بدلوا «الأشهر الحرم» وفق حروبهم.. كيف كان يحسب العرب أيامهم ولياليهم قبل التقويم الهجري ؟

السبت، 03 فبراير 2018 01:00 م
بدلوا «الأشهر الحرم» وفق حروبهم.. كيف كان يحسب العرب أيامهم ولياليهم قبل التقويم الهجري ؟
عنتر عبداللطيف

 
انعقد فى مكة اجتماع ضم سادة قبائل العرب،بهدف توحيد أسماء أشهر التقويم، فقد كانت كل قبيلة عربية ترتب أسماء الشهور حسب ظروفها، ما أثر بشكل سلبى  على تنظيم أمور الحج ، وكان ذلك فى سنة 412 ميلادية، فى زمن كلاب بن مرة خامس جد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، طبقا لما ذكره «البيرونى» فى كتابه «الآثار الباقية عن القرون الخالية».
 
قال الله تعالى : «إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» التوبة/37 .
 
وقد اختلف أهل العلم في المراد بـ «النسيء» في هذه الآية على عدة أقوال أشهرها منها أن العرب كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر ، فيحرمونها بدلها ، ويحلون ما أرادوا تحليله من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك ، ولكن لا يزيدون في عدد الأشهر الهلالية شيئا ، فكانوا يحلون المحرم ، فيستحلون القتال فيه؛ لطول مدة التحريم عليهم بتوالي ثلاثة أشهر محرمة «وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم»، ثم يحرمون صفر مكانه ،فكأنهم يقترضونه ثم يوفونه. 
 
 
 وكان العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة القمرية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية، وكان فيها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الغارات والسلب وقطع الطريق. 
 
يقول «المسعودى» فى كتابيه«المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام»، و«مروج الذهب»إن:« حكام العرب كان لهم تقويم آخر يعتمد على الأحداث المهمة فى حياتهم يؤرخون بها وهى: بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام .عام العذر، وهو العام الذى نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بنى حمير إلى الكعبة ،انهيار سد مأرب فى اليمن فى سنة ،وفاة كعب بن لؤى، الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،عام الفيل، وهو العام الذى ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ،حرب الفجار، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها، لتحارب قبائلهم فيما بينها فى الأشهر الحرم، واستمرت هذه الحرب مدة 4 سنوات كانت بدايتها ،إعادة بناء الكعبة، وتم ذلك فى عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق