السيول تفاجئ المسئولين وتأتي في موعدها.. كيف غرقت القاهرة وضواحيها في شبر مياه؟
الأربعاء، 25 أبريل 2018 09:48 مماجد تمراز
في هذا الوقت من كل عام، وقبل نهاية فصل الشتاء، يفاجئ مسئولي محافظة القاهرة ووزارة الإسكان بهطول سيول على كافة أنحاء القاهرة، وعلى الرغم من الاستعدادات التي اتخذها المسئولين قبل بدء فصل الشتاء، استعدادا لهذه اللحظة، إلا أن هذه الاستعدادات كانت دائماً أقل من المستوي المطلوب، ولم تستطع مواجهة هطول أمطار لبضع ساعات، ليدفع سكان بعض المناطق بالقاهرة وضواحيها كجهاز التجمع الخامس ثمن هذا التقصير.
في كل المدن التي يتم تشيدها، وخاصة التي قد يصفها البعض بالـ«راقية»، تعمد الأجهزة التنفيذية التابعة لهذه المدينة على تقوية البنية التحتية، من خلال صيانتها بشكل مستمر على مدار العام، استعدادا لمواجهة أي طوارئ، إلا أن منطقة التجمع الخامس سقطت من الحسبان، حتى غرقت العمارات والفلل الموجودة بهذه المنطقة تحت مياه الأمطار، واكتفت وزارة الإسكان بإرسال شفاطات مياه فقط لإنقاذ بعض المناطق.
لا تكمن الكارثة هذه المرة في عدم إجراء عمليات صيانة مستمرة للبنية التحتية المتعلقة بالوعات الصرف الصحي فقط، وإنما في انسداد عدد كبير من بالوعات صرف الأمطار، ووصول هذه البالوعات المخصصة لصرف الأمطار إلى مرحلة الانسداد، يعنى عدم تعرضها لصيانة ومتابعة من الأجهزة المسئولة عنها منذ زمن بعيد، خاصة وأنها كل عام تتعرض لنفس الأزمة.
وبخلاف التجمع الخامس، تأثرت عدة أماكن بمحافظة القاهرة ضمن الـ 38 حيا الذين يتبعون العاصمة تبعية مباشرة بهطول تلك الأمطار، فقد تعرضت منازل ومطالع الكباري إلى تجمع كم كبير من المياه فيها، الأمر الذي أدى إلى وجود صعوبة مرورية كبيرة في العبور منها، فضلا عن تأثر الأماكن الشعبية «غير المسفلتة»، وأدى تراكم المياه فيها إلى وجود تجمعات كبيرة من الطين مما أدى إلى وجود صعوبة شديدة في الحركة بهذه المناطق.
وبعد مرور يوم كامل من سقوط الأمطار أمس، وتغافل لتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من سقوط الأمطار لليوم الثاني على التوالي، تذكرت أجهزة وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة أن هناك مناطق قد تتضرر من هطولها بهذه الكمية، فقررا الدفع بعربات شفط تجمعات المياه على وجه السرعة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن محاولات الإنقاذ جاءت بعد غرق الجراجات وبعض الأبنية ومن ضمنها بنك الطعام وتلف محتوياته بالتجمع الخامس.
وواجه هذا الإهمال موجة كبيرة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من يسكنون بالقرب من المناطق التي تعرضت للغرق والمتضامنين معهم، ووصل الأمر إلى أن هناك بعض المحامين تقدموا ببلاغات يتهمون فيها المسئولين بالتقصير عن مهامهم، كما تقدم الدكتور إبراهيم حجازي نائب القاهرة الجديدة بطلب إحاطة لرئيس الوزراء للتحقيق في كارثة الأمطار.
ومن جانبه، قال المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، أن غرفة عمليات أنه تم الدفع بـ 4 شفاطات كبيرة «سيارات»، بالإضافة إلى عدد كبير من الشفاطات النقالة وتم توزيعها بكل حي، وتم إزالة تجمعات المياه عند منازل الكباري والأنفاق، مؤكدا أنه وفريق العمل المرافق له بكل حي متواجد منذ بدء سقط الأمطار أمس بالشارع وسيتواجدون لحين إزالة كل تجمعات المياه.
وأضاف «السعيد»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن غرفة عمليات الهيئة تلقت أكثر من 40 بلاغًا من سكان منطقة المعادي، تفيد الشكاوى بسقوط عدد من الأشجار بفعل الرياح والأمطار، وأسفرت عن غلق الطرق، إلا أنه تم إزالتها وفتح الطرق بشكل طبيعي.