قيادي كردي إيراني: النظام الإسلامي في إيران لا مستقبل له
الإثنين، 23 أبريل 2018 02:00 ص
أكد الدكتور آسو حسن زاده، نائب أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران، أن الإحتجاجات المتجددة في إيران ضد النظام والتي تنتشر من طهران إلى كردستان إلى الأهواز، تؤكد أن الشعب الإيراني وصل إلى نقطة اللاعودة مع نظام الملالي، بسبب فشله في تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية وتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
وشدد زاده على أن النظام الإسلامي في إيران لا مستقبل له، والمواطنون سئموا من ألعابه الداخلية والخارجية، ومن سياساته العدائية ضد شعوب المنطقة.
وأوضح القيادي الكردي أن مطالب الشعب الكردي في إيران مشروعة، وأنه يناضل لتحقيقها منذ سنوات طويلة ولن يتراجع عن نضاله.
مطالبًا المعارضة ببلورة مشروع سياسي يستند عليه الحراك، وبوضوح الوحدة في المشروع والرؤية، والاستعداد والعمل للوصول إلى اللحظة التي يسقط فيها هذا النظام.
كيف تنظر إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران وآخرها في الأهواز؟ وما الذي يميزها عن غيرها من الحركات الاحتجاجية السابقة؟
هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الشعب الإيراني ويتظاهر ضد نظام الجمهورية الإسلامية، إلا أن الحركة الحالية تختلف من نواح عديدة عن الاحتجاجات التي جرت في الماضي، فحجم الاحتجاجات غير مسبوق لأنه يغطي معظم المدن في إيران ولو بشكل دوري ومتقطع . كما تحظى المظاهرات بشعبية كبيرة، بمعنى أنها لا تقتصر على طبقة إجتماعية أو أيديولوجية واحدة؛ حتى لو كان الدافع ونقطة انطلاق المظاهرات ذات طبيعة إجتماعية،هي عدم قدرة الحكومة على حل مشاكل الفقر والفساد. ويبدو أن الشعارات تأخذ منحىً سياسيًا.
وعلى النقيض من افتراض اندلاع المظاهرات من قبل المتعاطفين مع الجناح المتشدد للنظام ضد حكومة السيد روحاني، فإن المظاهرات تستهدف النظام بأكمله بما في ذلك زعيمه الأعلى آية الله خامنئي، ما يثبت أن الشعب الإيراني لم يعد يؤمن بإمكانية الإصلاح في ظل الجمهورية الإسلامية، وسئم من تناوب السلطة بين جناحي النظام. وهذا يأتي في وقت تبلغ فيه الاختلافات بين قادة النظام ذروته، فالخلافات بين أجنحة النظام والضغوط الدولية، لا سيما تضامن الإدارة الأمريكية، يظهر أن السياق الدولي ملائم لتحقيق تطلعات الشعب الإيراني. كل هذا يعطي فرصة لاستمرار أو حتى نجاح الحركات الإعتراضية الحالية. ومع ذلك علينا أن نقر بأن هذه الحركة تعاني عدة صعوبات، مثل عدم وجود تنظيم ثوري أو سياسي ينظمها ويوجهها توجيهًا واضحًا، بالإضافة إلى عدم وجود قيادة جاهزة لتحل محل هذا النظام.
من ناحية أخرى، على الرغم من أن الناس في إيران لم يعودوا خائفين من النظام، والنظام يتردد في الوقت الحالي لقمع الانتفاضات وسفك الدماء، إلا أنه عندما يصل الأمر إلى بقاء النظام فهو لن يتردد في قمع أي حركة إحتجاجية بعنف وهو المعروف بشراسته وقدراته القمعية التي يوظفها ليس فقط في إيران، بل في العراق ولبنان وسوريا واليمن، فلقد وصل إرهاب النظام الإيراني إلى أفريقيا، وبالتالي لن يكون مستغربًا أن يقمع النظام شعبه ويمارس إرهابه عليه.
في رأيك ما هو مستقبل الحركة الإحتجاجية في إيران؟
ـ حتى لو تمكن النظام من احتواء تأثيرات حركة الاحتجاج الحالية لفترة محدودة، فالشعوب الإيرانية وصلت إلى نقطة اللاعودة بسبب عدم قدرة النظام على التطور وتأمين الرفاه والديمقراطية للشعوب الإيرانية، وهدره مقدرات الشعب على مشاريعه التوسعية والعدوانية التي تستحضر العداوات للشعوب الإيرانية من شعوب الدول التي تتدخل فيها إيران. فالناس سئموا من ألعاب النظام الداخلية والإقليمية، هذه الجمهورية الإسلامية لا مستقبل لها، عاجلاً أم آجلاً يجب استبدالها ببدائل ديمقراطية.
