سوريا بين معارك التحرير من داعش وإجلاء مسلحي المعارضة.. ومؤشرات حرب "تل أبيب وطهران" داخل دمشق

تعيش سوريا بين معارك يخوضها الجيش السوري ضد تنظيم داعش، وبين احتمالية صدام مباشر بين تل أبيب، وإسرائيل، داخل الأراضي السورية، بجانب استمرار عمليات إجلاء المسلحين التابعين للمعارضة السورية.

في هذا السياق ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن وحدات الجيش السوري بدعم من سلاح الجو واصلت عملياتها العسكرية على محاور جنوب العاصمة دمشق محققة اختراقات جديدة مع تراجع فرصة التسوية في حي الحجر الأسود، لافتة إلى أن وحدات الجيش السوري تقدمت إلى حي الحجر الأسود من ثلاثة محاور وهي محور حي المأذنية ومحور حي العسالي وأيضا محور الجورة حيث تعمل قوات الاقتحام في الجيش السوري على قطع التواصل الجغرافي بين المجموعات المسلحة.

وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن التعليمات التي تلقاها مقاتلي تنظيم داعش في الحجر الأسود هي القتال حتى الموت وعدم الانسحاب، وهذه المجموعات تمتلك مفخخات حاولت استخدام ثلاث منها ولكن الجيش السوري تمكن من تدميرها قبل وصولها إلى أهدافها.

يأتي هذا فيما كشفت روسيا، عن عدد المسلحين الذين تم إجلائهم خلال الفترة الأخيرة من مدينة القلمون الشرقي بمحافظة ريف دمشق السورية.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وزارة الدفاع الروسية، تأكيدها خروج أكثر من 1150 مسلحا وعائلاتهم من القلمون الشرقي بمحافظة ريف دمشق السورية خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، على مدار 24 ساعة، أشرف المركز ووحدات الشرطة العسكرية الروسية على انسحاب 1156 مسلحا وعائلاتهم من القلمون الشرقي عبر ممر الرحيبة الإنساني، بعد اتفاق جرى التوصل إليه مع القوات السورية برعاية روسية، لافتة إلى أن 35 حافلة نقلت 1117 شخصا إلى عفرين، بمحافظة حلب، فيما تم نقل 39 آخرين إلى مخيم الركبان للنازحين قرب منطقة التنف.

يأتي هذا وسط حرب تصريحات بين إيران وإسرائيل مستمرة، والتوعد بنشوب حرب بينهما تتواصل، بل تزداد حدتها، في ظل التهديدات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الأخيرة.

من جانبه قال محمد حامد، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، إن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن هناك حرب مباشرة ستندلع بين إيران وإسرائيل في سوريا، إلا أنه من الصعب التنبؤ بموعدها، متابعا:"نحن في حالة حرب خفية وغير مباشرة في سوريا، وهناك حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل".

وأضاف الباحث في شؤون العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن هذه الحرب غير المباشرة بين إسرائيل وإيران قد تتبلور إلى حرب مباشرة، خاصة بعدما قصفت تل أبيب مطار تيفور السوري، حيث بدأ الحديث منذ حينها عن حرب بين إيران وإسرائيل، وهو ما سيخفض الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة أن تل أبيب تسعى لكسر أي نفوذ إيراني في سوريا.