ضحية الآهات والمكالمات الساخنة
الإثنين، 23 أبريل 2018 04:00 م
أنا كأى امرأة تخاف على سمعتها وعدم افتضاح سرها أمام أهلها وعملها فقد أخذوا مجوهراتى وحاولوا ابتزازى
هذه جريمة عام 2018 حديثة وغريبة ولا تصدق ولكن حدثت
صاحبة هذه الجريمة امرأة قاربت على الأربعين من عمرها، ولديها ثلاثة أطفال، أكبرهم فى إعدادى، والأصغر فى الحضانة، فلم تكن شابة طائشة بلهاء، استقبلت فى الثامنة صباحا سيارة النجدة بعد أن استغاثت بها، فهى تسكن فى العجوزة، وتسيطر عليها حالة من الفزع والبكاء، وهى تحتضن إلى صدرها أطفالها الصغار.
قالت لضابط النجدة: أنا أقيم فى العجوزة، وعندما حاولت الخروج بأولادى إلى المدرسة، اعترضت طريقى سيدتان شقيقتان صفية وسلمى، وقامتا بسبى ومنعى من الذهاب إلى عملى، ومنع أطفالى من ركوب أوتوبيس المدرسة، وعندما شاهدتا سيارة النجدة هربتا.
لغرابة البلاغ اصطحبوا صاحبة البلاغ إلى رئيس المباحث، بدأت تروى أغرب بلاغ أو تهديد يقع على مواطن وهتك حياته الشخصية وابتزازه والتعرض لحياته، قالت: أنا موظفة فى إحدى الشركات، فوجئت اليوم بهاتين السيدتين تعتديان علىَّ بالسب ومنعانى من الخروج، وفى يد كل منهما عصى، تهددانى بها، قاطعها رئيس المباحث لماذا، وما هى صلتك بهما؟ ردت فى خجل جيرانى فى الشارع، سألها مرة أخرى هل يوجد بينكما خصومة أو خلافات سابقة، قالت منذ شهور حررت لهما محضرا فى القسم لأنهما أجبرانى على التوقيع على شيك بمبلغ 50 ألف جنيه، اندهش المحقق، وقال إزاى فقالت: الحكاية بدأت منذ حوالى عام بعد طلاقى من زوجى، وكنت وحيدة وجريحة وغارفة فى مشاكل أولادى الثلاثة، حتى استيقظت من نومى فى إحدى الليالى، وفى ساعة متأخرة من الليل على تليفون، وكان صوتا هامسا يذوب رقة وحنانا وبمشاعر الأنثى المحرومة، تعلقت بهذا الاتصال، فقد كان يؤنس وحدتى، ويملأ فراغى، تكررت الاتصالات، وطالت الأحاديث وتعارفنا.. إعجاب ثم همسات حب، وغرقت معه، ولم أشك أنه كان يلعب بعواطفى، وقد أخبرنى أنه مدرس، ويعمل فى إحدى دول الخليج، وأنه يبحث عن عروس تؤنس وحدته، وطال بنا الحديث الذى بدأ برقم خطأ، واستمرت الأحاديث بيننا، ويسألنى على أوصافى بعد أن أحب صوتى، وطلب منى الزواج، حدثته عن كل حياتى وأننى مطلقة، ولدى ثلاثة أطفال، طالت بيننا المراسلات والاتصالات، وكنت أنا من ناحيتى أسجل كلماته، وانتظرت حضوره، وفستان الفرح الذى حدثنى عنه، وفى اليوم الذى انتظرته رن جرس الباب، وقفز قلبى فى صدرى فرحا، هذا هو العريس حاملا معه سعادتى، وفتحت بابى، فرأيت السيدتين صفية وسلمى، والغضب مرتسم على وجهيهما، وقالتا فى صوت كان يوقظ سكان العمارة، «يا شيخة خافى من ربنا إنت مفيش فى قلبك رحمة عايزة تخطفى زوجى منى مفيش أخلاق»، حاولت أن أفهم إيه الحكاية، ولماذا تتهماننى هذا الاتهام، ولكنهما دفعتا بى داخل شقتى، والقيتا فى وجهى، وأمام أطفالى مجموعة شرايط كاسيت وخطابات بخط يدى، سمرت قدمى من هول المفاجأة، إنها خطاباتى لعريس التليفون، وتصورت أننى فى مشهد من فيلم، وفى ابتسامة ساخرة، قالت إحداهما: «مصطفى هذا زوج أختى سلمى، أنت بتطارديه بجوابات ومحادثات فى التليفون، عايزة تتجوزيه، خافى من ربنا»، وكانت هذه بداية عذابى.
وقالت: «أمامك حل واحد لكى أعطيك هذه الشرايط والرسايل، وقعى على هذا الشيك بـ 50 ألف جنيه، وانسى موضوع الزواج، وإلا سوف أذهب إلى أهلك ومطلقك وعملك وأوزع عليهم هذه الآهات والهمسات الملتهبة يا امرأة يا مراهقة» فى غمرة المفاجأة، اضطررت للتوقيع على الشيك رغم أننى لا أملك رصيدا بالبنك، تصوت أن المهزلة انتهت عند هذا الحد بعد أن أعطيتهما مجوهراتى كلها التى تقدر بـ 50 ألف جنيه، واحتفظتا بالشيك أيضا، ولكن استمرت التهديدات والابتزاز وكشفت اللعبة، وتبين لى أنها عصابة من زوج وزوجته وشقيقتها، وظلوا يطاردوننى، ليستولوا على أى مبلغ معى.. يا سيدى إنها عملية سلب الأموال والابتزاز، فالزوج يلقى شباكه على الضحية وضحاياه من الأرامل والمطلقات وكبار السن ويخدعهن بالزواج، ويطارحهن الغرام فى التليفون وفى نفس الوقت يقوم بتسجيل هذه الأحاديث على شرائط ويطبع منها نسخا متعددة، ويقدمها لزوجته وأختها لتهديد الضحية بالفضيحة أو التشهير.
سألها رئيس المباحث لماذا لم تلجأ إلى الشرطة منذ بداية التهديد؟
قالت: أنا كأى امرأة تخاف على سمعتها وعدم افتضاح سرها أمام أهلها وعملها فقد أخذوا مجوهراتى، وكل مبلغ أمتلكه، ووقعت على الشيك كمان، ولكن عندما يمنعونى من النزول وبالضرب أنا وأولادى فلم أستطع الصبر على ابتزازهم لى، فأنا مررت بأيام بعد طلاقى كلها مرارة ووحدة ولا يعوض المرأة الأمان والراحة إلا وجود رجل فى البيت إنه عالم المرأة ودنياها، وتصورت أننى سأتزوج مرة ثانية، ولم أتصور أننى سأسقط بين عصابة مكونة من زوج وزوجته وأختها، لذلك لجأت إلى حمايتكم، هذه جريمة عام 2018 حديثة وغريبة ولا تصدق، ولكن حدثت.