من خط الإدمان لـ«صوت الأمة».. طارق:« مبقتش مهندس.. المخدرات جعلتني مجرما»
الأربعاء، 02 مايو 2018 06:00 مإيمان محجوب
إسهاما من جريدة" صوت الامة " في حملة أنت أوقوي من المخدرات ننشر تباعا قصص رحلة الشباب مع الإدمان وحتي العلاج عن طريق الخط الساخن 16023.
ومن حكايات الخط الساخن لعلاج الإدمان من المخدرات، شدتني كلمات وقصة مدمن جعل ملخص حكايته مع الإدمان كلمتين خطهم على ورقة صغيرة "مبقتش مهندس"، في البداية قال "طارق" لـ"صوت الأمة" خسارات كثيرة ممكن أن يتكبدها الإنسان في مراحل حياته، لكن الخسارة الوحيدة المؤلمة هي خسارة الإنسان لنفسه بهذه الكلمات عبرالمهندس "طارق .أ" عن رحلته مع الإدمان.
ويضيف في رحتلي مع الإدمان فقدت أشياء كثيرة حتي لقب" مهندس" الذي ظلت أمي تناديني به كل سنوات دراستي في كلية الهندسة وحتي التحقت بالعمل في إحدي الشركات الكبري.
ويستطرد طارق قائلا، "بداية المخدرات كانت بسبب الأصدقاء خاصة في المناسبات مثل وقفة العيد والعيد وأي مناسبة سعيدة أو حزينة بدأت بتعاطي البانجو ثم الأقراص بجميع أنواعها إلى أن إنتهى الأمر إلى الهيروين والكوكايين وفي بداية الأمر لم أحس بأي خسارة مادية أو معنوية، أنا كنت بأعمل مهندس في أحد الشركات الكبرى وكان الراتب الشهري يصل الي 8200 جنيه شهرياً فكان الموضوع عادي وأنا مميز ومختلف عند أصدقائي".
فتحول الأمر من عزومة في المناسبات لعادة نتناولها يوميا، ولأنني كان معي النقود كانت " الشلة " كلها بتأتي عندي وتطور الأمر حتي أصبحت مدمن، وبدأت الخسائر المادية والمعنوية وتركت العمل بسبب الاختلاس والسرقة وخسرت لقب "مهندس " وبدلا منه أصبحت "حرامي" بعد خروجي من الشركة بوصمة عار.
وجاءت بداية الضياع الأسري وتركتني زوجتي بسبب الإدمان وبدأت الدنيا تسود في وجهي إلى أن وصلت إلى رقم الخط الساخن للإدمان وكان بمثابة طوق النجاة لي، كنت في بادئ الأمرغيرمقتنع "ومش مصدق ومحدش هيعمل حاجة "إلى أن قام شقيقي بالاتصال برقم الخط الساخن وتم توجيهي إلى أقرب مستشفى تابع لها وبدأت سلسلة العلاج والتعافي وبدأت أجلس مع أخصائي نفسي ووجدنا اهتمام ورعاية أنا شخصياً في بداية الأمر لم صدق أن العلاج مجاني وفي سرية تامة، وبدأ الأخصائي ينقلني من مرحلة إلى مرحل في التعافي ومتابعتي حتى داخل الأسرة وفي العمل وفي جميع مراحل حياتي إلى أن أصبحت الآن بفضل الله ثم بفضل صندوق مكافحة المخدرات والخط الساخن شخص متعافي ناجح في حياتي وأصبحت رب أسرة ناجح لأنهم "بجد رجعوني راجل محترم ونافع لأسرتي وللمجتمع وأنا مبطل دلوقتي سنة وأربع شهور".
وتشیر إحصاءات «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي» في مصر لعام 2017 ،إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بین المصریین سجلت 10 %، أي ما یزید عن عشرة ملایین شخص، أو واحد من كل عشرة أشخاص، وقد تكون النسبة أكبر من ذلك، نظرا لأن كثیرین یفضلون عدم ً الاعتراف بإدمانهم أو بإدمان أحد من أفراد الأسرة، نظرا لوصمة العار المرتبطة بمشكلة الإدمان في المجتمع.
والحبوب المخدرة من أكثر أنواع المخدرات والأفيونات «المصنّعة انتشارًا بين المدمنين في مصر بنسبة 28.71% ثم يليه الحشيش بنسبة 23.21%، ثم الهيروين بنسبة 15.78%. العدد الأكبر من المتقدمين للعلاج من الإدمان من الشباب في الفئة العمرية بين 21 سنة إلى 30 سنة،بنسبة تقترب من 50 في المئة من الراغبين في العلاج. ويتلقّى الخط الساخن ما بين 350 و500 مكالمة يوميًّا للعلاج أو تلقّي المشورة».