسلام» وانتقلت العروس للعيش مع زوجها وحماتها، والتى تتمتع بروح عالية من المرح والدلع، فهى سيدة متصابية، وتتعمد ارتداء ملابس فتاة فى عمر العشرين، دون النظر إلى عمرها الذى قارب على الـ 5 سنة، ولم تكترث بمظهر حماتها كثيرا طالما أنها تعاملها بلطف.
مر 3 أشهر على زواجها، والأمور تسير بشكل طبيعى، ما بين خروجات وجولات في المدينة التي لم تترك شبرا فيه إلا وزارته، إلا أنها التزمت بيتها بمجرد علمها بحملها، خوفا على جنينها، ومع بداية ظهورعلامات الحمل عليها، لاحظت غياب زوجها بشكل كبير عن المنزل، متعللا بعمله لساعات أكثر حتى يستطيع توفير ملا كافيا لمولودهما القادم، إلا أنها لاحظت عودته للمنزل كل ليلة مرهقا للغاية وتفوح منه رائحة الخمر بشكل كبير، وعندما تهم لسؤاله يؤكد لها أنه يساير بها زبائنه الأجانب.
وضعت «سمية» طفلها الأول، ورزقها الله بولد جميل أسمته «يوسف»، وبدأت الاهتمام به وأهملت نفسها، فكثرت الخلافات بينها وبين زوجها الخلافات، وكانت تتعلل دائما بأن طفلهما مازال صغيرا ويحتاج رعايتها، وهو ما دعى زوجها للتغيب كثيرا خارج المنزل، وما كاد يعود ليلا وهو مخمورا إلا وتفوح من ملابسه رائحة عطور النساء، فتنشب بينهما المشاجرات، وكانت تنتهي بأن هذه هى حياته وأسلوبه ولن يغيره وعليها أن تتعود على ذلك.
حاولت الزوجة تقبل طريقة زوجها في الحياة، لكن الأمر انقلب عندما وجدته يصطحب إحدى صديقاته الأجنبيات للمنزل، وهما فى حالة سكر تام، بعد أن أفاقت من نومها على صوت ضحكاتهم داخل غرفة نومها، لتدخل عليهم وتجدهم فى وضع مخل، فصرخت وقررت إيقاظ حماتها، لتخبرها بفعلة ابنها، فاصتدمت بردها قائلة «مفيش مشكلة دول أصحاب وبيحبوا بعض.. والأجانب الأمور دى عندهم عادى.. متبقيش دقة قديمة.. سبيه يعيش.. عادى».
هبطت كلمات حماتها عليها كالصاعقة، فكيف لأم أن تسمح لأبنها بمثل هذه الممارسات المحرمة، وترى أنها أمور طبيعية ولا تحاول حتى أن تعنفه وتعلمه أن ما يفعله يغضب الله ويجلب له ولإبنه الكوارث، فقررت «سمية» إنقاذ طفلها الوليد من براثن هذه العائلة التي لا تخشى غضب الله وتحلل ما حرمه الله، وذهبت لمحكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها.