التغطية على الفساد أبرزها.. ما هي مكاسب نتنياهو من تعرية نووي إيران؟
الخميس، 03 مايو 2018 03:00 ص
لا حديث يعلو في الأوساط الخارجية فوق الوثائق التي كشفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن برنامج إيران النووي منذ أيام، والذي أكد إنها نحو 55 ألف صفحة من المستندات و183 اسطوانة مدمجة من المعلومات السرية والاستخباراتية، استعانت بها إسرائيل، لرصد مشروع "عماد" النووي السري الإيراني الذي تهدف من خلاله طهران إلى تطوير أسلحة نووية في انتهاك للاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.
ورغم أن ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من معلومات عن مشروع طهران النووي لم يكن غريبًا أو مفاجئًا لأحد لاسيما وأن طموح إيران النووي تزايد في الآونة الأخيرة بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحجيم طهران؛ تزايدت ردود الأفعال الدولية بين مساند لهذه الراوية من منطلق محاولة إيقاف الاتفاق النووي على خلفية صراعات مع طهران، ورافض لها استنادًا لموقفه المؤيد لإعطاء الفرصة الكاملة للاتفاق السداسي مع إيران كي ينجح.
فيما فتح البيت الأبيض، النار على إيران، متهما إياها بالكذب، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني كان غير أمين في خطواته بشأن الاتفاق النووي الإيراني مؤكدًا أنه جرى التوصل إليه بناء على ادعاءات كاذبة كانت لهجات دول أخرى هادئة اتجاه هذه الأزمة حيث قللت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيرني، من وثائق نتنياهو قائلة: «لم أر أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم دلائل تفيد بأن طهران غير ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني».
ووسط هذا التباين في وجهات النظر الغربية، تعددت مكاسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الكشف عن هذه الوثائق وإن كانت ليست بالجديدة كما يؤكد خبراء.
أول هذه المكاسب هي إلهاء النظر عن قضية الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تعلو فيها أصوات مطالبة بتحقيق كامل وشفاف مع نتنياهو، حيث قلل المحلل الإسرائيلي أوري أورن، في موقع "معاريف الإلكتروني" العبري من أهمية الوثائق حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن نتنياهو لم يأت بجديد، ، مشيرًا إلى كل ما يعنيه هو تعليق التحقيقات بحقه في قضايا الفساد.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد أن يستلب مكاسب عدة من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعادي كليًا منذ صعوده على كرسي الرئاسة الأمريكية للنظام الإيراني ومعارضته لاستمرار الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما، فأراد أن «يدق الحديد وهو ساخن» للفوز بقرار جديد قد يصل إلى انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي أو حتى حشد المجتمع الدولي أكثر لتقليم أظافر طهران ووضع حد لنفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
الأمر الأخر بحسب المعطيات الظاهرة هو ما يتعلق بالنووي الإسرائيلي ذاته والتغطية على عدم انضمام إسرائيل إلى المعاهدات الدولية، فرغم أن نتنياهو بيح صوته على نووي طهران وما فعلته الأخيرة من تطور في برنامجها الذري، إلا أنه إسرائيل تتغاضى عن المطالبات المستمرة بانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أخرها انتقاد مصر التأخير في تنفيذ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مطالبة تل أبيب بالتوقيع عليها.