فى عيدهم .. عمال «أكل العيش» لايعرفون الراحة (صور)
الثلاثاء، 01 مايو 2018 06:06 مكتب محمد أبو ليلة
فى العيد الكل يأخذ أجازته ليمارس طقوس يوم راحة مع اسرته تفاصيل حياته بعيدا عن مناخ العمل، وفى يوم عيد العمال هناك لا يعرفون طعم الراحة.
بين حوارى مصر وأزقتها وقف وليد عبد الرحمن ذو الثامنة والثلاثين عاماً، على ناصية أحد الجراجات الخاصة بعقار سكني بمنطقة كورنيش النيل بالمعادي، يُنظم عملية خروج ودخول السيارات تحت حرارة شمس، تجاوزت الـ 36 درجة مئوية، بالتوازى مع احتفال كل العمال بعيدهم الموافق الأول من مايو.
وقال وليد "أنا بمشي الدنيا عشان كله ما يخدش اجازات في اليوم ده، زمايلي اجازة وبنمشي الأيام مع بعض كل واحد بيشيل التاني عشان الشغل ما يقفش".. بهذه الكلمات بدأ وليد حديث خاص لـ صوت الأمة.
وليد حارس عقار
ويؤكد وليد قائلا :"أن هذا ليس أول عيد عمال يقضيه في العمل حيث يأخذ يوم اجازة كل أسبوع، لكن ليست لديه مشكلة في العمل يوم العيد" "طالما بنشيل بعض يبقى تمام".
وليد أب لطفلين يعمل 8 ساعات يومياً في هذه الوظيفة التي اعتاد منذ اشتغاله بها مدة تجاوزت الـ 5 سنوات، "أنا كل يوم باجي من الفجر لأن طبيعة شغلي، الحمد لله الدنيا ماشية ومفيش مشاكل، اهو يوم زي أي يوم".. يقول.
عمر.. عامل نظافة
وليد ليس وحده الذي يذهب لعمله في يوم عيد العمال، فعمر علي شاب ذو الـ 32 من عمره عامل نظافة بشارع القصر العيني اعتاد منذ الصباح الباكر أن يجرف القمامة بمكنسته الصغيرة في ذلك الشارع الحيوي بالقاهرة، "لازم نشتغل عشان البلد تبقى نظيفة مينفعش ناخد اجازات".. يقول ذلك في تصريحاته لـ صوت الأمة.
وبسؤاله عن عمله في يوم عيد العمال والذي من المفترض أن يكون اجازة، قال إنه يأخد بدل اجازات، "بشتغل وردية تانية من الساعة 3 للساعة 11 مساءاً، في يوم عيد العمال الزحمة بتقل والشغل بيكون سهل شوية".. يتابع.
عامل في جراج
سيد عبد المنعم هو الأخر أحد مسؤلي الأمن بأحدى الميتشفيات الخاصة، شاب ثلاثيني يعمل في ذلك اليوم الذي يحتفل فيه المصريون بعيد العمال، يقول لـ صوت الأمة أنه يعمل منذ الصباح الباكر وهناك بدلات لأيام الاجازات، "أنا ماسك باركينج المستشفى، احنا بناخد اجازة في يوم تاني غير عيد العمال لأن لو كلنا خدنا اجازة محدش هيشتغل والمستشفى هتقفل".. يقول.
ويوضح سيد أن معظمها أصبحت اجازات وأعياد ولم يعد يشعر بالاجازة أي شخص فالعمل هو العمل، "احنا كبرنا على جو الاجازات ده ايامنا بقت كلها شغل، بشتغل من 8 صباحاً لـ 8 مساءاً"..يتابع سيد.
ويقول مصطفى عبد الله شاب هو الأخر في عامه الرابع والعشرين، أنه لم يعد يشعر أحد بالاجازة، "زمان واحنا صغيرين كنا بنحس باجازات وأعياد، دلوقتي كبرنا واتحملنا مسؤلية، مينفعش نفكر في الاجازة".. يتابع مصطفى.
يذكر أنه تحتفل مصر والعالم كل عام بيوم الأول من مايو كعيد للعمال، ذلك اليوم من عام 1886 حينما نظم العمال في مدينة شيكاغو الأمريكية إضراباً عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع" ، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحاً جيداً وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، وأصبح هذا اليوم من كل عام هو يوم عالمي للعمال يحتفلون فيه بحقوقهم.