قصة «الجندي المجهول» والنصب الذي تقيمه الدول تكريما للجنود الذين ماتوا في الحروب؟

الأربعاء، 25 أبريل 2018 08:00 ص
قصة «الجندي المجهول» والنصب الذي تقيمه الدول تكريما للجنود الذين ماتوا في الحروب؟
نصب الجندى المجهول

ظهرت القصة فى أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى، حيث رأى المسئولون في دول الحلفاء، أن جثث الكثيرين من الجنود الذين لقوا حتفهم في المعارك لايمكن التعرف عليها، وقررت حكومات بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، تكريم ذكرى هؤلاء الجنود بطريقة خاصة، فقامت كل حكومة باختيار جندي مجهول رمزي ودفنه في العاصمة القومية أو بالقرب منها، ثم بنت نصبا تذكاريا أو ضريحا تكريما له.
 
يعود تاريخ أول ضريح للجندي المجهول إلى عام 1858، وهو ضريح «جندي المشاة» في فريدريكا بالدنمارك، بعد حرب سكيلسفيج الأولى، كما أن هناك ضريح آخر مهم، يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1866، وضعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحرب الأهلية هناك بين الشمال والجنوب، لكن بداية الأمر كتقليد فعلي أخذت مكانها بعد أحداث الحرب العالمية الأولى، والتي بلغ عدد الضحايا والجنود الذين لم يكن بالإمكان التعرف على هويتهم، هائلاً، ويعتقد أن بداية التقليد أخذت طريقها من تأسيس ضريح الجندي المجهول تحت ما يعرف بـ «قوس النصر» في باريس عام 1920.
 
وعرف النصب التذكارى للجندى المجهول، أول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث ظهر هذا التعبير فى فرنسا للدلالة على جندى فرنسى مجهول الهوية استشهد فى ساحة الشرف خلال الحرب العالمية الأولى، ونقل جثمانه إلى باريس قوس النصر فى 11 نوفمبر 1920، وكان يرمز للتضحية التى قدمها 1.3 مليون عسكرى فرنسي قتلوا في تلك المعارك، ونقش على الضريح عبارة «هنا يرقد جندى فرنسى مات فى سبيل الوطن»، وأقيمت شعلة فوق الضريح تبقى مشتعلة ومضاءة.
 
ومن هنا تحول هذا التقليد الفرنسى إلى تقليد عالمى، تسعى الدول من خلاله إلى تكريم شهدائها من العسكرين الذين استشهدوا فى ساحات المعركة، وفى المعتاد يدفن الشهداء العسكريين فى مقابر عسكرية، بخلاف الجندى المجهول الذى يمكن أن يقام نصبه فى أى مكان، حيث تختار كل دولة مكان النصب فى منطقة واسعة ولها مواصفات معينة يمكن خلالها إقامة الاحتفالات واستقبال الزيارات الرسمية وغير الرسمية لمن يأتى لزيارة هذا النصب.
 
فى مصر، تقرر إنشاء ضريح للجندى المجهول في العاصمة القاهرة، بعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وهو نصب تذكاري شيد على شكل هرم في ضاحية مدينة نصر، وهو من تصميم الفنان المصري سامي رافع، وشُيد بأوامر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تخليدا للمصريين الذين استشهدوا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وتم افتتاحه في أكتوبر 1975، كما اُختير نفس الموقع لدفن الرئيس السادات عقب اغتياله في أكتوبر 1981.
 
اختير شكل الهرم، رمزاً لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء، وشُيد النصب من الخرسانة على هيئة هرم مجوف من الداخل، بارتفاع 33.64 مترا، في حين يبلغ عرض الحوائط عند القاعده 13.30م، كما تبلغ سماكة حوائطه الأربعة 1.9 مترا، مسجل عليها 71 اسما رمزيا، من مكعبات حجر البازلت الصلب.
 
يوجد نصب تذكاري أخر للجندي المجهول في الإسكندرية وعدد من المدن المصرية الأخرى مثل الإسماعيلية.
 
أما عن نصب الجندى المجهول فى الأسكندرية، فقد تم بنائه بواسطة الجالية الإيطالية، كتذكار لتكريم الخديوي إسماعيل، وفيما بعد أصدر الرئيس الرحل جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً عام 1964 يقضى بتحويل هذا المكان إلى نصب تذكاري للجندي البحري المجهول، وتسليمه إلى قيادة القوات البحرية خلال قيادة الفريق أول سليمان عزت للقوات البحرية، وتم نقل تمثال الخديوي إسماعيل إلى متحف الفنون الجميلة بمحرم بك .
 
وتحتفل القوات البحرية سنوياً في يوم 21 أكتوبر بذكرى تدمير القوات البحرية المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات، أمام شاطئ بور سعيد عام 1967 .
 
و يتميز النصب التذكاري بخاصية إشرافه على البحر المتوسط الذي شهد أمجاد وبطولات القوات البحرية المصرية، عبر التاريخ وتخليداً لذكرى شهدائها .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق