المهرجانات السينمائية فى مصر.. عدد بلا مدد
الأربعاء، 18 أبريل 2018 04:00 صكتب - حسن شرف
المهرجانات السينمائية والفنية فى مصر كثيرة، وربما تأتى كثرتها، بسبب معرفة القاهرة للفن السابع منذ نشأته مع الأخوين «الفرنسيين لومبير» فى تسعينيات القرن التاسع عشر.
قُدم أول عرض سينمائى فى مصر بمقهى «زوانى» بالإسكندرية فى يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائى بالقاهرة فى 28 يناير 1896، فى سينما «سانتى»، ثم كان العرض السينمائى الثالث ببورسعيد فى عام 1898.
ظهور الأفلام السينمائية المصرية، وكثرتها، كان نتاجه، كثرة المهرجانات المصرية، التى لم تكن صحية، حسب بعض النقاد، وذلك بفعل عدم التنسيق بينها فى مواعيد إقامتها، مما جعلها تتنافس على أفلام بعينها وضيوف محددين.
الغريب فى الأمر أنه غالبا، ما تعلن بعض المهرجانات المصرية، عن عدم وجود فيلم مصرى، يليق بمستوى السينما المصرية وتاريخها لكى يمثلها فى مواجهة أعمال كبيرة وافدة من دول العالم المختلفة.
مهرجان «الأقصر» الذى انتهت فعالياته منذ عدة أسابيع، الذى أقيم بعد أقل من شهر من مهرجان «أسوان» لسينما المرأة فى دورته الثانية، عرضت فى دورته السابعة مجموعة من الأفلام بالمسابقات الرسمية المتنافسة فى قاعات المؤتمرات ومكتبة الأقصر العامة وقصر الثقافة.
ففى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يعرض المهرجان من «مصر» فيلمى «الخلية» و«البداية»، ومن «غانا» فيلم «كتيكى».
وفى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، عرض فيلم تكريم المخرج الراحل يوسف شاهين «عودة الابن الضال»، ومن «كينيا» فيلم «وثيرة»، ومن «جنوب إفريقيا» فيلم «ليس فى منطقتى»، ومن «الكونغو» فيلم «ماما كولونيل».
أما فى مسابقة أفلام الحريات، فعرض فيلم «حياة القصر» من «فرنسا»، وفيلم «ليانا» بإنتاج مشترك بين «سوازيلاند» و«الولايات المتحدة».
الناقد الفنى نادر عدلى، قال إن المهرجانات المصرية، خاصة مهرجان الأقصر الذى انتهت فعالياته نهاية الأسبوع الماضى، ضعيفة ولا تقدم أى شىء، و«قلتها أحسن».
وأضاف عدلى فى تصريحات خاصة أن تلك المهرجانات لا يوجد لها أى تأثير على صناعة السينما، خاصة أن الأفلام المصرية القوية تفضل العرض فى مهرجانات دولية، موضحا أنها - المهرجانات - أيضا لا تفيد السياحة، لأنه لا يتم تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام المختلفة.
وانتقد عدلى، طلب الدكتور مدحت العدل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إحدى الجلسات الحوارية فى مؤتمر الشباب الأخير، برعاية مهرجان الأقصر، لأنه لا يجب الخلط بين العام والخاص- على حد وصفه.
فيما أكدت الناقدة الفنية، ماجدة خيرالله، أن المهرجانات السينمائية فى المحافظات المختلفة، تعمل على تنشيط السياحة والثقافة، خاصة مع تحرك الفنانين فى المحافظات، ويتفاعل معها المواطنون، وهو ما يعود بالإيجاب على المكان المقام فيه المهرجان.
وأضافت خيرالله، أنه لا توجد أى نافذة للمواهب التى تصنع الأفلام التسجيلية، أو الأفلام الروائية القصيرة، أو التى يصنعها الطلاب فى معهد السينما، خاصة أن القنوات التليفزيونية لا تعرض مثل هذه الأعمال، إلا أن مهرجان الإسماعيلية هو المنفذ الوحيد لتلك الأعمال، وهو الباب الذى يخرج منه المبدعون.
وأوضحت الناقدة الفنية، أنه لا يجب إقحام رئيس الدولة فى الفعاليات الثقافية والفنية، خاصة أنه توجد هيئات ونقابات فنية، ومراكز للسينما، هى المنوط بها الاهتمام بالأنشطة الفنية ودعمها.
ولمواكبة السينما العالمية، أكدت أنه على الدولة أن تدعم الصناعة، من خلال إيجاد مساحة من حرية الإبداع، وتسهيل التراخيص، وكذلك تسهيل الإجراءات على صناع السينما ليقدموا أعمالهم، وكذلك حمايتهم عند صناعة الأعمال الفنية، وعدم تحصيل ضرائب بمبالغ كبيرة عند الإنتاج، مشيرة إلى أنه فى السابق كانت توجد مؤسسة السينما، وهى تابعة للدولة، خرجت أجيالا جديدة من المخرجين وكتاب السيناريو والنجوم.
وفى نهاية حديثها، قالت خيرالله، إن السينما المصرية تنقصها مساحة من الحرية، وأن تفهم الدولة أهمية الإبداع والفن.