خبير آثار يرصد مظاهر احتفال مصر القديمة باستقبال العام الجديد

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015 01:30 م
خبير آثار يرصد مظاهر احتفال مصر القديمة باستقبال العام الجديد

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية، والنشر العلمي لوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، أن أقدم تقويم عرفته البشرية هو التقويم المصري القديم، وهو التقويم التحوتي المقدس، والذي بدأ كما ورد في قوائم المؤرخ المصري القديم مانيتون في العام الأول من حكم الملك حور عما «أثوتيس» إبن الملك مينا، وهو يقابل عام 5557 ق.م.، مشيرًا إلى أن بداية العام التحوتي أي عيد رأس السنة توافق التاسع عشر من شهر يوليو في التقويم الميلادي الحالي، وكان احتفال المصريين بذلك العيد الذي بدأ منذ 7523 ق.م، هو أول عيد عرفته البشرية.


وقال «ريحان» في تصريح له، اليوم الأربعاء، إن شجرة عيد الميلاد ارتبطت بأقدم الأساطير المصرية القديمة، وهي أسطورة الثالوث المقدس، وإن المصريين القدماء احتفلوا بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار دائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة، وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر في أعياد الرومان، ثم تعود مرة أخرى لتظهر في الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، «شجرة الكريسماس» وهي الشجرة التي تحتفظ بخضرتها طول العام مثل شجرة السرو وشجرة الصنوبر وهكذا، أهدى المصري القديم شجرة الميلاد للعالم أجمع.

وأشار إلى انتقال الاحتفال من مصر إلى حضارات الشرق خلال الدولتين القديمة والوسطى، كما انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسي إلى يوليوس قيصر، وكلفت العالم المصري سوسيجين بجامعة الإسكندرية بنقل التقويم المصري للرومان، ليحل محل تقويمهم القمري، وأطلقوا عليه اسم «التقويم القيصري»، وعملت به روما وبلاد أوروبا عدة قرون حتى قام البابا جريجوري الثالث بتعديله عام 1852م، وهو التقويم العالمي الحالي وهو في جوهره عمل مصري منحه المصريون القدماء لكل البشرية، كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة.

وأوضح «ريحان»، أن مظاهر الاحتفال برأس السنة في مصر القديمة كانت تتضمن صناعة الكعك والفطائر، والتي انتقلت بدورها من عيد رأس السنة لمختلف الأعياد، وأصبح لكل عيد نوع معين منها وكانت تزين الفطائر بالنقوش، لافتًا إلى أن عيد رأس السنة في الدولة الحديثة قد تحول لعيد شعبي له أفراحه ومباهجه، وكان يخرج المصريون للحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين، وإقامة الحفلات، ومختلف الألعاب والمسابقات ووسائل الترفيه، تاركين وراءهم متاعب حياة العام الماضي وهمومه في أيام النسئ، أو الأيام الخمسة المنسية من العام.

وذكر أن الأكلات المفضلة في عيد رأس سنة كانت هي بط الصيد والأوز، الذي يشوي في المزارع والأسماك المجففة، وقد أطلق المصريون القدماء مصطلحًا لتهنئة بعضهم في عيد رأس السنة بقولهم «سنة خضراء»، وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق