لا يا وزير الأوقاف ما هكذا أخلاق العلماء
الخميس، 19 أبريل 2018 03:53 م
انفعال وصراخ وشتائم الدكتور مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر في مناقشة رسالة علمية بجامعة الزقازيق –أسلوب غير مبرر على الإطلاق ، مهما كانت أخطاء الباحث الذي يبتدىء سنة أولى بحث في درجة الماجستير، وبعض الجامعات العالمية لا تعقد لها مناقشة علنية أصلا ، وتعتبرها أساسيات ومقدمة للدكتوراة والبحث الحقيقى ما بعد الدكتوراة .
أقول هنا أن الدكتور مختار جمعة كان مشاركا فى المناقشة كأستاذ وليس وزيرا للأوقاف يصرخ ويحتد في موظفيه ومرؤوسيه، وإن كان هذا أيضا أمر غير مقبول .
تعلمنا أن من أخلاق العلماء ، الحلم والصبر والأناة ، فالعلماء هم قادة الأمم، وخلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، ، وأنه كما قال الآجرى : "لابد للعالم الرباني من أخلاق يتحلى بها حتى يكون قدوة للأمة فلا ينفعل إلا للضرورة القصوى وحسب كل موقف ولا يبادر بالهجوم والسب واللعن ، خاصة على من هم أقل منه مكانه ومقاما.
أما أن يصف الدكتور مختار جمعة باحثا جامعيا بأوصاف لا تليق برجل فى مركز ومكانة وزير الأوقاف ، فهذا أمر غير مقبول في حرم جامعة ووسط جمهرة علماء وباحثين وطلاب علم وبين أهل صاحب الرسالة وذويه ولولا أن الدكتور جمعة تراجع واسترضى الباحث واستقبله في اليوم الثاني بمكتبه بصحية المشرفين على رسالته ، لكان من حق هذا الشاب مقاضاته على ما فعل . فالجامعة يجب أن تكون مكانا للاحترام المتبادل والتوقير والتعليم بالحسنى وليس بالإجبار والقهر النفسي والمعنوي .
لقد عدت للتو من الولايات المتحدة فى رحلة علمية وثقافية ، وزرت أكبر جامعاتها والمتصدرة للتصنيف الدولي مثل هارفارد وبوسطن وكمبردج وفلوريدا ، ولم أجد إلا مخاطبات مكتوبة بين الأستاذ وتلامذته كلها رقى واحترام وتوجيه رقيق بضرورة إصلاح الأخطاء وهكذا تقدموا وتخلفنا ووصلوا لمكانة رفيعة وتأخرنا.
ثم إن المزايدة باسم الوطنية ، ليس هذا مكانها أو مناسبتها في سياق موضوع عن شخصية آسيوية معروفة ، هو الشاعر الكبير والمفكر الإسلامي المعتدل محمد إقبال الذي غنت له أم كلثوم " حديث الروح" ، وكل شعره وأفكاره كانت في إطار زمني معين أسهم في استقلال الباكستان عن الهند ، وكان يخاطب جمهور المسلمين في البنجاب للانفصال عن الهند وتكوين دولة خاصة بهم ، فركز حديثه على :" أن المسلم حقيقة عالمية لا تنحصر بين حدود الجنسية والوطنية الضيقة؛ بل العالم كله وطن للمسلم".
أخطأت يا دكتور مختار جمعة في التعميم والتشهير وأثرت الرأي العام صخبا ، في وقت نحتاج فيه للهدوء والرزانة ، والحث على إصلاح التعليم يبدأ من المعلم ،فكن معلما وأستاذا بحق – أو اعتزل وتفرغ لمسؤولياتك الوظيفية ووزارتك بكل أعبائها ومشاكلها.