الخسارة الثالثة للبايرن في أرينا أمام الملكي.. حظ أم غباء منافسين؟

تتكرر ظاهرة بشكل دوري عندما تظهر قرعة دوري أبطال أوروبا، لقاء يجمع بين بايرن ميونخ الألماني، وريال مدريد الإسباني، حيث يخرج البعض ليؤكد أن الريال سيتلقى هزيمة ساحقة من العلامق البافاري، في أليانز أرينا، إلا أنه دائما ما يحدث العكس، خاصة أنه خلال أخر 3 مواجهات جمعت بين الفريقين في الملعب الألماني فاز الريال على الترتيب 4-0 و2-1، و2-1.

المفارقة الكبيرة، هو أن البطولة التي يخرج فيها ريال مدريد، بايرن ميونخ دائما ما يفوز بالبطولة، خاصة عندما يفوز على البافاري في معقل الأخير، وهو ما يؤكد أن البايرن يواجه أزمة حقيقية، خاصة أن الفريق الألماني من الصعب للغاية أن يخسر داخل أرضه، بل إن برشلونة أيضا عجز خلال السنوات الماضية من هزيمة البافاري في أليانز أرينا.

أزمة البافاري الحقيقية تتمثل في الجناحين، فالفريق الألماني يعتمد بشكل أساسي على كبار السن، الذين يصابون أكثر مما يلعبون وبالطبع في مقدمتهم روبين، وريبيري، واللذان في أواخر مسيراتهم الكروية، ففي هذه المراكز يفضل دائما أن يتم الاعتماد على الشباب القادرين على المراوغة والالتحامات.

البعض قد يقول، إن فوز الريال الأخير على البايرن، سببه الحظ، وكثرة الفرض التي أضاعها البافاري، والبعض الأخر قد يقول إن السبب هو كثرة الإصابات التي حلت بالبايرن، وكل هذا صحيح، فالريال بالفعل كان محظوظا بشكل كبير خلال تلك المباراة الأخيرة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن يجب أن نعلم أن الحظ وحده ليس السبب في أن تفوز أو تخسر المباريات خاصة إذا كانت هذه هي ثالث مباراة تخسرها من نفس الخسم على ملعبك ووسط جماهيرك.

البايرن يفتقر إلى البديل، ويعتمد بشكل كبير على كبار السن، ففي الأمام لا يوجد سوى المهاجم ليفاندوفسكي، ولا يوجد بديل له، كما يوجد كله مولر وهو أحد أكثر اللاعبين الذين يضيعون الفرص أمام المرمى، بل إن مولر نفسه كان سبب كبير في خروج بايرن ميونخ من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2016 أمام أتليتكو مدريد عندما أضاع ضربة الجزاء.

كما أن البايرن ليس لديه بلادء حقيقيون في أماكن الجناحين، فريبيري هو الجناح الأيسر الأساسي للبايرن وبديله كومن، الذي يصاب بشكل متكرر، بينما على الجناح الأيمن يأتي روبين، ولا يوجد له بديل حقيقي قادر على تعويضه، فهذا يعد أحد أبرز أزمات البايرن، هو ما ظهر جليا خلال مباراة البافاري أمام الملكي، عندما أصيب روبين في بداية اللقاء، وأضاع ريبري، فرصا لا يمكن للاعب عالمي أن يهدرها.

البايرن اعتقد أن نتائجه القوية في الدوري الألماني، شفيعة له بأن يحقق نتيجة كبيرة أمام الملكي، بل إن محبي البافاري، وجدوا أن النتائج القوية التي حققها البايرن سواء على مستوى الدوري أو كأس ألمانيا، ستجعله مرعبا أمام الريال، إلا أن هذا لم يكن حقيقيا، وتلقى الفريق الألماني ثالث هزيمة له أمام الملكي في أليانز أرينا.

ويبقى السؤال هل الخسارة الأخيرة للبايرن ستجعله يعيد تفكيره في نظرته بشأن استقدام اللاعبين، والاعتماد على أكثر من بديل؟ فالخطأ ليس مسؤولية هاينكس الذي تسلم الفريق في منتصف الموسم بهؤلاء اللاعبين بل هو خطأ إدارة البايرن زاتها.