سلام على أُمة تاهت
الإثنين، 23 أبريل 2018 10:00 م
هنالك العديد من الأحداث الكارثية التى شهدها العالم الإسلامى والعربى على مدار تاريخه، منها ذلك الذى حدث يوم ٢٩ أغسطس من العام ١٨٩٧، وهو التاريخ الذى شهد عقد أول مؤتمر صهيونى برئاسة مؤسس الحركة الصهيونية «تيودور هرتزل» فى مدينة بازل بسويسرا، لإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
ذلك المؤتمر، تم خلاله الإعداد للخطوة الأولى من أجل إقامة وطن قومى لليهود بإسقاط الدولة العثمانية بداية من عام ١٩٠٨ إلى عام ١٩٢٣ حيث كانت فلسطين تحت الحكم العثمانى.
فى ذلك الوقت، دعا رئيس وزراء بريطانيا اليهودى الصهيونى «كامبل بييرمان»، إلى اجتماع أطلق عليه «مؤتمر لندن» فى سنة ١٩٠٥ واستمرت جلساته حتى سنة ١٩٠٧ وضم المؤتمر الدول الاستعمارية: «بريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، وإسبانيا، وإيطاليا» لإسقاط الدولة العثمانية وتقسيم الوطن العربى.
فى ذلك الحين قرر المؤتمر ما يلى:
بما أن قناة السويس ممر تجارى دولى يربط بين الشرق والغرب، وتسكن حولها شعوب عربية ذات تاريخ واحد ودين واحد وثقافة ولغة واحدة، ما يهدد أمن قناة السويس.
لا بد من زرع شعب غريب عن العرب فى فلسطين، ليقسم العالم العربى بين مشرقه ومغربه، ولذلك اتخذ المؤتمر قرارًا بإقامة وطن لليهود فى فلسطين يحقق أهدافهم وقيام دولة إسرائيل.
وبدأت خطة إسقاط الدولة العثمانية بتشجيع القوى الليبرالية وخلق تنظيمات تطالب بالحرية وتنادى بالثورة ضد السلطان العثمانى واستطاعوا اختراق المنظومة الحاكمة، وبدأ الثوار يطالبون بدستور جديد، وتعاونت الدول الغربية بتشويه صورة النظام الحاكم، بالشائعات وفبركات جرائم الحكم وإعداد أرضية لإسقاطه.
نجح المستعمرون الغرب فى طرد السلطان عبدالحميد سنة١٩٢٤.
وعد «أرثر جيمس بلفور» بتاريخ ٢/نوفمبر/١٩١٧ تنفيذا لمقررات مؤتمر لندن.
اتفاقية سايكس بيكو عقدت بين بريطانيا وفرنسا سنة ١٩١٦ لتقسيم العالم العربى ولتهيئة الأرضيّة لقيام دولة إسرائيل وكانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى حيث خرج الإنجليز من فلسطين بتاريخ ١٤/مايو/١٩٤٨ وتم تسليمها لليهود.
قام الثوار الفلسطينيون سنة ١٩٣٦ إلى سنة ١٩٣٩ضد اليهود لتحرير فلسطين منهم.
بعد ثورة يوليو 1952 استطاعت إسرائيل أن تنمو وتكبر فى ظل الانشقاق العربى وصراعهم مع بعضهم كما يحدث الآن، وستظل الدول الغربية وأمريكا تحتضن إسرائيل وتدعمها بكل قوة بمساعدة العرب لكى تكون القوة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط لإخضاع الشعوب العربية لتلبى كل المشاريع الاستعمارية والسيطرة الكاملة على ثروات الدول العربية من بترول وغاز وأموال فائضة حتى يتحقق لها الهدف الأكبر لتمتد من النيل إلى الفرات بمساعدة الدول العربية وتوجيهات وأوامر القوى الغربية.
والسلام على أمة تاهت وضاعت ليس لديها وقت تفكر فى المستقبل أو كيف تتحد أو تبحث القواسم المشتركة الدفاعية والاقتصادية والمصيرية، خاصة بعد أن أصدرت القمم العربية فى اجتماعات الجامعة العربية ثلاثة قرارات مصيرية إحداها بدعم غزو العراق، والثانى بتأييد ضرب سوريا وتفتيتها، والثالث الموافقة على ضرب ليبيا وتمزيقها، وهكذا وإلى متى وكيف يحين موعد الاستيقاظ؟