على ماذا يعتمد نجاح هذه الحركة الاحتجاجية؟
يعتمد مستقبل ونجاح الحركة الحالية على ثلاثة عوامل، أولها قدرة المواطنين على مواصلتها وفقًا لخطة عمل واضحة ومنسقة. والثاني هو قدرة المعارضة الإيرانية بجميع مكوناتها والتوحد وأن تصبح معارضة فعالة لديها القدرة على تقديم بديل موثوق به. أما الثالث فهو موقف المجتمع الدولي والمساعدة التي يمكن أن يقدمها في حال قرر النظام وضع حد لصعود الحركة الشعبية بالنار والسيف.
كيف يقيم أكراد إيران تلك الإضرابات المجتمعية والحركات الإعتراضية في إيران؟
لدى أكراد إيران تاريخ من الكفاح المنظم ضد الجمهورية الإسلامية لفترة طويلة من الزمن، وحركتهم الإعتراضية أكثر ثراء وفاعلية وتنظيمًا من بقية الحركات السياسية. بمجرد وصول هذا النظام إلى السلطة، كان الأكراد هم الجزء الوحيد من الشعب الإيراني الذي قال "لا" لنظام الخميني، وبدأ بالمقاومة ردًا على تعنت النظام الذي رفض الحل السلمي ونعتهم بالكفر والإلحاد، وشن عليهم حربًا دينية، وقدم الكرد خيرة قادتهم على مذبح حرية إيران فهذا النظام اغتال سكرتيرين لحزبنا هما الدكتور عبد الرحمن قاسملو والدكتور صادق شرفكندي. كانا دائمًا مستعدين لحل المشاكل من خلال الوسائل السلمية والسياسية، وكان النظام دائمًا مستعدًا للرد على رغباتنا السلمية بالرصاص والقمع والإرهاب وتعليق المشانق والمحاكمات غير العادلة.
وفي الصيف الماضي فقط، وتضامنًا مع استفتاء الاستقلال في كردستان العراق، واحتجاجاً على موقف قوات الأمن الإيرانية التي تطلق النار على الأبرياء خاصة في المناطق الحدودية يوميًا، وقعت عدة حركات احتجاج في كردستان الإيرانية. ويوجد المئات من النشطاء السياسيين والمدنيين في السجون الإيرانية بشكل دائم، حيث المئات منهم مهددين بخطر الإعدام.
ماذا يريد أكراد إيران؟
يريد الأكراد الإيرانيون بوضوح الإطاحة بهذا النظام واستبداله بنظام ديمقراطي يمكنهم من خلاله تحقيق مطالبهم القومية، إلا أن المشاركة الكردية حتى الآن تضامنية مع المدن الإيرانية في طهران سابقًا واليوم في الأهواز، ولم تتطور بعد إلى حركة إحتجاج كاملة تعم كل كردستان إيران، وذلك خوفًا من أن نترك وحيدين في المواجهة كما يحصل كل مرة، فقوات أمن النظام تطلق النار على المتظاهرين بسهولة أكبر في كردستان، وبالمناسبة كل الناس تقريبًا الذين قُتلوا في الإحتجاجات الماضية ما قبل الإحتجاجات في الأهواز الآن هم الذين تظاهروا في المناطق الكردية في لورستان وخوزستان، حيث ثقل التنظيمات الكردية والحركات الإحتجاجية منظمة فيها وفي بعض الأحيان محمية بوحدات قتالية صغيرة دفاعية، الناس في تلك المناطق يعرفون بوضوح ماذا يريدون. ومن المفهوم عدم التسرع في الانضمام إلى الحركة الإحتجاجية الحالية دون بلورة مشروع سياسي يستند عليه الحراك، إلا أن ما ينقصنا بوضوح هو الوحدة في المشروع والرؤية، وعلينا الاستعداد والعمل للوصول إلى اللحظة التي يسقط فيها هذا النظام وهي لن تكون بعيدة إذا أحسنت المعارضة الإيرانية التصرف.