ماكرون يعرض رؤيته للعالم أمام الكونغرس فى غياب ترامب
الأربعاء، 25 أبريل 2018 11:11 ص
يعرض الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون الاربعاء امام الكونغرس رؤيته الخاصة للعالم غداة محادثات معقدة مع الرئيس الاميركى دونالد ترامب رغم المبادرات الودية الظاهرية.
وسيبدأ ماكرون صباحه بخطاب رسمى امام الكونغرس بحضور اعضاء مجلسى الشيوخ المئة والنواب البالغ عددهم 435 فيما يغيب عنه ترامب. وهو شرف لم يحظ به العديد من الرؤساء الفرنسيين منذ خطاب نيكولا ساركوزى فى 2007.
وبعد ان يزور مكتبة الكونغرس، سيستقبل رئيس مجلس النواب بول راين، ماكرون. وبعد مرور 58 عاما تماما على زيارة مماثلة للجنرال شارل ديغول، سيلقى ماكرون خطابا امام الكونغرس باللغة الانكليزية.
وقالت مصادر فى محيطه انه سيتطرق مجددا الى العلاقات التاريخية بين فرنسا والولايات المتحده، التى تواجه تحديات جديدة مثل زيادة التفاوت الطبقى وتراجع الارض والارهاب والهجمات على القيم الديموقراطية وصعود النزعات القومية.
واضافت انه سيدعو الى عمل مشترك "لاعادة ابتكار النظام العالمى للقرن الحادى والعشرين". ويرى ماكرون ان الولايات المتحدة وفرنسا عليهما ان تظهرا معا رغبة فى "الاستمرار فى كتابة التاريخ سوية".
وسيكون بعض الظهر اقل جدية اذ ان ماكرون سيمارس رياضة يحبها وهى مناقشة طلاب كما فعل فى الهند وبوركينا فاسو.
وفى هذه المناقشات التى ينشرها عادة على شبكات التواصل الاجتماعي، تؤمن له مادة لعرض آرائه حول كل القضايا والرد على اى انتقادات محتملة.
وستسمح هذه الصور بطى صفحة المناقشات الدبلوماسية مع دونالد ترامب التى كانت شاقة حول البرنامج النووى الايرانى فى مواجهة رئيس اعترف ماكرون بانه مثله "لا يغير رأيه بسهولة".
ولم يتراجع محاوره عن مواقفه سواء فى ادانة الاتفاق النووى الايرانى "الكارثي" الذى تدافع عنه فرنسا او حول المبادلات التجارية "غير العادلة" مع الاتحاد الاوروبى الذى تتولى فرنسا الدفاع عن مصالحه.
وفى الوقت نفسه، ابدى ترامب مشاعر ودية جدا حيال ضيفه ورد الرئيس الفرنسى بحماس وحرارة كبيرين.
- "فرنسا عادت" -
فى ختام لقاء استمر لفترة اطول مما كان مقررا، تمكن الرجلان من التوصل الى مخرج. فقد اقترح الرئيس الفرنسى التفاوض مع ايران حول "اتفاق جديد" يشدد الاتفاق الاول ويشمل تسوية الوضع السياسى فى سوريا.
ولم يغير ترامب على ما يبدو رأيه فى الاتفاق الحالي. لكن لا احد يعرف ما اذا كانت الدول الموقعة الاخرى (بريطانيا وروسيا والصين والمانيا) مستعدة لاعادة التفاوض حول اتفاق جديد.
كما ان الرئيس الفرنسى لم يحصل على شىء مهم بشأن اتفاق باريس حول المناخ الذى كان يأمل منذ فترة طويلة عودة الولايات المتحدة اليه، ولا حول الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب على الفولاذ والالمنيوم.
وحول هذه النقطة، اتخذت فرنسا واوروبا قرارا سريعا بينما سيكون بامكانهما الحكم على الوضع فى الاول من ايار/مايو موعد اعفاء الاتحاد الاوروبى من هذه الرسوم. وكرر ماكرون مرات عدة انه "لا احد يشن حربا على حلفائه". ولم يكن محيط الرئيس الفرنسى الثلاثاء يشعر باليأس من اعفاء اوروبا نهائيا من هذه الرسوم.
وانتهز ايمانويل ماكرون فرصة زيارته للترويج لفرنسا. وقد التقى بعد ظهر الثلاثاء رؤساء مجالس ادارات حوالى ثلاثين مجموعة اميركية بينها "جى بى مورغان" و"بيبسى كولا" و"سيلزفورس" و"يو تى سي" و"بيست باي" و"ايه تى اند تي".
وكما فعل فى منتدى دافوس 11، اكد ماكرون مجددا ان "فرنسا عادت".
وفى هذه المناسبة، اعلنت مجموعة البرمجيات العملاقة "سيلزفورس" انها ستستثمر فى فرنسا 2,2 مليار دولار على مدى خمسة اعوام.
- عشاء دولة -
بعد محادثاته الشاقة الثلاثاء، اقيم عشاء دولة فاخر على شرف الرئيس الفرنسي، دعى اليه نحو 130 شخصا فى البيت الابيض الذى زين بزهور الكرز.
وكان بين الحضور ايفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر ورئيس المجموعة الفرنسية للصناعات الفاخرة "ال فى ام اش" برنار ارنو، ومديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاغارد.
وشرب الرئيسان نخب الصداقة بين البلدين. وقال ماكرون "كثيرون يعلقون على صداقتنا الشخصية". واضاف "على ضفتى الاطلسي، قلة كانوا يتوقعون قبل سنتين اننا سنلتقي، انا وانت، فى هذا المكان".
وتابع ماكرون "لا شك فى اننا لهذا السبب نشترك فى الكثير من الامور المرتبطة بالتصميم وربما الحظ". وقال "يعرف كل منا انه ليس من السهل ان نغير رأينا لكننا نملك ارادة العمل معا".