«العودة للجذور».. صوت الأمة في متحف الشاعر اليوناني الأصل السكندرني المولد «قسطنطين كفافيس» (صور)
الخميس، 03 مايو 2018 05:00 ص
وتابع امين المتحف لـ« صوت الأمة» أن والده كان صديقًا للخديوي "إسماعيل" الذي أهداه "الوسام المجيدي" في افتتاح قناة السويس عام 1869م، كما كان الخديوي "سعيد" أيضا صديقًا لهذه العائلة اليونانية، وتوفى وكان كفافيس في السابعة من عمره عندما مات أبوه في العاشر من أغسطس عام 1870 عن خمسة وخمسين عامًا ودفن بمدافن الأسرة في الشاطبي.
واستكمل حديثه قائلا: إن كفافيس عندما بلغ 9 سنوات سافر إلى إنجلترا وعاش بها 7 سنوات، وعاد بعد ذلك إلى الإسكندرية وعاش بها ثلاث سنوات ثم رحل الى استانبول بسبب الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م ، وسافر مع أمه وأسرته إلى الأستانة بعد الاعتداء على الإسكندرية، وأقاموا عند جده، ثم عاد عام 1885، وزار كفافيس فرنسا ، لكنه لم يزر أثينا إلا لفترة زمنية قصيرة بين عامي 1900 و1901، وكان ذلك للمرة الأولى في حياته، أي عندما كان في حوالي السابعة والثلاثين من عمره وكانت آخر أسفاره عام 1932، عندما مرض بسرطان في الحنجرة، وسافر إلى اليونان للعلاج ثم أصر على العودة إلى الإسكندرية، ولكنه كان قد فقد القدرة على الكلام.
وأشار " السيد" ان استطاع كفافيس الحصول على وظيفة متواضعة في وزارة الري ( مكان فندق متروبول حاليا ) بمكتبها بالإسكندرية في عام 1889، وتدرَّج في سلم الوظيفة، فأصبح في إبريل 1892 كاتبًا بمرتب قدره سبعة جنيهات ثم بلغ مرتبه أربعة وعشرين جنيهًا في يناير عام 1913 وظل في هذه الوظيفة نحو 30 عاما ، وكان يعمل أيضا سمسارا في بورصة القطن بدأ "كفافيس" نظم الشعر منذ فترة مبكرة ربما بعد عودته من الأستانة عام 1885 وعلى وجه التحديد عام 1886.
وقال أمين المتحف ونشرت أول قصيدة له عام 1891 في مجلة عنوانها (المساء ESPERONS) ومنذ ذلك التاريخ وحتى نهاية حياته لم يتوقف "كفافيس" عن تأليف الشعر وكتابة المقالات والملاحظات النقدية والدراسات المتنوعة في المجلات والدوريات التي كانت تصدر في "الإسكندرية" و"إستانبول" و"أثينا" وغيرها من العواصم الأوروبية، وكان يكتب الشعر كهواية لا يبغي من وراءه شهرة أو مال ، وكتب حوالي 152 قصيدة أعماله الشعرية وإلى جانب ما نشره "كفافيس" في المجلات والدوريات وما أصدره بنفسه في كتيب عام 1904 يحتوي على 14 قصيدة أعاد نشرها من جديد عام 1910 مع سبع قصائد أخرى، وينشر عادة قصائده متفرقة بعد أن يتم نسخها على وريقات توزع باليد على مريديه ومحبيه.
واستكمل أنه وفي عام 1926، حصل فيه، كفافيس على وسام "النخلة الذهبية" من حكومة "البنغال" ويتألف ديوان كفافيس – إذا استثنينا الأشعار التي ألفها في مطلع شبابه- من حوالي 154 قصيدة، بالإضافة إلى عدد ما يقرب من عشرين قصيدة أخرى لم تكن منسوبة إليه، وأعيد نشرها بعد وفاته على يد عدد من النقاد والباحثين. وفي عام 1922 وتحديدًا في شهر إبريل استقال من عمله وخلد إلى العزلة ، وعاش كفافيس آخر 25 عاما من حياته في منزله الحالي ( بشارع شرم الشيخ – ليسيوس سابقا ) كتب عن عبقرية "كفافيس" الناقد الإنجليزي (فورستر ) عام 1919: "إن "كفافيس" بالغ القوة وبالغ العظمة، وهو واحد من البارزين في الحركة الفكرية والثقافية ولقبه بروح الإسكندرية النابضة ، كما ذكره لورانس داريل في رباعيته عن الإسكندرية وأسماه ( شيخ الإسكندرية ) وبعد أن أمضى كفافيس حوالي ثلاثين عامًا في الإسكندرية سافر إلى أثينا لأنه أصيب بمرض السرطان في الحنجرة وخضع للعلاج فترة ثم رجع إلى الإسكندرية، لكن حالته ازدادت سوءًا فدخل مستشفى الجالية اليونانية بالإسكندرية ( المستشفى اليوناني القديم " كوتيسكا " ، والتي تقع أمام منزله وظل بها لمدة شهرين الى أن وافته المنية . وفي التاسع والعشرين من إبريل ذات يوم ميلاده من عام 1933 توفي كفافيس عن عمر يناهز سبعة وسبعين عامًا. ودفن في مقابر الجالية اليونانية بالشاطبي.