القومي للبحوث ينفذ مشروع «زراعة الأسطح» كنظام بيئي متكامل ومستدام في المحافظات

الثلاثاء، 01 مايو 2018 02:03 م
القومي للبحوث ينفذ مشروع «زراعة الأسطح» كنظام بيئي متكامل ومستدام في المحافظات
أشرف شعلان

ينفذ علماء المركز القومي للبحوث مجموعة من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة في عدد من المحافظات، من خلال تطبيق نتائج الأبحاث وبراءات الاختراع في تطوير منتجات تلك المشروعات ، حيث تعد تلك المشروعات هي البذور والبراعم التي تقوم عليها الصناعات العملاقة والمتوسطة في المستقبل وهى أجنحة الصناعات الكبيرة والدرع الواقي أمام المنافسة في الأسواق العالمية.

ومن أبرز تلك المشروعات الزراعية استخدام النظم الزراعية المتطورة (الزراعة بدون تربة ) للزراعة فوق الأسطح بهدف استغلال أجزاء من الأسطح في زراعة المحاصيل المختلفة التي تحتاج إليها الأسرة من الخضار أو بعض أنواع الفاكهة أو نباتات الزينة وزهور القطف والنباتات الطبية والعطرية.

وقال الدكتور أحمد السيد حمزة بقسم بحوث الخضر بالشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز - في تصريح اليوم - إن المركز ينفذ هذا المشروع عن طريق مكتب نقل التكنولوجيا التيكو ،TICO بشكل أكثر تطورا ، حيث يلحق به وحدة إنتاج أسماك (أكوابونيك)، ويتم ربط تلك الأحواض بأحواض الزراعة للتخلص من مخلفات السمك الضارة له والاستفادة منها في تغذية النباتات، مما يوفر نظام بيئي متكامل ومستدام وتحقيق الاستفادة القصوى من وحدة المياه لإنتاج بروتين حيواني (الأسماك ) وخضر طازجة ( خس والكرفس والملوخية والسبانخ وغيرها ) و غيرها من الخضر الورقية التي يحتاجها المستهلك طازجة باستمرار.

وأضاف أن مصر من الدول التي تقع في حزام المناطق القاحلة، حيث تعتبر ٨٥٪‏ من مساحتها أراض صحراوية وشبه صحراوية والمناطق الزراعية بها منحصرة في وادي النيل والدلتا وبعض المناطق الساحلية، وحديثا تم الاتجاه لزراعة بعض المناطق الصحراوية في الصحراء الغربية على المياه الجوفية.

وأوضح أن وادي النيل والدلتا يعدان من أهم المناطق الزراعية وتمثل ٤٪‏ فقط من المساحة ويسكن بها ما يقرب من ٩٨٪‏ من السكان ونتيجة للزيادة السكانية التي تضاعفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، حدث تعد كبير على الأراضي الزراعية وتحولت هذه الأراضي إلى مناطق عشوائية غير منتجة ، لذلك كان لابد من التفكير في نظم جديدة لإنتاج الغذاء بصورة جيدة وسريعة .

وأشار إلى أنه تم الاتجاه لعمل وحدات زراعة صغيرة توضع على أسطح المباني أو المدارس وذات إنتاجية عالية لوحدة المساحة ، بحيث توفر الأمن الغذائي ، مؤكدا أن هذا النظام يساهم بتقليل التلوث الناتج من زيادة مساحات المباني والمنشآت مع قلة الغطاء النباتي في المدن وتنقية هواء المدن من الملوثات ، حيث وجد أن كل واحد متر مربع من المسطح الأخضر يزيل ١٠٠ جرام من ملوثات الهواء كل عام والتخلص من المهملات التي تخزن فوق أسطح المنازل والتي تتسبب في تشويه المظهر الجمالي، كما أنها تعطي فرصة لمعيشة بعض الكائنات الضارة كالقوارض والثعابين والحشرات المختلفة.

وتابع أن هذا النظام يعد نوعا من أنواع الأمن الغذائي وإنتاج غذاء طازج لسكان المناطق البعيدة والنائية والتي تعاني من قلته ، مما يؤثر على الصحة العامة وإنتاج غذاء آمن وصحي عن طريق عدم استخدام المبيدات ، إلى جانب إتاحة فرص عمل لكبار السن مما يؤدى لشغل أوقات فراغهم ورفع الروح المعنوية لديهم وتعليم الأطفال حب النباتات من الصغر وإشغال أوقات فراغهم بهدف منتج ، بالإضافة إلى إحياء النشاطات المدرسية وتحويل المدرسة إلى وحدة منتجة وإيجاد فرص عمل للمرأة التي تعيل عائلتها والتي تحتاج إلى وسيلة لتأمين الدخل.

ولفت إلى أنه يتم زراعة المحاصيل المختلفة بمعزل عن التربة باستخدام نظام (المراقد ،الحاويات ، المائي العميق ، نظام الأصص ، والمواسير على الجدار)، مشيرا إلى أنه تم تطبيق هذا المشروع في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية والمنصورة والدقهلية والإسماعيلية والمنيا من خلال التعاون مع أكثر من جهة حكومية وخاصة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة