حراس العدالة ينتظرون العدل الإلهي.. وفاة 5 محامين في 4 أشهر بمعدل واحد شهريا (صور)

لفظ المحامي بالعمرانية محمد عامر، البالغ من العمر 50 عاما، أنفاسه الأخيرة، صباح اليوم الأحد، داخل القاعة بمحكمة الجيزة، بعد أزمة قلبية مفاجئة.

وتسببت وفاة المحامي في حالة جدل واسعة بين جموع المحامين، الذين انتابهم الحزن الشديد أثناء نقل المحامى المتوفى إلى ذويه بالجيزة.

وفاة المحامى محمد عامر، أعادة للأذهان مشهد ثورة المحامين التى وقعت الشهر الماضى، جراء وفاة 3 محامين داخل 3 محاكم مختلفة فى أنحاء الجمهورية.

وتمثلت فى مطالبة  النقيب سامح عاشور بتجديد مخاطبته وزارة العدل، بتوفير أطباء مناوبين «مسعف» داخل كل محكمة في مصر، وذلك لمراعاة المحامين أثناء تأدية عملهم. 

 

ويقول أيمن محفوظ، المحامى بالإستئناف ومجلس الدولة، إن مهنة المحاماة أصبحت حارقة لأعصاب كل من يمتهنها، إضافة  للمعاناة المستمرة من ضغوط الحياة.

وأضاف «محفوظ» فى تصريح لـ«صوت الأمة»، أن المحامى يلعب دور الطبيب النفسي لكل موكليه، في إطار إظهار الحق، فلابد أن يصل المحكمة في ميعاد معين ويستخرج أوراق الدعوي، وأن ينتظر النتائج والأحكام والرد علي الموبيل 24 ساعة يوميا.

وأكد أن المحامي أكثر عرضه للأمراض المميتة، التي تظهر فاجئة دون سابق إنذار، وهذا ما حدث لأكثر من محامي شاب أو جاوز سن الشباب بقليل، بأن لقوا ربهم بساحات المحاكم.

وتابع: « هناك ضرورة قصوي أن نراعي المحامين صحيا بساحات المحاكم، بضرورة وجود طبيب متخصص أو أكثر مع طاقم عمل طبي مساعد له، حرصا على أحد اجنحة العدالة، وأن الإسعافات الأولية قد تكون خطوة نحو إنقاذ حياة إنسان ولاسيما أن يكون محامي».

ضرورة مخاطبة وزارة العدل

وطالب عبد الرحمن عبد الباري الشريف، عضو المكتب التنفيذي بلجنة الحريات بنقابة المحامين، النقابة العامة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير مسعف متواجد بكل المحاكم سواء جزئية أو كلية أو استئناف أو نقض، يكون تابع لوزارة الصحة ويكون تحت تصرفه خلال مده قصيرة سيارة إسعاف، وعلى اتصال مباشر بالمستشفيات المشترك فيها النقابة لأعضائها، لإنقاذ المحامي لا قدر الله في وقت قياسي حفاظا علي صحته وحياته.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن تحقيق ذلك الأمر يكون بالتنسيق مع وزارة العدل، لتوفير مكان له داخل المحكمة لأداء عمل المسعف، إن لم يكن دور للنقابة للحفاظ على صحة وحياة أعضائها سواء أثناء عملهم أو حتي خارج العمل. 

وفاة محامى 11 مارس

فى غضون 11 مارس، لفظ المحامي وجيه حبيب بباوى، 70 سنة  أنفاسه الأخيرة، صباح اليوم الأحد، داخل  نقابة محامين الجيزة الفرعية بمحكمة السودان، قبل بدء جلسات المحكمة.

 

وفاة محامى 5 فبراير

وفى غضون 5 فبراير الماضي، لفظ المحامى مصطفى عيسى عبد السلام المحامى، أنفاسه الأخيرة، بمحكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية، في محكمة القاهرة الجديدة، أثناء تأدية واجبه لأخر لحظة في عمره، فأطلق عليه المحاميين فى تلك اللحظة «شهيد الروب الأسود». 

وفاة محاميان 20 فبراير

اتجه المحامى يسري عمر إلى محكمة «زنانيرى» عقب انتهاءه من إعداد وكتابة دعوى قضائية، ظل في كتابتها طوال الليل، وأثناء صعوده لتقديم الدعوى، أصيب بهبوط حاد، أدى إلى سقوطه مغشياَ عليه، فقام جموع المحامين بالمحكمة، بمحاولة نقله في غرفة المحامين ومحاولة إسعافه، إلا أن روحه فاضت إلى بارئها في الثانية عشر ظهراَ.  

وفى نفس اليوم، كانت الفاجعة الثانية، بوصول خبر وفاة المحامي إيهاب الحداد، أثناء تأدية عمله هو الأخر في محكمة القاهرة الجديدة، ما أحدث حالة من الغضب بعد الحزن الشديد في صفوف المحامين بسبب عدم الاهتمام بضرورة وجود طبيب وسيارة إسعاف في كل محكمة مصرية.