عمرو موسى.. عراب الخراب العربى

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 02:00 م
عمرو موسى.. عراب الخراب العربى
عمرو موسى
كتب : عنتر عبداللطيف

تقمص دور «المفتش كرومبو» واتهم سوريا بامتلاك أسلحة كيماوية

أهانهُ «القذافى» فتآمر مع الناتو ضد ليبيا.. ويحرض الأمريكان على مواصلة ضرب سوريا

حاول بث شائعة تقول إن ضربات العدوان الثلاثى على سوريا بموافقة روسية 

اعتبر «عمرو موسى» أن النظام الليبى يزداد غطرسة فى مواجهة من أسماهم بمناضلى الحرية
 
فكر قليلا لو أردت أن تتحدث كثيرا.. نصيحة قدمها كل من تابع أزمة عمرو موسى الجديدة، وهى الأزمة التى أثارها الأمين العام السابق للجامعة العربية، بعد اتهامه لسوريا بامتلاك أسلحة كيماوية، متناسيا دوره الدبلوماسى ومرتديا عباءة «المفتش كرومبو»، وهى الأزمة التى كشفت عن «إدمان» موسى للظهور الإعلامى، الذى انحسر عنه عقب أزمة زعمه جلب طعام خاص للزعيم الراحل جمال عبدالناصر من الخارج، وهو ما أورده فى مذكراته.
 
بدأت الأزمة الجديدة عندما أصدر موسى بيانًا يحمل الكثير من التحامل غير المبرر على سوريا، وكأنه لم يتعلم من درس الماضى القريب، فما أشبه الليلة بالبارحة عندما أيد ضرب طائرات الناتو لليبيا، ما تسبب فى استباحة أراضى دولة عربية بغطاء من الجامعة العربية التى كان يشغل منصب أمينها العام.
قال «عمرو موسى» فى بيانه الذى نشره عبر صفحته الشخصية « فيس بوك»: «الغارات الثلاثية ضد مواقع فى سوريا ترسل رسائل متناقضة، أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ولكنها فى الواقع تمثل رداً غَيْرَ مؤثِّر.»
 
الغريب فى حكم موسى امتلاك سوريا لأسلحة كيماوية- مستبقا حتى التحقيقات الدولية بهذه الشأن- على الرغم من وجود تأكيدات أن قضية الكيماوى هذه ليست إلا أكذوبة جديدة ومبرر لضرب سوريا، كما حدث من قبل فى العراق، ما يكشف عن رغبة «موسى» فى إحداث فرقعة إعلامية يعود بها مجددا إلى المشهد، ويغازل فى الوقت ذاته الأمريكان، ومتبنيا وجهة نظرهم الخاطئة دون مبرر واضح.
 
كما يتضح من استخدام «موسى» لعبارة «رد غير مؤثر» إنه كان يريد للعدوان الثلاثى على سوريا أن يرد بضربات أكثر ضراوة وعنفا، ما يحمل تحريضا مباشرا تجاه دمشق.
 
وحمل بقية نص بيان عمرو موسى نفس التحريض ضد سوريا وتبنى وجهة النظر الغربية، واستبق نتائج التحقيق فيما تردد عن استخدام الجيش العربى السورى لأسلحة كيماوية بالفوطة الشرقية، حيث تابع موسى قائلا فى بيانه: «إذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام السلاح الكيماوي؛ فإن هناك إذن ضوءٌ أصفر وليس أحمر إزاءَ هذا الاستخدام - إذا كان قد حدث بالفعل- وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج « العقاب» الأمريكى، وثالثهما أن إبلاغ روسيا مسبقا بالغارات ونطاقها، يعنى أن الأمر لن يستدعى تصعيداً أو صداما أمريكيا أو غربياً مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن.. إلخ، ورابعها، أن هناك عنصر «حفظ ماء الوجه»؛ خصوصا بعد أن توعد الرئيس ترامب على تويتر بإجراء عسكرى قريب، وخامسها، هناك تأكيد لتفاهم أمريكى روسى، تأخذه بالحسبان تركيا وإيران على أطر التصرف فى سوريا وحدوده دون الاهتمام بدور عربى.
 
وتابع البيان أنه يلاحظ عدم مساس الغارات بأية مواقع إيرانية أو تابعة لها، وسادسها: القمة العربية غداً، وهى بالطبع مطالبة بصياغة رد الفعل العربى لهذه التطورات، كما أنها مطالبة باتخاذ موقف واضح من الاستخدام المحتمل للأسلحة المحرمة، والمهم هو أن تطالب القمة بمقعد عربى على مائدة نقاش مستقبل سوريا».
 
جدير بالذكر أنه فى 12 مارس 2011، وفى مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، حيث كان «عمرو موسى» يشغل منصب الأمين العام للجامعة العربية، فقد دعا إلى فرض منطقة حظر جوى على ليبيا معربا عن أمله فى أن تلعب الجامعة العربية دورا فى إقامتها!
الفضيحة التى نشرتها «دير شبيجل» تضمنت تحريضا واضحا من عمرو موسى ضد ليبيا، والذى قال فى تصريحات للمجلة الألمانية «لا أعرف كيف ولا من سيفرض هذه المنطقة، سنرى ذلك؟ الجامعة العربية يمكنها أيضا أن تلعب دورا، هذا ما أدعو إليه، كما أننى أتحدث عن تحرك إنسانى، تتعلق المسألة مع منطقة حظر جوى بمساندة الشعب الليبى فى نضاله من أجل الحرية وضد نظام يزداد تغطرسه».
 
اعتبر «عمرو موسى» أن النظام الليبى يزداد غطرسة فى مواجهة من أسماهم بمناضلى الحرية، رغم معرفته المؤكدة بأنهم مجموعة من المرتزقة الإرهابيين المدعمين من قطر وتركيا.
 
وحتى ندرك جريمة عمرو موسى فى حق الشعب الليبى وإسباغه شرعية على ضرب الناتو لليبيا، ما أدى فى نهاية الأمر إلى المزيد من الفوضى ومقتل العقيد «معمر القذافى» فى مشهد بربرى متوحش على أيدى هذه العصابات الإرهابية إعلانه وقتها وهو الأمين العام الجامعة العربية معارضته للتدخل العسكرى بليبيا، إلا أنه أيد إقامة منطقة حظر جوى تقضى بمنع الطيران فوق منطقة محددة، بهدف منع الطائرات الليبية من قمع المدنيين وفق زعمه.
 
ولم تكن ليبيا هى الضحية الوحيدة لتصرفات وتصريحات عمرو موسى، فقد استدار ناحية اليمن وبشر بالخراب الذى سيضربها، وعاد ليصف الرئيس الليبى الراحل بأنه ينقصه الوعى الذى أبداه الرئيس بن على فى تونس، والرئيس مبارك فى مصر، من خلال «الاستقالة»، مؤكدا أن «العدوى ستنتقل فى العالم العربى وسيسقط قادة مستبدون آخرون فهى ليست سوى البداية، كما أن الوضع فى اليمن بالغ التوتر».
 
وفى مذكراته التى حملت عنوان «كتابيه» اعترف عمرو موسى بإهانة القذافى له خلال لقائه الأول بالرئيس الليبى الراحل حينما كان وزيراً للخارجية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث ألمح «موسى» إلى أن الزعيم الليبى أهانه بالنظر إلى الأعلى وعدم والاهتمام به، نتيجة اعتقاده – أى القذافى- بأن عمرو موسى مبعوث أمريكى للقيام بمهمة ما!
التقى «موسى» القذافى فى طرابلس بعد فترة من تعيينه وزيراً للخارجية، حيث قال عمرو موسى عن هذا اللقاء: «جاء الدور على ليبيا فى سلسلة الزيارات الخارجية التى قمت بها فور تعيينى وزيرا للخارجية، توجهت إلى طرابلس، أوصلونى إلى خيمته، جلست أمامه، لكننى فوجئت به ينظر إلى السماء، ويتجنب النظر ناحيتى؛ لأننى كنت وقتها فى نظره «أمريكانيا» أو ربما عميلا، بالطبع مثل هذه الحركات لم يكن واردا أن آخذها بجدية أو أن أهتم بما تعنيه، فقد كان قرارى ألا أفتح معه موضوع اتهاماته لى، رأيت أنه لا يجب ولا يليق أبدا أن أضع نفسى فى موضع الدفاع أو موضع التبرير، ويتابع «موسى» فى مذكراته: «فور تعيينى وزيرا للخارجية، جرت شائعة قادها الرئيس الليبى الراحل، معمر القذافى، مؤداها أن عمرو موسى القادم من نيويورك لترأس الدبلوماسية المصرية ما هو إلا «مبعوث أمريكانى لمصر»، معتقدا ربما أن نيويورك هى عاصمة الولايات المتحدة لا مقرا للأمم المتحدة، التى كنت أمثل بلادى فيها! كان هذا الكلام مفاجئا لى، ولكل من يعرفنى من الدبلوماسيين العرب».
 
يتابع «موسى»: «بعد تعيينى بفترة قصيرة جاء القذافى فى زيارة إلى القاهرة، نصب خيمته الشهيرة فى قصر القبة الرئاسى؛ ولأنه كان يتشكك فى شخصى وفى نواياى أرسل هدايا تذكارية «ساعة يد» لكبار المسئولين المصريين، أعضاء الوفد الرسمى الذى خاض مباحثات مع الوفد المرافق له إلا وزير الخارجية، وفى ذلك الوقت كان قد وصلنى ما يردده بشأنى، لكننى لم أحاول أن أنفيه إطلاقا تجاهلت الأمر تماما عندما التقيته فى مصر، ومن قبل، ومن بعد، عندما التقيته فى طرابلس أو فى غيرها، ربما عكس ما توقعه هو أو ما أراده».
 
يضيف « موسى» فى «كتابية»: «بعد أن ظهرت توجهاتى ومواقفى فى الأطر العديدة للدبلوماسية العربية والدولية، قال القذافى: «كنت متحفظا إزاء عمرو موسى؛ لاعتقادى أنه أمريكانى، لكننى أدركت كم كنا مخطئين؛ لأن التجربة أثبتت أن موسى رجل وطنى صميم بعد نحو سنة وجدته يرسل لى بدون مناسبة «ساعة»، وكانت هى ساعة اليد، التى احتفظ بها ولم يهدها لى فى زيارته للقاهرة، باعتبار أنه اكتشف أننى عربى لا «أمريكى.»
يبدو أن «عمرو موسى» لم ينس إهانة القذافى له لذلك سارع باتخاذ نفس موقف حلف الناتو مبررا الهجوم على ليبيا وإراقة دماء عشرات الآلاف من الشهداء، وهو الموقف نفسه الذى عاد بعد سنوات من خراب ليبيا ليتخذه ضد الرئيس بشار الأسد والجيش العربى السورى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق