4 تداعيات للضربة العراقية لتنظيم داعش في سوريا.. تعزيز التعاون الرباعي أبرزها
الثلاثاء، 24 أبريل 2018 07:38 م
خطوة هامة أقدمت عليها القوات العراقية، بعدما استهدف الطيران العراقي معقال تنظيم داعش في سوريا، حيث تعد هه هي المرة الأولى الذي تواجه فيه بغداد، الإرهابيين خارج حدودها، حيث أعلنت الحكومة العراقية حينها أن الضربة جاءت بالتنسيق مع الحكومة السورية.
مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، كشف تداعيات هذه الخطوة غير المسبوقة، مؤكدا أن العراق بدأت في توجيه ضربات عسكرية جديدة ضد تنظيم داعش خارج حدودها، حيث شنت مقاتلات "F16" العراقية هجمات على منطقة دير الزور قرب الحدود العراقية– السورية في 19 أبريل الجاري أسفرت عن سقوط عشرات من قادته وكوادره.
وأوضح المركز البحثي، أن تلك الخطوة اكتسبت أهمية خاصة ليس لكونها تمثل محاولة جديدة لتعقب الخلايا التابعة للتنظيم ومنع عودتها من جديد إلى داخل الحدود العراقية، وإنما لأنها لم تكن بعيدة عن تداعيات الضربة العسكرية التي وجهتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إلى مواقع الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري قبل ذلك بخمسة أيام، بعد اتهامه باستخدام تلك الأسلحة في الهجمات العسكرية التي شنها على دوما، حيث كان لافتًا أن بغداد لم تبد تأييدًا واضحًا لتلك الضربة، على نحو يشير إلى تباين في المواقف بين الأخيرة وواشنطن حول تطورات الأزمة في سوريا، رغم أن الضربات العراقية الأخيرة جاءت بالتنسيق مع التحالف الدولي ضد "داعش" إلى جانب النظام السوري.
وأوضح المركز البحثي، أن بغداد استندت في تبريرها للضربة إلى اهتمامها بتعقب تنظيم داعش داخل الأراضي السورية، فوفقًا لبيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة حيدر العبادي، فإنه تم تنفيذ الضربة بهدف تقليص الخطر الذي يفرضه وجود عصابات داعش داخل سوريا على الأراضي العراقية.
وأشار المركز البحث، أن العراق أبدت تحفظًا ملحوظًا إزاء الضربة العسكرية التي وجهتها الدول الغربية الثلاث إلى مواقع الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري، وهو ما لا يمكن فصله بالطبع عن بعض المحددات التي تفرض تأثيرات على السياسة التي تتبناها بغداد في التعامل مع التطورات الطارئة على الساحة الإقليمية، وفي مقدمتها علاقاتها مع بعض القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا، فضلاً عن اهتمامها بمنح الأولوية للحرب ضد تنظيم "داعش"، باعتبار أن إخراج التنظيم من المناطق الرئيسية التي سيطر عليها في الأعوام الماضية لا يعني تراجع تهديداته، خاصة في ظل محاولاته العودة من جديد إلى تلك المناطق عبر الخلايا التابعة له التي لم يتم القضاء عليها في الضربات التي شنتها الأطراف التي انخرطت في الحرب ضده خلال المرحلة الماضية.
ولفت إلى أن هذا التحفظ بدا جليًا في تأكيد بعض المسئولين العراقيين على ضرورة أن لا تؤدي الضربة الغربية إلى التأثير على الهدف الأساسي، وهو القضاء على الخلايا الباقية لـ"داعش" داخل العراق وسوريا، من أجل إضعاف قدرته على تفعيل نشاطه من جديد، موضحا أن هذا الخلاف في مواقف بغداد وواشنطن إزاء تداعيات الضربة الغربية في سوريا يشير إلى أن الرسائل التى حملها الهجوم العراقي على مواقع "داعش" بعد ذلك بأيام تبدو ذات مغزى سياسي أكثر منها رسائل عسكرية فى إطار مكافحة الإرهاب.
وأوضح المركز البحث، أن تداعيات تلك الخطوة تتمثل في تعزيز التعاون الرباعي، حيث ربما تؤدي هذه التطورات المتسارعة التي طرأت على الساحة السورية إلى تعزيز التحالف الرباعي الداعم للنظام السورى، وهو ما يحظى باهتمام خاص من جانب بغداد، التي يبدو أن ضربتها العسكرية الثانية على مواقع "داعش" داخل سوريا كانت محورًا للمباحثات التي أجراها المسئولون العراقيون مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الذي قام بزيارة بغداد في 18 أبريل الجاري، قبل الضربة بيوم واحد، حيث زار مركز قيادة الاستخبارات المشتركة في بغداد، وهو عبارة عن مجمع تنسيق استخباري يضم روسيا وسوريا والعراق وإيران، وأثنى على دور العراق فى مكافحة الإرهاب.
وأكد أن تداعيات الخطوة أيضا هو الانخراط عسكريًا داخل الساحة السورية، حيث تنشر الحكومة العراقية بعض قوات ميليشيا "الحشد الشعبي" على طول الحدود العراقية- السورية، حيث تدعي أن ذلك يهدف إلى منع تسلل عناصر "داعش" إلى داخل العمق العراقي من جديد.
وأوضح أن بغداد حريصة على توجيه رسائل متعددة في فبراير 2017، خلال أول عملية تدخل للقوات العراقية في سوريا، على الإشارة إلى أنها ستلاحق "داعش" حتى خارج الحدود. كما كشفت مؤشرات عديدة عن أن العراق تسعى إلى توسيع نطاق الدور الذي تقوم به ميليشيا "الحشد الشعبي" لتنفيذ مهام داخل الساحة السورية خاصة في منطقة شرق الفرات التى تسيطر عليها القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتتواجد فيها قواعد عسكرية أمريكية وغربية، وبالتالي قد تكون هناك محاولة مستقبلية لتوسيع نطاق التدخل العراقي في سوريا بدافع منع "داعش" من استئناف نشاطه.
واشار إلى أن اللقاءات التي أجراها وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي مع قادة "الحشد الشعبي" المعنيين بالملف تدعم هذا المسار، خاصة أن اتجاهات عديدة باتت ترجح أن يتجاوز الدور العسكري العراقي داخل سوريا الضربات الجوية ليمتد إلى القيام بدور على الأرض خلال المرحلة القادمة، موضحا أن العراق تسعى من خلال الضربة الأخيرة داخل الحدود السورية إلى توجيه رسائل عديدة، يتمثل أهمها في ضرورة التركيز على العمليات العسكرية التي تشنها الأطراف المعنية بالحرب ضد "داعش"، على أساس أن الانخراط في مواجهات أخرى قد يفرض تداعيات ربما يسعى التنظيم إلى استغلالها من أجل تفعيل نشاطه من جديد.