مولد الحسين.. قصة زواج الإمام على من السيدة فاطمة الزهراء
الجمعة، 20 أبريل 2018 07:00 م
فى الثالث من شهر شعبان الرابع من الهجرة ولد الإمام الحسين، واستشهد في كربلاء في العاشر من المحرم سنة 61 هـ، عندما حاصره جيش يزيد بن معاوية بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص مع 72 من أهله وأنصاره ومنعوا عنهم الماء فما قصة زواج أبيه الإمام على من السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنهما ؟
لما بلغت السيدة فاطمة مبلغ الزواج تقدم لخطبتها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب فأجابهما رسول الله بقول جميل كما فى النسائى إنها صغيرة وفى رواية إنى أنتظر بها القضاء - وفق كتابلات إسلامية - وهنا أشار عمر بن الخطاب على عليّ بن أبى طالب أن يتقدم لخطبتها وقال له : أنت لها يا علىّ
فتقدم على لخطبتها وكان عمرها فى حوالى الثامنة عشرة من عمرها وكان علىّ فى الثانية والعشرين ،وروى أن نفرا من الأنصار قالوا لعليّ بن أبى طالب عندك فاطمة فائت رسول الله فسلم عليه وكلمه ،فذهب علىّ إلى رسول الله فما كاد علىّ يجلس حتى قال له رسول الله : «ما حاجتك يا ابن أبى طالب ؟ »فذكر علىّ فاطمة - رضى الله عنها - فقال رسول الله :«مرحبا وأهلا » ،ولم يرد ، وخرج على - رضى الله عنه - إلى أولئك الجمع من الأنصار وهم ينتظرونه قالوا : ما وراءك ؟ قال علىّ - رضى الله عنه - :« ما أدرى غير أن رسول الله قال لى : مرحبا وأهلا» قالوا: «أيكفيك من رسول الله إحداهما : أعطاك الأهل وأعطاك المرحب» ؟
وفى اليوم التالى وقف على رضى الله عنه قريبا من رسول الله فألقى عليه السلام ، ثم قال : أردت أن أخطب فاطمة يا رسول الله ،فالتفت إليه رسول الله برفق وحنان ثم سأله : «وهل عندك شىء؟»، فرد عليه علىّ قائلا : «لا يا رسول الله » ،فقال رسول الله : «فأين درعك التى أعطيتك يوم بدر؟ » ،فقال علىّ - رضى الله عنه - : «هى عندى يا رسول الله»،فقال رسول الله:«ائت بها»
فجاءه بها فأمره رسول الله أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها ، وعلم عثمان ابن عفان بما كان بين رسول الله وعليّ - رضى الله عنه - فاشتراها منه ابن عفان وبالغ فى الثمن ليمكنه من دفع ما يليق بصداق الزهراء فدفع إليه أربعمائة وسبعين درهما فدفعها علىّ كلها صداقا وتمت الخطبة وأعطى النبى لبلال - رضى الله عنه - مبلغا ليشترى ببعضه طيبا وعطرا ثم دفع الباقى إلى أم سلمة - رضى الله عنها - لتشترى ما يحتاج إليه العروسان من متاع وغيره
وقبل الحفل قال رسول الله لخادمه أنس بن مالك انطلق وادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من المهاجرين والأنصار ودعا أنس جميعا كبيرا من المسلمين ،فقام رسول الله خطيبا وقال :«الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المهروب إليه من عذابه النافذ أمره فى أرضه وسمائه الذى خلق الخلق بقدرته »، إلى أن قال : «إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبًا حقًا وأمرًا مفترضا وحكمًا عادلا وخيرًا جامعًا .. فقال الله عز وجل : « وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَ رَبُّكَ قَدِيرًا « ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ وأشهدكم أنى زوجت فاطمة من علىّ على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم».
فقال على : «رضيت يا رسول الله ثم خر ساجدا شكرا لله فلما رفع رأسه قال رسول الله: " بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب»
وتزوج على فاطمة وبنى بها بعد مرجع المسلمين من بدر فى محرم فى السنة الثانية من الهجرة وأولم عليها فذبح عليها كبشا أهداه إياه سعد بن عبادة الأنصارى وكان علي بن أبى طالب فقيرا ،قال علي بن أبى طالب : لقد تزوجت فاطمة وما لى ولها غير جلد كبش تنام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لى ولها خادم غيرها ،وأرسل رسول الله مع فاطمة عند زواجها بخملة ووسادة حشوها ليف وسقاء وجرتين فكان ذلك هدية زواجها.