قرارات الدوحة تخرج من أنقرة.. هكذا استثمرت تركيا أزمة قطر في خدمة مصالحها

لم يعد خفيا على أحد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصبح هو المتحكم الفعلى في الدوحة، حيث بات الأمير القطري تميم بن حمد، مجرد منفذا لأوامر الرئيس التركي، الذي أصبحت قواته تنتشر بشكل كبير في شوارع قطر.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن تركيا تعمل ما في وسعها لارتهان الموقف القطري ومنع الدوحة من قطع أي خطوات لتصويب علاقتها بالرباعي العربي المقاطع لها، موضحة أن أنقرة تقطع خطوات هادفة وبشكل متعمد لإبقاء الدوحة في حالة عزلة، وأن ذلك يظهر عبر تكثيف المناورات المشتركة واختلاق مبررات مستمرة لإجرائها بقطع النظر عن الحاجة إليها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن تركيا توظف قاعدتها العسكرية على الأراضي القطرية بشكل يثبّت الصورة القائمة في أذهان الخليجيين بأن قرار الدوحة لم يعد بيدها، وأنها صارت تحت حماية أنقرة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولفتت الصحيفة، إلى أن رئاسة الأركان التركية، أعلنت مشاركة قوات لها بالمناورات العسكرية شاهين-20 في دولة قطر، في الفترة من 22 إلى 29 أبريل الجاري، حيث ذكر بيان صادر عن الأركان التركية أن 3 مقاتلات من طراز أف 16 تابعة لسلاح الجو التركي، ستشارك في المناورات المذكورة. كما تشارك في المناورات عناصر دعم أخرى، إلى جانب جنود من قيادة القوات المشتركة التركية–القطرية.

وأوضحت الصحيفة، أن الدوحة عملت طيلة الأشهر الأخيرة على فتح أراضيها أمام تدفق المئات من الجنود الأتراك وآلياتهم العسكرية في وقت يرتفع فيه منسوب العدوانية التركية تجاه واشنطن عبر تهديدات مبطنة بالهجوم على القوات الأمريكية المتمركزة بمدينة منبج السورية.

وأكدت الصحيفة، أن المسؤولين القطريين بدأوا يكتشفون أن تركيا وإيران، اللتين شجعتا الدوحة على المكابرة والهروب إلى الأمام بدل الاستجابة لدعوات الحوار من جيرانها الخليجيين، كانتا تخططان لاستثمار وضع قطر لتقوية نفوذهما اقتصاديا وعسكريا وتسهيل تمركزهما في المنطقة، لافتة إلى أن مساعي أنقرة، لإظهار أن وجودها على الأراضي القطرية ليس تهديدا لأمن الجيران، لا تعدو أن تكون مناورة لإبعاد الأضواء عن دورها وخطورته على الأمن القومي لدول المنطقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن رئيس بعثة تركيا في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، أحمد براءت جونقار، زعم أن هدف القاعدة العسكرية التركية في قطر هو الإسهام في أمن واستقرار المنطقة، لافتا إلى أن  القاعدة التركية لا تستهدف أي بلد.