كيف نستقبل شعبان

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 10:06 م
كيف نستقبل شعبان
أحمد نجيب كشك يكتب:

لقد سمي شعر شعبان بهذا الإسم حيث قيل لتشعب العرب في طلب المياه فيه، وقيل تشعبهم بعد شهر رجب المحرم في الحروب، وقيل لأنه شعب (أي ظهر) بين شهرين كريمين، وبغض النظر عن سبب التسمية إلا أن شهر له مكانة عظيمة في الإسلام بينها النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه شهر الاستعداد لشهر رمضان المبارك، والإنسان الذكي في الدنيا هو الذي يحقق أعلى مراتب العبودية لله تعالى، وبقدر الطاعات والعبادات التي يفعلها الإنسان وتجنبه لمعصية الله تعالى، بقدر ما ترتفع منزلته في الآخرة عند الله عز وجل، ولعل هذا الشهر الكريم هو بمثابة حفلة تكريم للإنسان الطائع طوال العام.
 
إن شهر شعبان له أهمية عظيمة لا ينبغي أن يغفل عنها المسلم أبدا وفي ذلك التنافس الحقيقي، فهو شهر ترفع فيه أعمال العبد السنوية إلى الله تعالى، وهذا هو الرفع السنوي للأعمال حيث أن هناك رفع يومي وأسبوعي، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:( ذلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ)، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشهر بعبادة عظيمة وهي الصيام وهي عبادة قل ما يتطرق إليها الرياء، حيث أنها بين العبد وربه ولا يطلع عليها إحد، وقال حين سئل عن سبب تخصيص هذا الشهر بالصيام:(وأحب أن يرفع فيه عملي وأنا صائم)، وكان يصوم هذا الشهر كله إلا قليلا فيجعل فاصلا بينه وبين رمضان وقد أكد ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها:(وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان(.
 
وفي هذا الشهر ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، وقد ورد في فضلها قوله صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ(، فينبغي لنا أن نطهر قلوبنا وننبذ العداوة والبغضاء والكراهية ونترك الخصام والفجور في هذا الشهر المبارك طمعا في رحمة الله ومغفرته سبحانه وتعالى.
 
وننبه هنا على خطأ يقع فيه بعض الناس،وهو تخصيص ليله النصف من شعبان باحتفالات وخلافه، أوتخصيص اليوم بصيام وقيام وعبادة معينة، ومن العجيب أن ترى بعض الناس يخصص هذا اليوم بالصيام ويترك الأصل الذي ورد في الشرع فلا يترك الشحناء والخصومة ولا يكف أذاه عن الناس!! وكل هذا لاشك أنه لم يرد فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام، فينبغي أن نحذر في عبادتنا لله تعالى حتى يقبل العمل، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود عليه غير مقبول بل ويأثم على فعله، ونحذر من الصيام بعد انتصاف الشهر لمن لم يكن له عادة في الصيام أو صام من أول الشهر ويتم الفصل بين شعبان ورمضان بيومين، فنسأل الله السلامة والقبول والتوفيق والسداد. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق