عفوا رونالدو وميسى.. إنه زمن الفرعون المصرى
الثلاثاء، 24 أبريل 2018 07:00 م
البطل الأبرز فى صفوف «الريدز»
قبل عشر سنوات توج «رونالدو« بالكرة الذهبية الأولى فى تاريخه، وقت أن كان لاعبًا بين صفوف «مانشستر يونايتد» الإنجليزى، ثم احتكرها «ميسى» 4 سنوات متتالية قبل أن يستعيدها «رونالدو»، وهكذا سار الأمر منذ عام 2008، حيث وزعت 10 كرات ذهبية، وجائزتان «للفيفا» لأفضل لاعب، وجائزتان أيضا من فئة «الأفضل»، أى ما مجموعه 14 جائزة تقاسمها «رونالدو وميسى».
ويبقى سؤال ظلت تطرحه جماهير وعشاق كرة القدم فى جميع أنحاء العالم، ألا وهو، ألا يوجد نجوم فى العالم غير ميسى ورونالدو؟، ومتسائلين عن أجويرو، ودى بروين، وباولو ديبالا ونيمار وجريزمان ونجولو كانتى، من جوائز الكرة العالمية، ونجوم كثر مروا وصالوا وجالوا فى الملاعب العالمية، إلا أن بريق الثنائى غطى على الجميع.
ظاهرة امتدت عبر تاريخ الساحرة المستديرة لتستقطع منها عشر سنوات كاملة من الصراع، ليس بين اللاعبين وحسب، بل اشتعل بين أنصارهما على امتداد خريطة العالم، وفى كل بقعة من بقاعة، وليس الأمر منحصرًا بين عشاق البارسا والريال أيضًا، بل هو ممتد لكل من ينتمى لعالم الساحرة المستديرة.
ربما حان الوقت لتطرأ ظاهرة جديدة تنتزع العالم من هذا الصراع الطويل والممتد على مدار السنوات العشر الماضية، ولم يكن يتخيل أبرز المتفائلين أن يكون بطل هذه الظاهرة النجم المصرى محمد صلاح، الجناح الطائر لمنتخب الفراعنة وليفربول الإنجليزى، والذى يقدم أفضل مواسمه مع ناديه الموسم الجارى، ولا يدخر جهدًا فى الإبداع والإمتاع على المستطيل الأخضر.
الفرعون المصرى أحرز حتى الآن 30 هدفا بالدورى الإنجليزى، و40 هدفًا بشكل عام، بمعدّل 0.94 هدف فى المباراة الواحدة، رغم أنه ليس بالمهاجم الصريح، وقدّم صلاح 9 تمريرات حاسمة، فى ليفربول، وتبلغ نسبة تسديده الناجح 49 ٪، علمًا أنه سدد 128 كرة، 63 منها بين الخشبات الثلاث، وأصاب إطار المرمى 3 مرات، بيد أنه أهدر 20 فرصة خطيرة للتسجيل.
المثير فى أداء صلاح أنه لم يتلقّ بطاقة صفراء واحدة حتى الآن، لكن تقدّمه نحو الأمام يحدّ كثيرًا من واجباته الدفاعية، وهو الذى صنع 10 فرص خطيرة أمام المرمى، وبلغ معدّل تمريراته 27.03 فى المباراة الواحدة.
محمد صلاح احتل صدارة هدافى «البريميرليج» وحطم العديد من الأرقام القياسية لنجوم كبار، فى مقدمتهم كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، والتى حققها وقت أن كان لاعبًا بين صفوف مانشستر يونايتد فى الدورى الإنجليزى، وربما حان الوقت ليتسلم محمد صلاح راية الساحر البرتغالى.
إنجازات محمد صلاح التى تتحدث عن نفسها، جعلته محط اهتمام الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة، حيث تهافتت الأندية على التعاقد مع النجم المصرى الذى أصبح البطل الأبرز فى صفوف الريدز خلال أقل من موسم، فلم يكمل الفيرارى موسمه الأول مع ليفربول بعد، وعلى الرغم من ذلك أصبح اللاعب الأكثر تأثيرًا بين صفوف فريقه، ونجح فى قيادة الريدز من بعيد إلى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، لترتفع طموحات الجماهير بحصد اللقب السادس بدورى الأبطال بوجود محمد صلاح. وربما يعتبر الإنجاز الأبرز والأعظم فى حياة محمد صلاح، هو مساهمته البارزة فى تأهل المنتخب الوطنى لكأس العالم بروسيا الذى يقام يونيو المقبل، بعد غياب دام لـ 28 عامًا كانت مصر تخرج خلالها من التصفيات الإفريقية للمونديال، قبل أن يعيد صلاح الأمل بهدفيه فى شباك الكونغو فى الوقت القاتل، معلنًا تأهل الفراعنة للمونديال.
النجم المصرى لم يدخل فى سباق على جائزة منذ بداية الموسم الجارى إلا وانتزعها بجدارة واستحقاق، حتى ولو كان منافساه ميسى ورونالدو، وهو ما حدث فى بطولة دورى أبطال أوروبا، التى حصد فيها الفرعون المصرى لقب لاعب الجولة أكثر من مرة فى حضور الثنائى، وقبل وداع برشلونة وميسى للتشامبيونزليج على يد روما فريق صلاح السابق.
وبات «فيرارى الفراعنة» قريبًا من حصد لقب أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى، بعدما أنصفته الأرقام سواء فى المشاركة أو الأهداف على منافسيه الخمسة، البلجيكى كيفن دى بروين، الإسبانى ديفيد سيلفا، الألمانى ليرونى سانى، الإنجليزى هارى كين، وأخيرًا ديفيد دى خيا.
البطل المتوج بجميع الجوائز التى نافس عليها وربما كان أبرزها أفضل لاعب إفريقى فى القارة السمراء عن العام الماضى، مع تفوقه على ميسى مؤخرًا فى جائزة الحذاء الذهبى، من المؤكد أنه جدير بالكرة الذهبية لينهى هيمنة دامت طويلا لميسى ورونالدو.