كم وزارة فى الحكومة يساوى محمد صلاح؟
السبت، 14 أبريل 2018 02:24 م
لا حديث فى العالم وصحافته الكروية إلا عن الموهبة الكروية المصرية الفذة المسماة «محمد صلاح» ابن قرية نجريج مركز بسيون بمحافظة الغربية، ابن الـ25 ربيعا، وما يحقق من معجزات وأرقام كروية غير مسبوقة فى موسم كروى واحد مع فريقه الإنجليزى الشهير ليفربول.
أبو صلاح أو أبو مكة، كما يطلق عليه الشارع المصرى والشارع العربى، تحول إلى رمز وأيقونة عربية، تؤكد على القدرة والإرادة فى النجاح والتفوق والإبداع لدى الشباب المصرى والعربى إذا توافر المناخ والظروف المناسبة فى كافة المجالات، وليس فى كرة القدم فقط، وهناك مئات الأمثلة على النجاح الذى حققه الشباب بالخارج فى الطب والعلوم والفنون.
محمد صلاح.. تحول إلى حالة صفها كما تشاء، حالة عشق لجمهور الكرة ولغير جمهور الكرة من المحيط إلى الخليج العربى، بل وفى باقى دول العالم، ليس فقط لإبداع الفتى الكروى، وإنما لسلوكه والتزامه وانضباطه، فهو ليس كغيره ممن أبهرتهم أضواء أوروبا، فأصابتهم لعنة الانبهار الأوروبى..صلاح المنضبط نفسيا لم تغمره أضواء أوروبا، فلم يضل ولم ينحرف، بل صار قدوة أيضا للأوروبيين بأطفالهم وشبابهم وشيوخهم، واستفاد منه الفريق الإنجليزى، الذى أصبح له ملايين المتابعين والمعجبين فى مصر والوطن العربى بسبب الفتى صلاح، فزادت إيراداته ومبيعاته، علاوة على جماهيريته.
صلاح تحول إلى قيمة تساوى فى وزنها وتأثيرها حكومة بأكملها أو- حتى نكون أكثر دقة- يساوى كل وزارة وهيئة وجهة لها علاقة بقوة مصر الناعمة، فهو لم يعد شخصا، بل مؤسسة ضخمة، تمثل قوة مصر الناعمة فى الخارج.. فاسم مصر منذ أن لعب صلاح فى بازل السويسرى، ثم تشيلسى الإنجليزى، وفيرونتينا وروما الإيطاليين، وأخيرا ليفربول الإنجليزى بات مرادفا لتفوق صلاح ونجاحه، ورفع مشجعو الأندية التى لعب بها صلاح علم مصر حبا له.
فهل استفادت منه مصر كقوة ناعمة للتسويق والترويج وتحسين السمعة فى الخارج؟
للأسف لم تستفد منه الاستفادة الكاملة، والمستفيد الوحيد هو شركات الإعلان، وبعض الجهات الحكومية المشاركة فى حملاتها ضد المخدرات.
هل وضعت الحكومة مثلا خطة حقيقية للاستفادة من نجومية صلاح وشعبيته وجماهيريته فى العالم؟
لاعبو البرازيل على سبيل المثال حولوا البرازيل من مكان فقير –قبل سيلفا دى لولا- إلى قبلة للسياحة بسبب تواجدهم وإبداعهم وسحرهم فى الفرق الأوروبية، وتحولت قراهم وأحياؤهم الفقيرة فى مدن البرازيل المختلفة إلى مزارات وقبلة للسياحة، لكن للأسف ليست لدينا الجهة أو الجهات التى تستغل صلاح حتى تصبح مصر أو حتى قريته نجريج قبلة للسياحة الغربية أو على الأقل الإنجليزية.
صلاح فى حد ذاته، أصبح يساوى أكثر من وزارة وجهة للتسويق والترويج السياحى السياسى والاجتماعى، وأيضا الاقتصادى لمصر، ولن نعدد هنا كم وزارة وهيئة يساويها ابن قرية نجريج.
الفتى صلاح جعل الأنظار تتعلق به وتتشوق لرؤيته فى كل مباراة، وتشجع الأندية التى يلعب فيها- طبعا وعلى رأسهم فريق صلاح المسمى بالمنتخب الوطنى المصرى.
تتعلق أنظارنا به وفى كل تحركاته وتبحث عن أى مكان يتواجد فيه فى المستطيل الأخضر.. تحب من يمرر له الكرة.. وتغضب ممن يطمع ولا يمرر.
الناس أصبحت تضبط أوقاتها حسب مبارياته، ولمة الأهل والأصدقاء من له فى الكرة، ومن لا يعرف الفرق بينها وبين لعبة الدومينو.. الكل يتجمع على حب صلاح وسحره وإبهاره وسط عمالقة الكرة فى العالم، وهو واحد منهم الآن.
دعوات الأهل والأصدقاء على شرف مشاهدته فى المنازل أو المقاهى.
رونالدو أفضل وأغلى لاعبى العالم، يفخر بأنه يسبقه بعدة أهداف فى دورى الأبطال، وهارى كين، هداف توتنهام، يلهث خلفه ليقلص فارق الأربعة أهداف فى الدورى الإنجليزى.
بصراحة إن صلاح حقق لمصر مالم تحققه وزارة السياحة وهيئة الاستعلامات ووزارة الأوقاف مجتمعين، قدم صورة للمصرى العربى المسلم المتدين دون تزمت وتشدد، بوجه بشوش مسالم، وحقق مالم تحققه عشرات البعثات لتحسين الصورة.. صلاح هو صانع البهجة والفرحة والسعادة الحقيقى ومجمع العرب والمصريين.. وسوف يضاف فى البرواز التاريخى إلى جانب أم كلثوم وعبد الناصر.. القيم التى تجمع ولا تفرق.