22 شمعة للمبدعات العربيات
الأربعاء، 02 مايو 2018 08:07 م
قليلة هي المهرجانات الثقافية التي تستمر لعقود طويلة رغم الصعوبات المادية، ومن بينها ملتقى المبدعات العربيات الذي يقام كل عام في نهاية شهر أبريل بمدينة سوسة جوهرة الساحل التونسي .
22 عاما عمر مهرجان المبدعات العربيات ، والذي يعتبر أول مهرجان متخصص فى إبداع المرأة العربية ، بشكل علمى هادىء بعيدا عن جدل الرجل والمرأة والذكورة والأنوثة و تلك الثنائيات المتضادة والأصوات العالية منادية بالاحتجاج والاعتراض تارة على قمع مفترض أو المطالبة بحقوق منقصوة للجنس الآخر.
إنها هيئة للمبدعات العربيات ، تضم تخصصات مختلفة معلمات ومحاميات ومهندسات وربات بيوت وحرفيات ، من بنات وأبناء بورقيبة (فوز، عبدالوهاب.. إلى جيل الوسط (نادية ، أميرة...) وحتى جيل الألفية نهى.. راية وراء راية.
فى كل دورة من أعمال الملتقى نجد تنوعا فى الضيوف ، فى العام الماضى كنت مشاركا بورقة عمل عن صورة المرأة العربية فى السينما، وسعدت بأن أكون على منصة واحدة مع جيل العمالقة سميحة أيوب وسلمى بكار ووفاء سالم وابنة الملك رانيا فريد شوقى ، وفى هذا العام حملت الدورة ال22 عنوانا جذابا ومثيرا للجدل فى آن واحد وهو : "تجليات الذات في إبداع المرأة العربية " ، وقد شغلتنى رحلة أمريكا عن تقديم ورقة عمل أو رؤية حول شهادات المبدعات ، وأمام إصرار الأصدقاء على الحضور وجدت نفسى صحفيا محلقا فى آفاق نوال السعداوى وألفة يوسف و كوثر مصطفى وعبير حزين ومرة أخرى العملاقة سلمى بكار وأخريات.
من مصر، تونس، المغرب، الجزائر، الأردن، السعودية، الكويت وفلسطين أعجبتنى آراء الدكتورة "سنية مبارك"، وجرأتها واعتزازها بذاتها المبدعة، وحلقت فى سماء أصوات تونسية وجزائرية ومغربية وعزف منفرد وكورال متميز متناسق بقيادة "نادية الزرمديني"، التى جمعت بحس فنى راق وأداء عال، معلمين ومحامين وأساتذة جامعات وكل المهن والأعمار المختلفة تحت سماء الفن الجميل.
وأخيرا وليس أخرا لابد من سوسة جوهرة الساحل وإن طال السفر ، وهواى سوسى وإن كنت من أبناء النيل.